فاتورة الشاب والفتاة.. كفاك الله شر «الطفرنة»

الرجل يبحث عن «الفتاة المحفظة» والمرأة تفتش عن «الرجل المهايطي»

TT

«يوم لك ويوم عليك، ويوما كفاك الله شر الطفرنة»، هذه العبارة بما تحمله من توصيف لحالة اقتصادية قد يمر بها الجميع؛ إلا أنها تصف ولحد كبير شكل العلاقة بين أصدقاء اليوم، الذين فرض عليهم واقع الانفتاح الثقافي، لقاء خارج حدود مكتب زملاء العمل ومنزل الزوج والزوجة، وهو ما يرسم تساؤلات مذيلة بعلامات استفهام، وتعجب، تدور حول من سيدفع فاتورة اللقاء.

الواقع الذي فرضه توجه القطاع الخاص نحو توظيف الفتيات، ألقى بظلاله السوداء، على تحميل المرأة فاتورة المطعم، خصوصا في حال كان الرجل من ذوي الدخل المحدود، وهو ما تجده خلود سليمان 23 أمرا عاديا و«لا يدعو للخجل، شريطة أن يكون هناك بوادر كرم منه»؛ إلا أن الأمر مرهون عند خلود بواقع أن يكون هذا الشخص زوجها أو فردا من أفراد أسرتها، منتقدة هذا التصرف، في حال عدم وجود أي مبرر. وأوضحت أن الأمر لا بد أن يؤخذ على محمل الجد، في بدايات بناء مشروع الزواج؛ حتى لا يعتاد الرجل على وجود من يدفع عنه فواتيره، خاصة أن الواقع يؤكد على وجود هذا النوع من استغلال ما سمته «المرأة المحفظة»، مرجعة وجود هذا النوع من الفتيات، لرغبة حقيقية في أن تُوصف بـ«بنت نعمة».

وفيما يبدو فإن الحب يلعب دورا في ترسيخ فكرة الفتاة المحفظة. جاء تأكيد خلود على أن فقر الرجل ليس سببا وجيها للتنصل من الفاتورة. وعلى الرغم من ذلك يبدو أن الفاتورة لا تشكل هما عند البعض الآخر كما أوضحت سمر عطاس «ليست مشكلة كبيرة، إذا كان هناك اتفاق مسبق على اقتسام الفاتورة»، مشيرة إلى أن الأكثر سلمية أن «يدفع كل شخص عن نفسه». إلا أنها عادت لتؤكد رفضها لمبدأ وضعها أمام الأمر الواقع، وهو ما يقوم به البعض من الجنسين، حيث تكتشف عند حضور الفاتورة، عجز صاحب الدعوة عن سداد فاتورة العشاء، الأمر الذي يضعها في موقف حرج، من شأنه أن «يرسم حدودا للتعامل مع هذه النوعية من الناس»! ولأن الأمر لا يقف عند حدود محفظة المرأة، يبدو أن «الرجل المهايطي» يعد صيدا ثمينا بالنسبة لنوعية أخرى من الفتيات، لا تمانع أن تستنفد طاقاته المادية، حتى آخر رمق.

وهو ما يؤكّده طارق عبد العزيز، موظف بالقطاع الخاص؛ بعد أن أصبحت العملية تمثل تحديا للشباب، جعلتهم «يبحثون عن الارتباط بفتاة قادرة على تحمل مصاريفهم».

الفتاة المحفظة، والرجل المهايطي والتي أصبحت تمثل نظاما جديدا في التعامل بين الجنسين، في ظروف اقتصادية عمودها البطالة بين الشباب، وقاعدتها مجتمع استهلاكي، يدفع بالجميع لإجادة فن الظهور بمظهر «الولد الكاش وبنت الناس».

وعلى الرغم من استنكار طارق، لطريقة التعامل، أيا كانت طبيعة العلاقة، التي وصفها «بالوقاحة»، خصوصا من الشباب، فإنه يشدد على أن دفع الفاتورة، مرهون بشكل اللقاء خاصة إن كان لقاء عملا فلا «مانع من أن تتحمل الفاتورة الفتاة».

«فضلا اتصل بي» جملة تزعج سعاد فيصل، التي ترى أن الأمر زاد عن حده، عند الشباب الذي يدعي أنه أصبح غير قادر؛ حتى على دفع كلفة اتصالاته، معللة الأمر بـ«الأوضاع الاجتماعية، وارتفاع نسبة البطالة بينهم، مقابل توفر الفرص الوظيفية للفتيات، مما انعكس إيجابا على وجود عائد مادي لدى الفتيات». ولأن «الحياة شراكة بين اثنين»، يرى لؤي عمر، أن «الأمر ليس فيه أي انتقاص للرجولة»، بل مرهون بـ«نية الطرفين»؛ إلا أن هذه الشراكة ليست ركيزة «يعتمد عليها الشباب، في مجتمع ذكوري؛ قائم على قوامة الرجل بالدرجة الأولى، مما يعني قدرته على تغطية احتياجاتنا المادية»، كما ترى جواهر التي تشير إلى أن مساهمه المرأة في تحمل المصاريف لا بد أن تكون بشكل ودي.