اليمن: دحر «القاعدة» من آخر معاقلها في أبين

30 قتيلا في صفوفها وعشرات الجرحى.. وفرار قياداتها ومسلحيها إلى شبوة المجاورة

بدويان مناصران للجيش اليمني يقفان عند قاعدة عسكرية تشرف على منطقة جعار في الجنوب (رويترز)
TT

تمكن الجيش اليمني، أمس، من استعادة السيطرة على مدينة شقرة الساحلية في محافظة أبين بجنوب البلاد، من بين أيدي عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» أو «القاعدة» بعد مواجهات عنيفة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى.

وقالت مصادر عسكرية يمنية إن أكثر من 30 قتيلا من عناصر «القاعدة» سقطوا قتلى، وجرح العشرات في عملية تحرير مدينة شقرة التي تعد آخر معاقل التنظيم في محافظة أبين، وذلك بعد أيام على استعادة السيطرة على مدينتي زنجبار وجعار، كبرى المدن في المحافظة.

وأكدت وزارة الدفاع اليمنية أن عملية تحرير شقرة تمت بواسطة اللواء العسكري «26 حرس جمهوري » و« اللواء 111 مشاة » و«اللواء الثاني مشاة جبلي» و«اللواء العاشر صاعقة»، إضافة إلى قوات من الأمن المركزي والأمن العام واللجان الشعبية، حيث قاموا بمهاجمة المدينة من عدة اتجاهات، وأشارت مصادر عسكرية يمنية إلى أن قتلى «القاعدة» ينتمون لجنسيات مختلفة، عربية وأجنبية، وأن العشرات منهم فروا باتجاه المناطق الجبلية في محافظة شبوة المجاورة.

وتوعدت الوزارة باستمرار ملاحقة الفارين عبر سلاح الجو في المناطق التي فروا إليها، حيث يعتقد أن معظم قيادات ومسلحي «القاعدة» لجأوا إلى مديرية عزان التي تعد إحدى الإمارات الإسلامية التي أعلنوها في المناطق التي يسيطرون عليها في جنوب اليمن، ويعد دحرهم من شقرة صفعة قوية يتلقاها التنظيم، فهذه المدينة كانت تعد الممر الرئيسي لوصول مقاتلي «القاعدة» إلى جنوب اليمن قادمين من الصومال وبعض دول القرن الأفريقي.

وقال شهود عيان في أبين لـ«الشرق الأوسط» إن دخول القوات الحكومية واللجان الشعبية إلى شقرة، جاء بعد معارك عنيفة، سقط خلالها قتلى في الطرف المهاجم، إضافة إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف «القاعدة» وتكبيدها خسائر مادية، حيث جرى تدمير عدد من الدبابات والمدرعات والأطقم العسكرية التي كان مسلحو «القاعدة» يستخدمونها ضد القوات الحكومية، إضافة إلى الظفر بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

وأكدت مصادر محلية أن قوات الجيش باشرت في الانتشار في المدينة عقب فرار من تبقى من العناصر الإسلامية المتشددة منها، وقالت المصادر إن مسلحي «القاعدة» حاولوا القيام بعدة عمليات عسكرية مضادة لمنع الجيش من اقتحام المدينة، غير أن الهجوم العسكري الواسع والكبير لم يمكنهم من عرقلة تقدم الجيش، إضافة إلى مساعدة المواطنين للجيش في دخول المدينة، وذكرت المصادر أن قيادات عسكرية بارزة في وزارة الدفاع اليمنية أشرفت، بصورة مباشرة، على عملية تحرير المدينة.

وتشن قوات الجيش اليمني منذ أكثر من أسبوع عملية عسكرية أطلق عليها «السيوف الذهبية» واستهدفت تحرير المدن التي يسيطر عليها مسلحو «القاعدة»، وأسفرت، حتى اللحظة، عن تحرير عاصمة المحافظة، زنجبار ومدن جعار والحصن ومصنع «7 أكتوبر» والرهوة والكود وغيرها من المدن التي كانت «القاعدة» تحتلها منذ أكثر من عام، ووصف اللواء سالم قطن، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش اليمني العملية العسكرية بأنها «ناجحة 100 في المائة»، وأشار من داخل شقرة إلى استمرار ملاحقة الفارين من قيادات ومسلحي «القاعدة» في المناطق اليمنية الجنوبية.

ولعبت اللجان الشعبية دورا بارزا في تحرير المدن التي كانت تحت سيطرة «القاعدة» لأكثر من عام، وانضم آلاف المقاتلين من أبناء محافظة أبين إلى صفوف القوات العسكرية لقتال المسلحين المتشددين الذين فرضوا على المواطنين نظام حكم «إسلامي متشددا» وطبقوا ما يعتقدونه «الشريعة الإسلامية».