مؤشر السلام العالمي: العالم العربي حل مكان أفريقيا كأكثر المناطق توترا

دول العالم أصبحت تسعى للقوة الاقتصادية أكثر من العسكرية

TT

كشفت الدراسة السنوية لمؤشر السلام العالمي، والتي يجريها معهد الاقتصاد والسلام الأميركي، أن العالم بات أكثر سلاما، إلا أن العالم العربي أصبح أكثر المناطق توترا فيه وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وأظهرت الدراسة التي أعلنها المعهد مساء أول من أمس في نيويورك أن العالم العربي حل محل أفريقيا لأول مرة كأكثر منطقة مضطربة في العالم. ويرى الخبراء أن أكثر الدول سلاما في العالم هي آيسلندا، تليها الدنمارك ثم نيوزيلندا. واحتلت ألمانيا المرتبة رقم 15 في أكثر الدول سلاما، تسبقها مباشرة السويد.

وعلى المستوى العالمي أظهر التقرير أن دول العالم صارت تسعى إلى امتلاك القوة الاقتصادية أكثر من سعيها لتحصيل القوة العسكرية، إلا أن هناك تزايدا في النزاعات الداخلية. وذكرت الدراسة التي تبدو متفائلة إلى حد ما أن العالم لا يزال يحفل بالصراعات، غير أنها صارت أقل من ذي قبل. وأوضح مؤلفو الدراسة أن أكثر الدول سلمية هي آيسلندا، تليها الدنمارك ونيوزيلندا. وحازت أوروبا الغربية هذه المرة أيضا وصف أكثر المناطق المسالمة في العالم، حيث جاءت معظم دولها بين الدول العشرين الأولى في هذا السياق، وهي الدول التي تتسم بمستوى عال من الأمن والحماية لمواطنيها، بالإضافة إلى تميز مجتمعاتها بدرجة عالية من الانسجام الاجتماعي والبعد عن الصراعات.

وبقيت الصومال أكثر بلدان العالم بعدا عن الأمن، حيث احتلت المرتبة 158 بين دول العالم في هذا الصدد، إلا أن السودان وأفغانستان ليستا أفضل حالا منها. وكانت أكثر الدول تراجعا على القائمة سوريا التي انتقلت من المركز الثلاثين إلى المركز 147. وقالت الدراسة إن القلاقل التي عاشها العالم العربي أدت إلى عدم وضع أفريقيا السوداء لأول مرة منذ إعداد قائمة عام 2007 في خانة أكثر المناطق توترا في العالم، حيث احتلت هذه المكانة كل من منطقتي شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وأوضحت الأرقام التي ساقتها الدراسة أن البلدان الديمقراطية أكثر سلمية، كما أوضحت أنه حتى «الديمقراطيات غير المكتملة» تعيش أفضل كثيرا من الدول التي تحكمها نظم الحكم الديكتاتورية. وأضافت الدراسة أن هناك تحسنا طفيفا في مستوى الأمان يرتبط بالآثار المتعلقة بمستويات التنمية الاقتصادية.

وقال التقرير «لو مر عام 2011 في أجواء سلمية لكان العالم قد وفر اليوم تسعة مليارات دولار، وهو مبلغ يمثل مجموع الدخل الوطني لكل من ألمانيا واليابان مجتمعتين». وقال ستيف كيليا، أحد الخبراء بالمعهد، إن هناك تحولا دراميا في هيكلية الدول «فقد صارت دول العالم أكثر سلمية في علاقاتها الخارجية، حيث تلجأ بدلا من ذلك إلى الكفاح على المستوى الاقتصادي بدلا من المستوى العسكري»، مبينا أنه في المقابل صار الصراع الداخلي أوضح. وواصل كيليا القول بأن هذا الأمر يتضح عند تأمل أعداد ضحايا الإرهاب التي تضاعفت ثلاثة أضعاف منذ سجلت أرقام عمليات الإرهاب التي حدثت عام 2003.