بالوتيللي هو رمز الشعب الإيطالي في عيون الإنجليز

ستيفانو بولدريني

TT

كان أحد أكثر الأماكن جذبا للجمهور في لندن عام 2011 هو صالة ديسكو في قلب تشيلسي تحمل اسم «بونغا بونغا». واستخدم الإنجليز على الفور هذا الاسم الذي ارتبط بحقبة برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق (بونغا بونغا هو الاسم الذي أطلقته الصحف الإيطالية على الحفلات الماجنة التي كان يقيمها برلسكوني). وقد استمتع الإنجليز كثيرا بالحكومة الإيطالية السابقة. وفي ظل هذه الحكومة ارتبطت إيطاليا في أذهان الشعب الإنجليزي بالمفهوم التقليدي عنها المتمثل في البيتزا والساسة الفاسدين والدين العام للدولة والجنس والمافيا. واختلفت هذه الصورة الآن في ظل حكومة ماريو مونتي، الذي أدهش الجميع بإجادته التامة للغة الإنجليزية وتصرفاته الهادئة أثناء زيارته للندن قبل بضعة أشهر.

إن العلاقة بين إيطاليا وإنجلترا هي علاقة حب وكره. وإنجلترا جزيرة تشعر أنها عالم منفصل وتفتخر باختلافها عن باقي الدول. وهي تحتضن الغرباء وتمنحهم العمل لكن الروح التقليدية تبقى ويعتبر الغريب فيها دائما هو «الآخر». ونحن نبقى بالنسبة لهم «الإيطاليين»، عباقرة ولكن لا يمكن الوثوق بهم. شعب من الفنانين وأيضا من الفاسدين.

ويرى الإنجليز أننا مقاتلون في كرة القدم، لكننا جبناء في الحياة. وقد أطلق الإنجليز على الفور على سكيتينو قبطان السفينة التي غرقت في إيطاليا قبل بضعة أشهر لقب «القبطان الجبان». وهم يرون أننا في كرة القدم نجيد التمثيل والخداع والدفاع، لكنهم في نهاية المطاف حاليا يحترموننا. فقد أثبت مانشيني ودي ماتيو وأنشيلوتي ودي كانيو للإنجليز مدى براعتنا في التدريب. ويسخر الإنجليز منا لأننا مزعجون ونحرك أيدينا كثيرا عندما نتكلم ولأننا نركن سياراتنا في الصف الثاني ولا نلتزم بالصفوف بشكل عام. إن ماريو بالوتيللي هو رمز الشعب الإيطالي في عيون الإنجليز: عبقري ومشاغب وهوائي ويميل للشجار ولا يحترم القواعد. إنه إيطالي حقيقي. لكننا أيضا لا ننظر إلى الشعب الإنجليزي بشكل جيد. فنحن ننظر لهم على أنهم شعب يتصنع الطهارة والوفاء بينما نكتشف بعد ذلك أن الخيانة الزوجية لديهم شيء عادي، ولا سيما في عالم كرة القدم. ويعتبر الشعب الإيطالي الإنجليز شعبا يقدس القواعد ويلتزم بالصفوف ويتحدث عن أهمية الوقت ويتميز بالبرود والقذارة وحب الخمر. وهناك شيء من الحقيقة في هذه النظرة، فاستهلاك المشروبات الكحولية بين الشباب يعتبر مشكلة اجتماعية كبيرة في إنجلترا، لكن هذا ينطبق أيضا على إيطاليا. وعندما نسخر نحن الإيطاليين من تقديس الإنجليز للقواعد ومن التزامهم الصارم بها يجب أن نعترف أننا نحسدهم بعض الشيء على ذلك. ولا شك أن الحياة في بريطانيا أفضل من إيطاليا بسبب النظام الذي يحترمه الجميع. إننا نعاني من القذارة نحن أيضا، ويكفي أن نرى كيف ندنس مدننا وشوارعنا، وغالبا ما تكون أحاديثنا مجرد ترهات لا قيمة لها. ولعل الشيء الأمثل هو عمل مزج بين أفضل مميزاتنا وأفضل مميزات الشعب الإنجليزي. وفي هذه الحالة قد يظهر المواطن المثالي، لكن الأمر ربما يكون حلما مستحيلا.