إسبانيا الأوفر حظا للصعود لكن كرة القدم لا تؤمن بالحسابات

ألبرتو تشيروتي

TT

فليرفع يده من لم يفكر في تورتة يورو 2004 المتنازع عليها، بعد التعادل 2/ 2 بين الدنمارك والسويد، ما إن انتهت مباراة إيطاليا. وللقلائل الذين لا يتذكرون هذه البطولة، نذكر أن بعد تعثر المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب تراباتوني بالتعادل في أول مباراتين فاز من دون جدوى أمام بلغاريا، وعاد الآزوري إلى منزله بخمس نقاط، ليجد مديره الفني الجديد مارتشيللو ليبي وقائد بطل العالم في المستقبل.

وبعد مرور ثمانية أعوام وبطولتين أوروبيتين، يجد المنتخب الإيطالي نفسه، ولكن تحت قيادة برانديللي، مضطرا لهزيمة منتخب آيرلندا بقيادة تراباتوني، آملا أن يكفيه الفوز هذه المرة للتأهل لربع النهائي. وحينها نشجع إسبانيا أيضا، لأن في حالة أن المدير الفني الإسباني فيتشينتي ديل بوسكي لم يخطئ مثلما فعل في مباراة إيطاليا بالتخلي عن المهاجم الحقيقي، سيثبت جدارته بتفوق أمام كرواتيا. ومن الصعب تخيل المنتخب الإسباني يكسو سطح «التورتة» بتعاون تشافي وإنيستا، بطلي أوروبا والعالم، وهو ما سارع في تسليط الضوء على الحارس الإيطالي جيجي بوفون، حتى وإن كان الحارس نفسه قد أقر منذ أيام قليلة مضت بأن الخروج بمصابين اثنين أفضل من الخروج بقتيل.

ومع انتزاع منتخب إسبانيا سبع نقاط، في حالة فوزه بعد غد (الاثنين) أمام كرواتيا، سيبقى خصمه الكرواتي بأربع نقاط ويحظى المنتخب الإيطالي بالفرصة الذهبية للصعود بخمس نقاط فقط في هذه الحالة من أقصى درجات الأمان. ولكن يعد القيام بالكثير من الحسابات أمرا خطيرا، فوفقا لعقليتنا المخطئة فقط، فإن الخصم الذي لا يمتلك أي نقاط، ولن يتأهل بالفعل، لن يقدّم أي مقاومة. ولكن يجري الفخر في عروق المنتخب الآيرلندي، ولهذا تعلق بالمدرب جيوفاني تراباتوني سريعا، فهو لا يستسلم أبدا، ومن الصحيح أنه يبلغ من العمر 73 عاما، ولكنه لا يزال يكافح على مقعد التدريب، مثلما حدث في عام 1974، حينما ولد ديل بييرو، صعد تراباتوني إلى مقعد تدريب الميلان لأول مرة، حتى وإن كان بشكل مؤقت.

وبعيدا عن الشخصية في الملعب، منذ أن وصل تراباتوني إلى مقعد تدريب آيرلندا لم يخسر أبدا أمام منتخب إيطاليا، حيث حقق التعادل في مباريتين (1/ 1 في مدينة باري، و2/ 2 في مدينة دبلن) ضمن مباريات التأهل لمونديال جنوب أفريقيا، فضلا عن انتزاعه الفوز الودي (2/ 0) منذ عام مضى في مدينة لييج البلجيكية. وبالرجوع أكثر بالزمن لإيجاد فوز للآزوري، في مباراة حقيقية، يمكننا العودة إلى المونديال الذي أقيم في إيطاليا في عام 1990، حينما حسم هدف سكيلاتشي تأهل الآزوري إلى نصف النهائي.

ومن الصحيح أن المنتخب الآيرلندي الحالي، الذي قهره نظيره الكرواتي وسحقه الماتادور الإسباني، يبدو فريقا هشا، ولكن المشكلة تتمثل في أمر آخر. فما الضمانات التي يستطيع المنتخب الإيطالي تقديمها في ظل صورة كاسانو وبالوتيللي اللذين يبدوان بطلين واعدين غير مضمونين؟ والحقيقة المريرة تظهر في أنه بعد عامين من كارثة جنوب أفريقيا، عندما لعب بيرلو في النصف ساعة الأخيرة فقط من مباراة سلوفاكيا ظل هو الأفضل في الملعب، مع النظر إلى ندم ليبي المستمر على غياب النجم في المباراتين السابقتين بسبب الإصابة. إذن بالعودة إلى المدرب الحالي للمنتخب الإيطالي، والصعود والنزول معه وفق النتائج التي حققها، حسب تقاليدنا المتبعة في كرة القدم، سيكون أكثر عدلا أن نفكر فيما يقدمه الدوري الإيطالي. ومن الصحيح الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن نشد عضد برانديللي، ونذكر ما قد يقوله له المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي بيرازوت: «عزيزي تشيزاري، لا تنصت لأحد، وافعل ما يمليه عليك فكرك».