غموض حول زيارة محتملة لوزيرة الخارجية الأميركية للقاء مرسي

«إخوان مصر» يجددون نفيهم وجود ضغوط من واشنطن

TT

في وقت جددت فيه جماعة الإخوان المسلمين في مصر نفيها وجود أي اتصالات أو ضغوط أميركية على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإعلان فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية، قبيل إعلان النتائج رسميا، تضاربت الأنباء حول زيارة محتملة لوزيرة الخارجية الأميركية إلى القاهرة الأسبوع المقبل، للقاء أول رئيس مدني منتخب في البلاد.

وشككت مصادر مطلعة بالسفارة الأميركية في القاهرة في المعلومات التي تداولتها عدد من وسائل الإعلام المحلية عن زيارة محتملة لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية خلال الأسبوع المقبل، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السفارة لم تتلق أي تأكيد رسمي من وزارة الخارجية الأميركية بشأن زيارة مسؤولين إلى القاهرة في الوقت الحالي، لكن مصادر بحزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، أكدت أن الزيارة قائمة لكنها مؤجلة في الوقت الراهن، لانشغال الرئيس الجديد.

وكانت وسائل إعلام محلية وعربية تداولت أنباء زيارة مرتقبة الأسبوع المقبل لكلينتون للقاء الدكتور مرسي وعدد من المسؤولين المصريين وبحث سبل التعاون بين البلدين في الفترة المقبلة.

وخلال الأيام التي أعقبت إعلان نتائج الجولة النهائية للانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي والتي جاءت بفوز الدكتور محمد مرسي، على منافسه الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك، انتشرت شائعات بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة رضخ لضغوط أميركية من أجل ترجيح كفة مرسي في الانتخابات بعد تأخر إعلان النتائج الرسمية.

وتداولت وسائل الإعلام خبر المكالمة الهاتفية التي دارت بين وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إبان جولة الإعادة في منتصف يونيو (حزيران) الحالي، وفيها كرر طنطاوي التزام المجلس بتنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، ونقل السلطة إلى حكومة تكون منتخبة ديمقراطيا بحلول الأول من يوليو (تموز) المقبل، واعتبر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مدرك تماما للقلق الأميركي.

ونفى اللواء محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة تلك الشائعات، ووصف العصار، في أحد اللقاءات التلفزيونية أول من أمس، الأمر بعملية غير مقبولة، وقال: «إن ذلك فيه تجريح للمؤسسة العسكرية التي تربت على المبادئ العسكرية التي تتسم بالنبل والتضحية بالروح لصالح البلد، ومن ثم لا يمكن للمؤسسة العسكرية أن تخون أو أن تقوم بتغيير نتيجة الانتخابات نتيجة لضغوط أميركية لصالح مرشح ضد آخر».

في السياق ذاته، نفى الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ما تردد حول وجود اتصالات بين الجماعة والولايات المتحدة الأميركية استهدفت حث واشنطن على ممارسة الضغوط على المجلس العسكري لإعلان فوز الدكتور مرسي في الانتخابات الرئاسية، ووصف هذه الأقاويل بالشائعات التي لا تمت للحقيقة بأية صلة.

ومن جانبه، قال وليد الحداد عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، لا توجد أي صفقة بين الحزب وأي جهة لإنجاح الدكتور مرسي، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن صفقتنا كانت مع الشعب المصري وإن نتائج أول انتخابات رئاسية ديمقراطية وحرة ونزيهة في مصر جاءت مثلما يحدث في الدول المتقدمة من نتائج متقاربة بين المرشحين».

وحول طبيعة العلاقات المصرية - الأميركية في ظل حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، أوضح الحداد أن «رؤية العلاقات الخارجية في مشروع النهضة الذي تبناه الدكتور محمد مرسي في حملته الانتخابية يتضمن الانفتاح مع دول العالم من خلال علاقات متوازنة بما لا يضر بمصالح البلاد، باعتبار أن مصلحة مصر قائمة على الاحترام المتبادل مع دول العالم بما يضمن استقلالية القرار المصري وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».