ليلة كرنفالية تعيشها مصر احتفالا بفوز «مرسي»

المصريون بمختلف أعمارهم واتجاهاتهم نزلوا إلى الشوارع والميادين

TT

شهدت القاهرة والمحافظات المصرية، أمس، احتفالات من جانب أنصار الدكتور محمد مرسي، وتعالت الترديدات والهتافات والتكبيرات والسجود في الشوارع، فيما انطلقت مسيرات احتفالية ضخمة بالسيارات تم فيها توزيع الحلوى والعصائر، وأطلقت أبواق السيارات والألعاب النارية، وشارك في الاحتفالات المواطنون بمختلف أعمارهم، والفصائل والتيارات السياسية المختلفة.

ففي حي التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، حيث يقع منزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، سادت أجواء احتفالية صاخبة، حيث أحاطت به مسيرات احتفالية ضخمة بالسيارات، إلى جانب ترديد الموجودين هتافات مدوية لم يعهدها هذا الحي الهادئ.

أما في ميدان التحرير بوسط القاهرة، فسادت الفرحة العارمة، وكان أول هذه المظاهر ما ردده عشرات الآلاف من المحتشدين في الميدان من عبارات «الله أكبر.. ولله الحمد»، وما أعقب ذلك من العودة إلى الشعارات الأولى المرتبطة بثورة 25 يناير وفي مقدمتها «افرح افرح يا شهيد»، «ارفع راسك فوق أنت مصري»، وقام بعض المتظاهرين بالسجود لله شكرا عقب إعلان النتائج، فيما دخل البعض في حالات من البكاء المشوب بالفرحة، فيما قام بعض من أصحاب المحلات التجارية بإطلاق الأعيرة النارية، بينما قام البعض ممن اعتلوا أسطح العقارات بإطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بنتائج الانتخابات الرئاسية.

وفي أنحاء أخرى من العاصمة، خرج المواطنون إلى الشوارع حتى الساعات الأولى من الصباح اليوم (الاثنين)، وكان لافتا الزغاريد التي انطلقت من جانب السيدات وترديد بعض الشباب اسم مرسي، وارتفعت علامات النصر على أيدي كثير منهم.

وفي الإسكندرية، تحولت شوارعها من الهدوء الشديد وقت خطاب إعلان رئيس اللجنة العليا للانتخابات، إلى حالة من الصخب العارم بعد فوز محمد مرسي، حيث انطلقت مسيرات حاشدة من مختلف الميادين خاصة ميدان القائد إبراهيم الذي كان قد توافد عليه الآلاف من السكندريين لمتابعة نتائج انتخابات الرئاسة، وفي منطقة سيدي جابر وأمام الساحة المقابلة للمنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية احتشد الآلاف الذين تابعوا إعلان نتائج انتخابات الرئاسة عبر شاشات ضخمة قاموا بتثبيتها حيث سجدوا جميعا شكرا لله فور إعلان فوز مرسي، كما انتشر المئات بطول كورنيش المدينة رافعين صورا لمرسي كما قاموا بتشغيل أغنيات بواسطة مكبرات الصوت. وشهدت منطقة بحري، قيام المواطن القبطي «العم شكري» بتوزيع الشربات والعصائر على المارة والسيارات، كما توجه ليسقي عددا من المصلين بأحد المساجد المجاورة له، وقال لـ«الشرق الأوسط» شاركت في اختيار أول رئيس لمصر، ولم أقلق من كونه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي مسقط رأس الدكتور محمد مرسي، استقبل أهالي قرية «العدوة» التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية، خبر فوز ابن قريتهم بالزغاريد وتوزيع الحلوى فيما بينهم.

ولم تغب الاحتفالات في المحافظات التي مثلت كتلا تصويتية للفريق أحمد شفيق، ففي المنوفية، خرج المئات من المواطنين بقرى ومدن المحافظة في مقدمتهم شباب جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين أن القضاء المصري الشامخ ضرب مثلا قويا للجميع على صدقه ووطنيته وتطبيقه العدالة والحق واحترام آراء وإرادة المصريين. وفي محافظة الغربية، احتشد أنصار الدكتور مرسي بميادين المحافظة، حيث انطلقت التكبيرات والتهليل والصياح. وعلى الجانب الآخر شهدت المحافظتان حالة من البكاء من جانب أنصار المرشح الخاسر أحمد شفيق، وبدت علامات الحزن والصدمة عليهم، ورغم ذلك أكدوا احترامهم لنتيجة الانتخابات، ووقوفهم خلف الرئيس الجديد من أجل مصلحة مصر.

وفي محافظة دمياط، أطلقت السيارات أبواقها معبرة عن الابتهاج لفوز مرسي، ونزل الأطفال والشباب ممن ينضوون تحت لواء «جماعة الإخوان» إلى الشوارع احتفالا بهذه المناسبة.

وفي محافظة القليوبية القريبة من القاهرة، خرج المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي، بمشاركة القوى السياسية في مسيرات بعدد من مدن المحافظة، ورددت الأناشيد الوطنية التي انبعثت من ميكروفونات حملتها السيارات والدراجات البخارية، كما استمرت أجهزة الأمن بالاشتراك مع قوات الجيش في تعزيزاتها حول المنشآت الحيوية.

في محافظات الصعيد لم يختلف الأمر، حيث ردد المؤيدون لمرسي في محافظة قنا هتافات للتعبير عن فرحة الفوز، وتصدرت الأعيرة النارية والألعاب النارية بصورة كثيفة مشهد الاحتفال، وهو ما تكرر في محافظة الأقصر، حيث خرج المئات للتعبير عن فرحتهم. ولم يختلف المشهد في محافظة المنيا، حيث علت البسمة الوجوه، وتعالت الصيحات بين جميع أهالي المحافظة وأطلقت الأعيرة النارية.

وفي محافظة البحر الأحمر، شهدت مدينة الغردقة احتفالات صاخبة في جوانب المدينة السياحية، فيما قامت الإدارة العامة للمرور بتوفير الخدمات المرورية لخلق شوارع بديلة لعدم تعطيل الحركة المرورية أثناء الاحتفال.

وفي محافظات القناة، تكررت مشاهد الاحتفال، فخرج المئات من أبناء محافظة الإسماعيلية للاحتفال بأول رئيس منتخب بعد الثورة، في احتفال لم تشهده المدينة منذ سقوط الرئيسي السابق مبارك. وفي محافظة السويس، أكدت أسر الشهداء أن فوز مرسي ليس انتصارا لجماعة الإخوان المسلمين أو لمحمد مرسي نفسه، بل اعتبرته انتصارا للثورة المصرية بعد قيام الثوار وأسر الشهداء بالالتفاف حوله في انتخابات الإعادة. وقال المتحدث باسم أسر شهداء السويس: «فوز المرشح محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية يؤكد انتصار الثورة المصرية».