اجتماعات تمهيدية للمعارضة السورية في بروكسل بغياب المجلس الوطني والإخوان

العربي يبحث الملف في لوكسمبورغ.. وتوقع توسيع العقوبات الأوروبية ضد دمشق

TT

عقدت أمس اجتماعات بحضور 50 شخصية سورية معارضة في العاصمة البلجيكية بروكسل من أجل توحيد جهود المعارضة السورية والتمهيد لاجتماع القاهرة المقرر عقده في مطلع الشهر المقبل. غير أن الاجتماع عقد بغياب المجلس الوطني السوري، أحد أبرز أطراف المعارضة السورية، والإخوان المسلمين.

وكان قادة المعارضة السورية قد بحثوا خلال اجتماع موسع في إسطنبول مؤخرا توحيد رؤية أقطاب المعارضة حول المرحلة المقبلة في سوريا وكيفية تشكيل جبهة موحدة في مواجهة تصاعد النزاع المسلح. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تقوم بالتحضير لمؤتمر القاهرة الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل، تحت رعاية جامعة الدول العربية.

وتنقسم المعارضة السورية حول طلب التدخل العسكري الخارجي من عدمه وحول إجراء حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد أم لا.

وعقد العشرات من ممثلي فصائل المعارضة السورية اجتماعات خلف الأبواب المغلقة في أحد أكبر فنادق العاصمة البلجيكية بروكسل أمس. وقال الناشط السوري المعارض ربيع شعار إنه «اجتماع مغلق يهدف إلى المصارحة والمصالحة وتقريب وجهات النظر بين الفصائل كافة، وليتعرف الجميع على نقاط الالتقاء وإيجاد حلول لنقاط الخلاف».

وقالت مصادر مقربة من الاجتماعات إنها تضم فصائل المعارضة في الداخل والخارج وإن الاجتماعات ربما تستغرق يومين على هامش ملتقى حوران للمواطنة، وتحت إشراف الاتحاد الأوروبي، وبحضور ممثلين عن الجامعة العربية ومندوب عن ناصر القدوة مساعد كوفي أنان المبعوث العربي والدولي للملف السوري.

ويهدف الاجتماع إلى تحقيق اتفاق على آليات المرحلة الانتقالية في إطار الإجابة عن سؤال يتعلق بمرحلة ما بعد بشار الأسد، وحسب المصادر نفسها تسعى الأطراف المشاركة في اجتماع بروكسل، إلى التحضير الجيد لاجتماعات القاهرة تحت مظلة الجامعة العربية، التي ستكون مخصصة لإعداد برنامج موحد للمعارضة السورية توقع عليه فصائل المعارضة السورية للرد على ما يوجهه المجتمع الدولي من انتقادات للمعارضة بدعوى تشرذمها، حسب ما ذكر المعارض السوري هيثم المالح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام قليلة من انعقاد الاجتماعات.

ويرى البعض أنها ستكون فرصة للمعارضة لتعرض صورة مبدئية للتوحد ستطرح على مؤتمر «أصدقاء سوريا» في باريس في السادس من يوليو (تموز) المقبل، وتقديم إطار سوري معارض أوسع.

وقال سمير عيطة، عضو هيئة التنسيق الوطني والمشارك في اجتماعات المعارضة السورية ببروكسل أمس والتي تستمر اليوم أيضا، إنه حضر الاجتماع بصفته عضوا في اللجنة التحضيرية لمؤتمر توحيد الجهود المقرر أن ينعقد في القاهرة مطلع الشهر المقبل، وحتى تصب الجهود في نفس الاتجاه. وأضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط» أن «مناقشات اليوم الأول (أمس) شهدت الاتفاق على بعض الأمور ومنها الإجابة عن أسئلة تتعلق بماذا يجب أن يحتوي عليه العقد الاجتماعي والسياسي لرؤية سوريا المستقبل وما يجب الاتفاق عليه بين القوى السياسية للمعارضة السورية في المرحلة الانتقالية قبل رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد ومرحلة ما بعد الأسد».

وعن حضور الفصائل المختلفة للمعارضة، قال عيطة إن البعض جاء مقر الفندق مثل ممثلي المجلس الوطني والإخوان المسلمين ولكنهم لم يحضروا الاجتماع، مشيرا إلى ما سماه بـ«المواقف المتناقضة، حيث أكد البعض في إسطنبول على حضوره إلى بروكسل وبعد وصولهم إلى الاجتماع قالوا إنهم لن يحضروا»، لكنه أضاف «أتوقع أن تكون الأجواء في القاهرة أكثر إيجابية من الأجواء في بروكسل».

بدورها، قالت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، إنها لم تشارك في مؤتمر بروكسل لأن المجلس لم يتلق دعوة رسمية، بحيث وجهت الدعوات إلى أعضاء محددين من دون علم الأعضاء الآخرين ولم تشمل الدعوة رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا. وذكرت أن الأعضاء الذين تسلموا الدعوة، وهم أحمد رمضان وجورج صبرا ومطيع البطين، «قد اعتذروا عن عدم المشاركة»، لافتة إلى أنه «سبق لوفد من المجلس الوطني أن التقى يوم الثلاثاء» الماضي ممثلين عن الاتحاد الأوروبي أكدوا دعم المجلس في جهوده كافة.

إلى ذلك، يحتل ملف الأوضاع في سوريا حيزا في مناقشات وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم، وحسب مصادر دبلوماسية في بروكسل، يجري الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي محادثات مع الأوروبيين على هامش الاجتماعات في لوكسمبورغ وتتناول الملف السوري وعملية السلام في الشرق الأوسط.

ويتوقع أن يوافق الوزراء على توسيع العقوبات على النظام السوري والمتعاونين معه، وذلك حسب ما أعلنه هوغو ميغاريللي رئيس قسم الشرق الأوسط في إدارة الشؤون الخارجية بالمفوضية الأوروبية. ومن المنتظر أن تشمل العقوبات كيانات وشخصيات لها علاقة بالنظام، ويقول مايكل مان المتحدث باسم كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية، إن الاتحاد الأوروبي متمسك بالاستمرار في فرض العقوبات على النظام السوري طالما استمرت أعمال العنف والقتل للمدنيين السوريين.