أنان يبدي تفاؤله بقدرة اجتماع جنيف على الخروج بنتائج مقبولة

بان كي مون: لا بد قبل أي شيء أن نناقش تحقيق وقف كامل للعنف

مظاهرة سورية منددة بالنظام بعد صلاة الجمعة في مدينة مراح، أمس (أ.ف.ب)
TT

تتعلق أنظار العالم بما سيسفر عنه اجتماع جنيف اليوم، وقدرة المشاركين في الاجتماع على التوحد حول وضع خطة لحل الأزمة السورية وتحقيق توافق في الآراء حول مسألة الانتقال السياسي قبل أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية تهدد استقرار المنطقة.

ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، إضافة إلى تركيا والعراق وقطر والكويت والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وشهدت مدينة بطرسبورغ الروسية اجتماعات بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف للتفاهم حول المرحلة الانتقالية في سوريا.

وعبر المبعوث الدولي كوفي أنان عن تفاؤله أن تثمر الاجتماعات عن نتيجة مقبولة، وقال أمس لدى وصوله إلى جنيف للاشتراك في المناقشات التحضيرية «أعتقد أننا سنعقد اجتماعا جيدا، وأنا متفائل أن القوى العالمية والإقليمية ستصل إلى نتيجة مقبولة». بينما أشار أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي أنان، إلى أن الاجتماعات التحضيرية تتم وفق الجدول المحدد لها والمحادثات تسير في مسارها بشكل جيد.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يأمل أن يمثل الاجتماع في جنيف «نقطة تحول» في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاضطرابات، مشيرا إلى أنه لا يريد استباق نتائج الاجتماع ولا إصدار أحكام مسبقة عليه. وقال مون للصحافيين عقب الجمعية العامة بشأن نتائج مؤتمر ريو للتنمية المستدامة الخميس «لا بد قبل أي شيء أن نناقش كيف يمكننا تحقيق وقف كامل للعنف، وهو البند الأول من خطة كوفي أنان، ويحدوني الأمل أن ننتهز قوة الدفع في هذه اللحظة لدفع الأمور إلى الأمام وتنفيذ جميع النقاط الست الواردة بخطة المبعوث المشترك».

وأضاف أن المبعوث الدولي أنان «يضطلع بمهمة شديدة التعقيد لكن يحدوني الأمل أن يصبح اجتماع جنيف بمثابة نقطة تحول في الأزمة السورية».

وأكد عدد من مسؤولي الأمم المتحدة أن كل المشاركين في الاجتماع وافقوا على الخطوط العريضة التي اقترحها أنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية وقدمها في مسودة من ثلاث ورقات تحمل عنوان «خطوط عامة ومبادئ لتحقيق انتقال يقوده السوريون».

وتسمح الخطة لبعض أعضاء النظام الحالي بالبقاء في أماكنهم والمشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة التي تضم رموزا من المعارضة، حيث تنص على «تأسيس حكومة وطنية انتقالية تمهد للمرحلة الانتقالية وتعمل بصلاحيات تنفيذية كاملة وتضم عناصر من الحكومة الحالية والمعارضة». وتستبعد الخطة مشاركة من لهم تأثير مدمر لعملية الانتقال السياسي ويلحق وجودهم ضررا بمصداقية العملية الانتقالية ويهدد الاستقرار (من دون أن تسميهم).

وأكدت مقترحات أنان على ضرورة مشاركة جميع الطوائف والتيارات السياسية في سوريا، في عملية الحوار الوطني والتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لتأمين وقف دائم للعنف، والاستجابة لتطلعات الشعب السوري في بناء دولة تعددية ديمقراطية تسمح بالتنافس السياسي وتتقيد بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان واستقلال القضاء وتؤمن فرصا متساوية للمواطنين من دون تمييز. وتطالب مقترحات أنان بالتوصل إلى حل للنزاع وإنهاء إراقة الدماء من خلال حوار سلمي مع احترام سيادة واستقلال ووحدة سوريا وأراضيها، ووضع إطار زمني لأي تسوية ذات خطوات محددة للعملية الانتقالية، كما يؤكد على استعداد المجتمع الدولي لدعم تطبيق الاتفاق الذي يتوصل إليه السوريون. وقال دبلوماسيون إن روسيا اقترحت يوم الخميس إجراء تعديلات على خطة أنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا بعد أن وافقت عليها في البداية، لكن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رفضت التعديلات، وهدد عدد من وزراء الخارجية بعدم التوجه إلى جنيف إذا كان الاجتماع لا يؤدي إلى اعتماد خطة الانتقال السياسي. وكانت التعديلات المقترحة تتعلق برفض موسكو اتخاذ خطوات تؤدي إلى إجبار الأسد على التخلي عن منصبه. وقال الدبلوماسيون إن روسيا أعطت موافقتها على مقترحات أنان ثم عادت وطلبت إجراء بعض التعديلات عليها بما أعطى انطباعا لدى الدول الغربية بأن الروس يتراجعون عن موقفهم. وأشار الدبلوماسيون إلى أن موسكو تعترض على الطلبات المتزايدة المتعلقة بملاحقة حكومة بشار الأسد قضائيا لمساءلته عن انتهاكات حقوق الإنسان.