تأهب أمني وحظر تجوال ذاتي رغم النفي الرسمي

الشوارع خالية من المارة والسيارات والبنوك أغلقت أبوابها مبكرا

TT

الشوارع خاوية من المارة والسيارات.. المقاهي ممتلئة بزبائن متحلقين حول شاشات التلفاز.. الموظفون في المصالح الحكومية والشركات الحكومية في منازلهم في ساعات مبكرة من النهار.. البنوك مغلقة بقرار أمني.. كان هذا هو المشهد في القاهرة صباح أمس قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية التي فاز بها الدكتور محمد مرسي.

وكانت شائعات قد بدأت تسري كالنار في الهشيم منذ الليلة قبل الماضية بتوقع وقوع أعمال عنف تعقب إعلان النتيجة أيا كان الفائز، وشهدت الأسواق والمحلات التجارية زحاما شديدا من المواطنين الذين تسابقوا لتخزين المواد الغذائية بكميات كبيرة خوفا من فرض حظر التجوال، كما شهدت محطات الوقود اصطفاف السيارات في طوابير أمامها للتزود بالوقود خشية حدوث نقص فيه. وشهدت ماكينات الصراف الآلي زحاما من المواطنين الذين حرصوا على سحب أموال احتياطية لمواجهة أي أحداث طارئة قد تنتج عن إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وحرصت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية على بث نفي مصدر رسمي بمجلس الوزراء ما تردد عن وجود قرار بفرض حظر التجوال في البلاد منذ الساعة الثالثة عصرا أو وجود قرار بانتهاء مواعيد العمل الرسمية في الساعة الواحدة ظهرا.

وبدت شوارع القاهرة أمس خالية تماما في الساعة الثالثة عصرا، وهو الموعد الذي كان مقررا لبدء المؤتمر الصحافي للجنة العليا للانتخابات الرئاسية لإعلان اسم الفائز برئاسة مصر، وذلك رغم أن الساعة الثالثة عصرا هي ساعة الذروة التي يعاني فيها المصريون من زحام قد لا يزول إلا في المساء.

وشوهدت أعداد من قوات الجيش والشرطة تتولى تأمين الأماكن الحيوية والمهمة والبنوك، كما تم تزويد جنود شرطة المرور بتسليح شخصي، وهو أمر لم يكن متاحا من قبل سوى للضباط.

وأحاطت قوات كبيرة من قوات الشرطة العسكرية التابعة للجيش بمقر الهيئة العامة للاستعلامات بحي مدينة نصر (شرق القاهرة) حيث عُقد المؤتمر الصحافي لإعلان اسم الرئيس المنتخب، بقيادة اللواء حمدي بدين قائد قوات الشرطة العسكرية الذي صرح لوكالة «رويترز» للأنباء قائلا «نحن نحمي الوطن وإرادة الناخبين».

وفرض المصريون على أنفسهم ما يمكن وصفه بـ«حظر تجوال ذاتي» إذ امتنع عدد كبير من الموظفين من الذهاب إلى أعمالهم، خشية وقوع أعمال عنف عقب النتيجة، فيما صرفت المصالح الحكومية العدد القليل من موظفيها الذين ذهبوا إلى أعمالهم أمس في الساعة الثانية عشرة ظهرا، وشاهدت (الشرق الأوسط) عددا من الحافلات المخصصة لنقل الموظفين أمام مقار الشركات وهي مستعدة لتوصيلهم إلى منازلهم.

وقال خالد جلال، موظف بأحد البنوك الخاصة، إن إدارة البنك عممت توجيها بوقف التعامل مع الجمهور في الواحدة ظهرا، على أن ينصرف الموظفون في الواحدة والنصف خاصة أن البنك يقع على بعد 200 متر من ميدان التحرير.

وأوضح أن اليوم مر بهدوء شديد ولم يحدث ما يعكر صفوه، مشيرا إلى أن عدد العملاء الذين ترددوا على البنك كان قليلا، وقال: «الخوف سيطر على الناس فلم ينزل أحد من منزله إلا للضرورة القصوى».

بينما قالت وسام محمد، وهي موظفة بشركة بترول خاصة مقرها في حي المعادي (جنوب القاهرة) إن إدارة الشركة قررت صرف الموظفات في الثانية ظهرا مع توفير سيارات لتوصيل من ترغب منهن، فيما سيستمر الموظفون في العمل حتى الثالثة عصرا».

أما محمد عواد، وهو سائق سيارة أجرة، فقال: «اليوم كان هادئا جدا في حركة الركاب، وحرصت على البعد تماما عن منطقة ميدان التحرير طوال اليوم».

وأضاف عواد: «لم أنقل طوال اليوم أكثر من 15 راكبا، وفي المتوسط كنت أنقل نحو 50 راكبا»، الحركة بشكل عام ضعيفة والشوارع خالية من أي زحام»، مشيرا إلى أن الطريق من وسط القاهرة إلى منطقة المهندسين (غرب القاهرة) على سبيل المثال الذي كان عادة ما يستغرق 30 دقيقة في المتوسط، قطعه أمس في نحو 8 دقائق، نظرا لخلو الشوارع. وقال: «شعرت أني في الشارع وقت الإفطار في رمضان.. يبدو أن الناس كانوا ينتظرون مدفع الرئيس الجديد».