أول مباحثات بين هيغ وصالحي منذ قطع العلاقات

الوزيران بحثا في أفغانستان الوضع السوري والملف النووي

TT

التقى وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بنظيره الإيراني علي أكبر صالحي على هامش مؤتمر أمني في أفغانستان يوم الخميس، وذلك في أول اتصال دبلوماسي رفيع المستوى بين البلدين منذ انقطاع العلاقات الثنائية تقريبا عقب قيام إيرانيين باجتياح ونهب السفارة البريطانية في طهران في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية بيانا قالت فيه إن الاجتماع قد عقد بناء على طلب من صالحي، في حين لم تذكر وكالة الأنباء الرسمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أي شيء عن الطرف الذي بادر بطلب الاجتماع، ولكنها أشارت إلى أن جدول الأعمال قد تطرق إلى الصراع في سوريا، وقضية الإيرانيين الذين يعيشون في بريطانيا، والمحادثات المقبلة التي ستعقد في العاصمة الروسية موسكو حول برنامج إيران النووي المثير للجدل.

وكان هيغ قد أمر بخفض العلاقات مع إيران إلى المستوى الذي يسبق قطع العلاقات بشكل رسمي عقب الهجوم على السفارة البريطانية، حيث اتهمت بريطانيا السلطات الإيرانية بالموافقة على هذا الهجوم. وغادر الدبلوماسيون البريطانيون إيران، وتم طرد الدبلوماسيين الإيرانيين من بريطانيا.

وأعربت إيران عن أسفها للهجوم، ولكنها وصفته بأنه غضب عفوي من قبل الطلاب بسبب العقوبات الاقتصادية الوشيكة التي كانت ستفرضها بريطانيا والولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي. ومع ذلك، تعرضت إيران لانتقادات على نطاق واسع بسبب الهجوم، الذي أعاد إلى الأذهان الاستيلاء على السفارة الأميركية عقب الثورة الإسلامية عام 1979.

وحتى الدول الصديقة انتقدت إيران بسبب سماحها بنهب السفارة البريطانية، وربما كان هذا الهجوم سببا في إسراع الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على النفط الإيراني بهدف وضع مزيد من الضغوط على طهران فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وقد أثر هذا الحظر، الذي سيدخل حيز التنفيذ بشكل رسمي في الأول من يوليو (تموز) القادم، بالفعل على قدرة إيران على بيع النفط، الذي يعد أهم الصادرات الإيرانية.

يذكر أن بريطانيا عضو فيما يسمى بمجموعة الخمسة زائد واحد - الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا - والتي تضغط على إيران لتعليق تخصيب اليورانيوم، بموجب أربعة قرارات صادرة من مجلس الأمن. وتؤكد إيران على حقها القانوني في تخصيب اليورانيوم، وتصر على أن برنامجها النووي ذات أغراض سلمية، على الرغم من شكوك الدول الغربية وإسرائيل والتي ترى أن إيران تسعى لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن هيغ تحدث مع صالحي حول الهجوم على السفارة البريطانية وإن كلا منهما قد أعرب عن أمله في «تحرك كلا البلدين قريبا لتعيين قوى رسمية في كل من العاصمتين» - في إشارة إلى تعيين دولة ثالثة لرعاية مصالح كل منهما لدى الأخرى.

ويبدو أن التعبير عن الأمل في حد ذاته يعكس عدم تحرك الجانبين وحالة الجمود التي تسود العلاقات الإيرانية البريطانية منذ الهجوم على السفارة البريطانية.

وصرحت وزارة الخارجية البريطانية أيضا بأن هيغ قد أخبر صالحي بأن أعضاء مجموعة الخمسة زائد واحد كان لديهم نفس الرؤية فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني وأنهم قدموا ما وصفه بأنه «عرض جدير بالثقة لإيران»، وجاء الدور على إيران للرد على هذا العرض.

وكان آخر اجتماع بشأن الملف النووي الإيراني قد عقد في العاصمة العراقية بغداد الشهر الماضي، ولم يحقق تقدما جوهريا. وطالبت مجموعة الخمسة زائد واحد إيران بالتوقف الفوري عن إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 20 في المائة، والتي تعد خطوة تقنية تسبق إنتاج الوقود اللازم لصنع قنبلة نووية. وكانت إيران قد طالبت تلك الدول بالاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم، وتخفيف العقوبات الغربية عليها كخطوة أولى.

* خدمة «نيويورك تايمز»