نصف المستثمرين في الإمارات لم يسبق لهم طلب أي استشارة مالية متخصصة

للمرة الأولى الاستثمار في الذهب يتفوق على الاستثمار في العقارات

جانب من سوق الإمارات للأوراق المالية («الشرق الأوسط»)
TT

يحجم نصف المستثمرين في الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر موطنا لعدد كبير من أثرياء العالم عن طلب الاستشارات المالية المتخصصة عند التخطيط لاستثماراتهم، فيما تشير أرقام بحثية إلى أن نسبة «مقلقة» تقارب النصف (44 في المائة) ممن شملهم استطلاع متخصص في الإمارات لم يسبق لهم أبدا طلب المشورة المتخصصة بشأن التخطيط المالي من أحد المستشارين الماليين أو وسطاء التأمين.

وبحسب أحدث تقارير «فريندز بروفيدنت إنترناشيونال لتوجهات المستثمرين»، فإن ما يثير القلق أكثر، هو ما أورده التقرير عن أن نسبة أعلى من المشاركين (47 في المائة) ليس لديهم أي نوع من التأمين على الحياة أو ضد الأمراض الخطيرة، لا من خلال رب عملهم؛ إن كانوا موظفين، ولا بمبادرة شخصية منهم.

وفيما يتعلق بمؤشر «فريندز لتوجهات المستثمرين» في دولة الإمارات، فقد بقي مستقرا عند 15 نقطة، بفارق ثلاث نقاط فقط عن أعلى مستوى بلغه حتى الآن. في حين شهدت مؤشرات هونغ كونغ وسنغافورا قفزة كبيرة في هذا التقرير لتصل إلى 15 و17 نقطة على الترتيب.

وقال ماثيو ووترفيلد، المدير العام «فريندز بروفيدنت إنترناشيونال» في الشرق الأوسط وأفريقيا: ما يثير قلقي أن نسبة كبيرة من المستثمرين في الإمارات لا يهتمون بالحصول على الاستشارات المالية المتخصصة، وهي حقيقة تؤكدها أيضا أن نسبة ضئيلة من المشاركين لديهم تأمين على الحياة أو ضد الأمراض الخطيرة.

كما أضاف: «أدعو كل شخص يعيش ويعمل في دولة الإمارات بغض النظر عن دخلهم ووضعهم العائلي لطلب الاستشارات المالية المتخصصة بانتظام، التي تراعي وضعهم الحالي ومدى تقبلهم للمخاطر والمدى الزمني لاستثمارهم، وذلك لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من استثمار أموالهم، وكذلك مناقشة متطلبات تأمينهم». وفيما يتعلق بفئات الأصول، كان من المثير للاهتمام أن تفضيل الاستثمار في العقارات ارتفع في هذا التقرير إلى أعلى مستوياته على الإطلاق ليصل إلى 17 نقطة، بعد أن بدأ عند نقطتين في الإصدار الأول من التقرير (الربع الثاني 2010).

كما شهد تفضيل الاستثمار في المقتنيات الثمينة انتعاشا ملحوظا في هذا التقرير ليستقر عند 7 نقاط، بعد أن كان قد هبط بشدة من 10 نقاط في التقرير 6 إلى نقطتين فقط في التقرير 7.

ومن حيث استراتيجية الاستثمار، تراجعت نسبة المستثمرين الذين يخططون للاستثمار لأمد يزيد على ثلاث سنوات من 31 في المائة، في التقرير 7، إلى 28 في المائة في هذا التقرير، وفي الوقت ذاته، فإن عدد المستثمرين الذين يمتنعون عن الاستثمار بسبب حالة عدم اليقين في السوق واصل انخفاضه ليصل الآن إلى 7 في المائة فقط، وهي النسبة الأدنى على الإطلاق منذ أن بدأت أبحاث «فريندز» لتوجهات المستثمرين.

أما الثقة في أوضاع سوق الاستثمار الإماراتية، الحالية والمستقبلية، فقد شهدت تحسنا لافتا، حيث يعتقد 44 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أن وضع السوق الحالي أفضل مما كان عليه قبل ستة أشهر، في حين رأى 16 في المائة فقط أن الوضع الحالي للسوق أسوأ مما كان عليه قبل ستة أشهر، وهي أيضا النسبة الأدنى منذ بدء إصدار التقرير (في الربع الثاني 2010).

وفي هذه النسخة من التقرير، سُئل المشاركون عن الاستثمارات الفعلية التي يقومون بها حاليا، ولم يكن مفاجئا أن يحتل الذهب والعملات مرتبة متقدمة في هذه القائمة، ولعل الأمر الذي كان مفاجئا بعض الشيء حلول العقارات في المرتبة الوسطى بين هاتين الفئتين من الأصول.

ويعتبر ماثيو ووترفيلد مما يبعث على السرور أن نرى هذا التحسن في تفضيل الاستثمار في العقارات، في النوايا والأفعال على حد سواء. ويعتبر هذا التحسن، إلى جانب انخفاض أعداد المشاركين الممتنعين عن الاستثمار وتحسن الثقة بأوضاع الأسواق الحالية والمستقبلية، دلالة واضحة على التحسن العام في ثقة المستثمرين بالسوق الإماراتية. كما أود أن أكرر نصيحتي للمستثمرين بضرورة الحصول على المشورة المالية المناسبة والمتخصصة حتى يضمنوا تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص الاستثمارية المتاحة.