قيمة الإنسان العربي

تعقيبا على مقال سوسن الأبطح «طرابلس على نار حامية»، المنشور بتاريخ 15 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن أرخص شيء في عالمنا العربي هو الإنسان، الذي هو أثمن رأسمال في النظرية الماركسية! يقتل الإنسان لأتفه الأسباب منها عنصرية وأخرى دينية أو مذهبية، حيث تمت تصفية الكثير من العلمانيين لا لشيء سوى أنهم لهم دين أو مذهب مختلف، يا للكارثة! الشرق الأوسط مهد الأديان والعقائد والقوميات المتنوعة، وهذا التنوع هو سر جماله وسحره الذي أزعج بعض القوى العالمية التي قامت في بادئ الأمر بغزوه فكريا وثقافيا ثم احتلته عسكريا فثارت الشعوب وأخرجت المحتل من الباب ليعود إليها من الشباك، وذلك بتحريض المكونات العرقية والدينية والمذهبية ضد بعضها البعض، بل وأوجدت المنظمات الإرهابية المتسترة بالدين! والدليل هو تنظيم القاعدة الذي يقتل المسلم قبل غيره وينكل به في المساجد أثناء تأديته شعائره الدينية، يقتلون المسيحي في الكنيسة كما حصل في العراق ومصر ومؤخرا في نيجيريا! إنها عملية منظمة بدقة متناهية وراء الكواليس.

سامي البغدادي - إيطاليا [email protected]