المبعوث الأميركي إلى السودان وجنوب السودان: مشكلة السودان الاقتصادية مرتبطة بإدانة «الجنائية» للرئيس البشير

ليمان: متشائم حول العلاقات بين الشمال والجنوب

برنستون ليمان
TT

بينما قال برنستون ليمان، مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى السودان، إنه متشائم حول العلاقات الحالية بين السودان وجنوب السودان، ربط بين المشكلة الاقتصادية في السودان وإدانة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير.

وقال ليمان إن هناك «أزمة عدم ثقة» بين الشمال والجنوب، وإن هذا يعرقل حل مشاكل الجانبين الاقتصادية والسياسية في كل دولة. وقال متشائما: «ليست هذه مشكلة تفاهم، ولا مشكلة معينة يصعب حلها إلا بتحركات دراماتيكية شجاعة، ولا مشكلة كلمات عدائية متبادلة. هذه مشكلة أكبر من ذلك. كل جانب عنده أسباب لعدم الثقة بالآخر. وكل جانب يفكر في زعزعة الآخر، إن لم يكن القضاء عليه. وكل جانب يؤمن بأن الآخر شرير بطبيعته، أو غير كفء بطبيعته، ولهذا لا يستحق الثقة ولا يستحق التعاون».

وقارن ليمان بين عدم الثقة هذا وعدم الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا خلال سنوات الحرب الباردة. وقال إن الدولتين لم تكونا تثقان ببعضهما البعض، لكنهما، على الأقل، تحاشتا الحرب، حتى مرت سنوات وتغيرت الأوضاع. لهذا، دعا السودان وجنوب السودان للعمل، على الأقل، على تحاشى الحرب بينهما.

وعن المشكلة الاقتصادية في الشمال، قال ليمان، الذي كان يتحدث في المؤتمر السنوي لجمعية الدراسات السودانية - الأميركية الذي عقد في جامعة ولاية أريزونا: «ظل السودان يواجه عقوبات دولية قاسية لعشرين سنة تقريبا. لكنه لم يغير سياسته الأساسية نحو مشاكله الداخلية. ورفض اتباع خطوات معينة واضحة للعودة إلى الاقتصاد العالمي، رغم المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها».

وربط ليمان بين هذه المشاكل، وقرار المحكمة الجنائية الدولية الذي أدان، قبل أربع سنوات، الرئيس السوداني عمر البشير. وقال ليمان إن القرار «بالتأكيد، يعرقل إمكانية التعاون الكامل مع الدول الغربية. وبالتالي، يقلل الإغراءات التي يمكن أن تقدمها الدول الغربية للسودان».

وقال إن الوضع الاقتصادي في جنوب السودان قاس أيضا، لكن جنوب السودان «يضع اعتبارات لآراء المجتمع الدولي، ويعتمد اعتمادا قويا على المساعدات الأجنبية». ولهذا، «سارع وأنهى احتلاله لمنطقة هجليح، وسحب بقية قواته من منطقة أبيي».

وقال ليمان إن سبب المشاكل الاقتصادية في البلدين هو عدم الاستفادة من النفط ومن عائدات نقله. وتشاءم حول حل قريب لمشكلة النفط، وبالتالي تقديم «مساعدات كبيرة» من الجنوب إلى الشمال. وقال إن الحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان «يمكن أن تقبل، ليس فقط انتحارا اقتصاديا، ولكن، أيضا، انتحارا سياسيا. تظل الحركة تفكر وكأنها جيش تحرير، يمكن أن يعود إلى الغابة ويحارب، بصرف النظر عن مصير بقية المواطنين. وليس جيش حكومة مسؤولة عن نفسها وعن مواطنيها».

ورغم أن ليمان دعا إلى ضغوط دولية «فعالة» على البلدين، قال إن الحل الحقيقي يجب أن يأتي من الشعبين الشمالي والجنوبي.

وأشاد ليمان بجمع مؤتمر اتحاد الدراسات السودانية - الأميركية لخبراء من الشمال والجنوب خلال مداولاته السنوية. وكان الدكتور عبد الله جلاب، رئيس الاتحاد، والأستاذ في جامعة أريزونا ستيت، قال إنه تعمد دعوة أكاديميين شماليين وجنوبيين بسبب إيمانه بأن العلاقات التاريخية بين الجانبين لم تنقطع، ولا يمكن أن تنقطع، بسبب المشاكل الحالية. وقال: «السودان الذي يدخل القرن الحادي والعشرين يختلف كثيرا عن السودان الذي عرفناه. وجمعية الدراسات السودانية - الأميركية، في أول مؤتمر لها بعد تقسيم الوطن إلى سودانين، ترحب بهذه الفرصة للاستفادة من المعرفة الغنية المتبادلة».

وكان ليمان تحدث، أيضا، في معهد كارنيغي للسلام في واشنطن، وقال إن السودان وجنوب السودان «يمارسان انتحارا اقتصاديا متبادلا. كل جانب ينتظر انهيار الآخر، بسبب الخلافات المستعصية بينهما». وأضاف: «ما يحدث في السودان وجنوب السودان هو أن النفط سلاح يستخدمه كل طرف ضد الآخر».