تونس: برنامج التراث الأورو - متوسطي يهتم بـ«ذاكرة الماء في البحر المتوسط»

مدينة الحمامات تنظم معرضا حول الماء

TT

يدعم برنامج التراث الأورو - متوسطي الرابع الذي ينفذ من قبل الاتحاد الأوروبي المعرض التراثي الذي يلتئم بمدينة الحمامات التونسية (60 كيلومترا شمال شرقي تونس) تحت عنوان «ذاكرة الماء في البحر المتوسط». وانطلق هذا المعرض الفريد من نوعه في تونس يوم 23 يونيو (حزيران) الحالي ليتواصل إلى غاية يوم 30 من الشهر نفسه. وينظم محليا من قبل جمعية التربية البيئية بالحمامات بالتعاون مع جمعية صيانة مدينة الحمامات.

حول هذا المعرض قال الدكتور سالم الساحلي الكاتب العام لجمعية التربية البيئية بالحمامات أن العملية ككل تهدف إلى صيانة التراث المائي والفلاحي والريفي بجهة الحمامات بصفة خاصة، والاستجابة إلى حاجيات السكان الذين ما زالوا يتزودون بالماء بطرق تقليدية فضلا عن تحسيس المواطنين بأهمية المحافظة على الموارد المائية التي تبقى مهددة بفعل الاحتباس الحراري وتراجع نسبة المياه العذبة. أما بالنسبة للمعرض فيتضمن 19 لوحة باللغتين العربية والفرنسية تعبر عن كيفية التنقيب عن الثروة المائية وتستعرض مختلف المراحل التي تسبق الوصول إلى الماء من مرحلة البحث إلى مرحلة التهيئة ثم الاستغلال والتوزيع والاستهلاك.

وأضاف الساحلي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن معرض «ذاكرة الماء في البحر المتوسط» يساعد الزائر على تعميق معلوماته بشأن المياه ويعمق ثقافته حول فنون التعامل مع الماء ويرفع من درجة وعيه بأهمية عنصر الماء في المحافظة على الحياة. وقال إن منظمي المعرض أعدوا كتيبا يحتوي على معطيات إضافية ودقيقة لشرح مضمون اللوحات المعروضة بما يمكن الزائر من دخول عالم الماء بيسر.

ويؤكد الساحلي من ناحية أهمية التراث المائي في المتوسط معتبرا أنه يعد ذاكرة حية في علاقة الإنسان بمحيطه، منبها إلى أن التراث المائي بالمتوسط أصبح اليوم مهددا بالاندثار أمام تطور أنماط العيش والتقنيات المائية وباتت العديد من نافورات المياه صامتة منذ عقود بعد أن تغافل أهلها عن استعمالها.

يذكر أن الاشتغال على محور الماء في البحر المتوسط قد انطلق في الحمامات منذ سنة 2009، في إطار مشروع «ريمي» الذي ينشط تحت شعار «لنعد اكتشاف ذاكرة الماء في المتوسط»، وذلك بدعم من برنامج التراث الأورو - متوسطي الرابع للاتحاد الأوروبي الذي انطلق بدوره سنة 2008 ويتواصل إلى غاية سنة 2012. وتشارك في هذا البرنامج الأورو - متوسطي سبع دول من بينها تونس إلى جانب الجزائر وفرنسا واليونان والمغرب وتركيا وهي دول تعمل على صيانة هذا التراث عبر العديد من الأنشطة الميدانيّة.