البورصة المصرية تفقد قدرتها على مقاومة تقلبات المشهد السياسي مع احتدام أزماته

خسرت 3 مليارات دولار خلال أسبوع انتظار الرئيس

جانب من البورصة المصرية (أ.ف.ب)
TT

فقدت البورصة المصرية قدرتها على مقاومة تقلبات المشهد السياسي مع احتدام أزماته وهوت خلال الأسبوع الحالي لتحقق خسارة قدرها 3 مليارات دولار، مع تنامي مخاوف المستثمرين، دون وجود بارقة أمل في المستقبل المنظور، مع استمرار التوترات السياسية في البلاد على خلفية الصدام المتوقع بين المجلس العسكري الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين.

ويقول المحللون إن استمرار حالة الغموض والضبابية في المشهد السياسي، سواء فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية التي أجلت اللجنة العليا المشرفة عليها نتائجها النهائية لحين الفصل في الطعون، أو الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري وترفضه معظم القوى السياسية، إلى تبعات حكم الدستورية العليا بشأن بطلان انتخابات مجلس الشعب وعودة المظاهرات المليونية إلى الميادين مرة أخرى، يقوض ثقة المستثمرين في البلاد.

وفقدت البورصة المصرية خلال تداولات الأسبوع الماضي الذي اقتصرت التداولات فيه على أربع جلسات نحو 18 مليار جنيه (3 مليارات دولار)، متأثرة بالتصعيد بين القوتين الرئيستين في مصر؛ «الإخوان المسلمين» والمجلس العسكري.

ووسط هذا التصعيد المتبادل بين «الإخوان» والعسكري، وعودة آليات الجيش للظهور بكثافة في شوارع القاهرة، يقول إيهاب سعيد رئيس قسم البحوث بشركة «أصول» لتداول الأوراق المالية، إن المستثمرين أصبحوا أسرى تساؤل «ماذا لو؟»، ويضيف أن هذا التساؤل أصبح أبرز التساؤلات في أوساط كافة المتعاملين في السوق خلال هذا الأسبوع الذي شهد الجولة الثانية في انتخابات الرئاسة.

«ماذا لو نجح الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان؟»، «وما هو موقف بعض الشركات المدرجة بالبورصة مثل شركات التأمين والبنوك، وكذا شركات بعض رجال الأعمال الذين كانوا على صلة بالنظام السابق، وأيضا موقف حاملي أسهم هذه الشركات»، وتظل هذه الأسئلة في انتظار تصريحات مطمئنة من جانب المرشح الرئاسي محمد مرسى.

وعلى الجانب الآخر، يتساءل المستثمرون ماذا لو نجح الفريق شفيق. ما هي ردود الفعل التي يمكن أن تحدث خاصة بعد أن أعلن مرشح «الإخوان» فوزه بالمنصب الرفيع.. هل يقبل شباب الثورة بتلك النتيجة، وماذا عن تهديدات «الإخوان» بالتصعيد وما تأثير هذا على البورصة المصرية؟

وما يبرهن على حالة ترقب المستثمرين وعدم يقينهم بما سيحدث في المستقبل المنظور، تراجع قيم وأحجام التداولات خلال الأسبوع الحالي التي واصلت انخفاضها بشكل ملحوظ لتتراوح ما بين مستويات الـ200 و240 مليون جنيه في ظل استمرار حالة ترقب البعض واتجاه البعض الآخر وخاصة الأجانب سلوك بيعي، مع اتجاه شرائي من قبل المصريين والعرب في بعض الجلسات.

ويرى محللون أن هناك صعوبة في تحديد اتجاهات السوق خلال المرحلة المقبلة، في ظل حالة الضبابية التي يشهدها الشارع السياسي وعدم وضوح الرؤية بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية والتي يحتمل أن يكون تأثير إعلانها ذات تأثير واضح على أداء السوق، سواء سلبا أو إيجابا، وما إذا كان ذلك سيعود.