مقتل 20 في هجوم لطالبان استهدف منطقة تنزه ترتادها النخبة في كابل

الحركة تبنت عمليتها ضد فندق «سبوزماي» وبررتها باحتضانه لـ«حفلات صاخبة»

أفغان يتخفون من مهاجمي طالبان خلال اقتحامهم الفندق المطل على بحيرة قرغة على مشارف كابل أمس (أ.ب)
TT

قتل نحو 20 أفغانيا في تبادل لإطلاق النار استمر طويلا، عندما شن مسلحون تابعون لحركة طالبان هجوما الليلة قبل الماضية على فندق يطل على بحيرة في منطقة قرغة على مشارف العاصمة كابل. ويبرز هذا الهجوم الكبير على فندق سبوزماي تفاقم تردي الوضع الأمني مع استعداد قوات حلف شمال الأطلسي للانسحاب من أفغانستان في عام 2014.

وبعد 12 ساعة على بدء الهجوم وبعدما قامت قوات الأمن بتحرير عدد من الرهائن، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي أن الهجوم انتهى مع مقتل آخر متمرد. وقلل الجنرال كنود بارتلز، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، من الأهمية العسكرية لهذا الهجوم. وقال إن «العمليات التي يشنها المتمردون حاليا تثير ضجة، لكن يمكننا أن نتساءل عن أهميتها العسكرية باستثناء تأثيرها النفسي المهم بحد ذاته بالتأكيد». وأضاف الجنرال الدنماركي الذي يزور ليتوانيا «على الصعيد العسكري، أشعر بتفاؤل حذر في تطور الوضع في أفغانستان». وتابع أن «75 في المائة من السكان تحت حماية القوات الأمنية الوطنية الأفغانية حاليا. بقيت سنتان ونصف السنة لتتولى القوات الأفغانية المسؤولية الكاملة لأمنهم».

وكانت سلسلة هجمات للمتمردين ضربت كابل التي تتمتع بأكبر حماية أمنية في البلاد. والفندق ترتاده نخبة كابل الثرية في ليالي الخميس عند بدء عطلة نهاية الأسبوع في أفغانستان وعادة يكون مكتظا بالنزلاء من العائلات. وقال شريف الله، (30 عاما)، الذي كان في الفندق مع صديق له: «لقد رأيت ثلاثة رجال يدخلون حيث كانت عائلات موجودة. وبعد لحظات بدأ إطلاق النار، وانتاب الناس الذعر. ألقيت بنفسي في حفرة، لكن الرصاص أصاب والدي وابني وزوجتي الذين كانوا يتناولون الطعام على طاولة قريبة من طاولتي».

من جهته، قال صديقي إن قوات أمنية أفغانية وقوات التحالف نشرت في المكان لصد المهاجمين الذين احتجزوا في بادئ الأمر رهائن. وتم تحرير أربعين من الرهائن قبل إعلان انتهاء المعارك.

وقالت وزارة الداخلية الأفغانية إن «17 مدنيا وشرطيا واحدا قتلوا، بينما أصيب خمسة آخرون بينهم شرطي بجروح»، مؤكدة أيضا أن الهجوم شنه أربعة أشخاص. وكانت حصيلة سابقة من نفس المصدر أشارت إلى سقوط 16 قتيلا، 12 مدنيا وثلاثة من حراس الفندق وشرطي.

وأعلنت حركة طالبان التي تقود تمردا دمويا ضد حكومة الرئيس حميد كرزاي المدعومة من الغرب، مسؤوليتها عن الهجوم. وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن «المجاهدين هاجموا هذا الفندق لأن أشخاصا رفيعي المستوى من السفارات و(إيساف) وإدارة كابل يجتمعون فيه كل يوم خميس للمشاركة في حفلات صاخبة فيها كحول ودعارة». ومن جهته، قال الجنرال جون آلن، قائد القوة الدولية، في بيان، إن «هذا الهجوم يحمل بصمات شبكة حقاني (المتحالفة مع طالبان) التي تواصل استهداف أبرياء أفغان وقتلهم وتنتهك السيادة الأفغانية من باكستان».

وتنتقد واشنطن وكابل تكرارا إسلام آباد حول هذا الموضوع وتتهمها خصوصا بإيواء عناصر طالبان، لا سيما من شبكة حقاني في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان. وتقول باكستان إن هذه الاتهامات عارية عن الصحة. وقال محمد ظاهر، رئيس الشرطة الجنائية في كابل، إن الهجوم بدأ قرابة الساعة الحادية عشرة ونصف ليلا حين اقتحم انتحاريان أو ثلاثة يحملون بنادق كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ حفل زفاف في فندق سبوزماي. وصرح المسؤول في الشرطة الجنائية بأن واحدا على الأقل من المهاجمين فجر سترته الناسفة. وانتهى الهجوم عند الساعة الحادية عشرة نهار أمس.

وتقع قرغة على بعد عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة الأفغانية. ويرتاد سكان العاصمة ضفاف البحيرة للتنزه وتناول وجبات طعام في الهواء الطلق، وتحيط بها عدة مطاعم وفنادق غالبا ما تقام فيها حفلات زفاف.

ويعتزم حلف شمال الأطلسي سحب قواته التي تضم 130 ألف عنصر دولي، من أفغانستان بحلول نهاية 2014. وقد حذر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، أول من أمس، من أن الهجمات على الشرطة الأفغانية والجنود تتزايد، مشيرا إلى أن 20 إلى 25 عنصرا يقتلون يوميا. وأقر كرزاي بأن حكومته والحلفاء الغربيين أخفقوا في تحقيق السلام في أفغانستان التي تعاني نزاعا شبه متواصل منذ ثلاثة عقود، وقال «أرضنا لم تنعم بالأمن، وبيوتنا وشعبنا ليسوا في أمان». وأضاف «لم تتمكن الحكومة الأفغانية أو القوات الدولية التي تقاتل الإرهاب من إحلال الأمن».

وشنت طالبان في الأيام الأخيرة عدة عمليات انتحارية ضد القوات العسكرية الأفغانية والأطلسية أوقعت ما لا يقل عن ثلاثة قتلى من الجنود الأميركيين وعشرين قتيلا من الجنود الأفغان.