زعماء الاتحاد الأوروبي يجددون الدعم لخطة أنان ومطالبة المعارضة بالتوحد

موسكو تؤكد أهمية الحوار بعيدا عن التدخل الخارجي

TT

طلب قادة الاتحاد الأوروبي من مجلس الأمن الدولي تبني خطوات مشددة وعقوبات ضد سوريا تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وجدد الاتحاد دعمه لخطة أنان ببنودها الستة الرامية لإيجاد حل للأزمة في سوريا. جاء ذلك في مسودة بيان ختامي لاجتماعات القادة الأوروبيين التي انطلقت ببروكسل أول من أمس، واستغرقت يومين. وعلى الرغم من انشغال القمة بالقضايا الاقتصادية فإن القادة خصصوا حيزا من المناقشات لتطورات الأوضاع في سوريا عشية اجتماعات جنيف.

وحول هذا الصدد وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت رئيسة ليتوانيا داليا جيرباوسكايتي «السيدة أشتون مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ستذهب إلى جنيف، وكلنا نساند إيجاد تسوية للأزمة في أقرب وقت ممكن لأن الوضع سيئ على أرض الواقع، وأتمنى من كل دول الاتحاد وروسيا والولايات المتحدة أن تتوصل في النهاية إلى الحل». فيما قال هانز سوبود، رئيس مجموعة الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي «هناك أمور غير واضحة لنا، فهناك خلافات بين قوى المعارضة السورية، ومنهم من يريد السلاح، ومنهم من يطلب أشياء أخرى، ونحن في البداية تعاملنا بشكل جدي مع الأزمة وكان علينا أن نفعل المزيد، وأعتقد أن التدخل في الوقت الحالي صعب للغاية، وسنكون سعداء إذا شاركت روسيا في الحل وأقنعت النظام السوري بإيجاد تسوية». وعشية اجتماعات جنيف حول سوريا، جاءت مناقشات قادة أوروبا للوضع السوري وانتهت إلى تجديد إدانة أعمال العنف والقتل التي يتعرض لها المدنيون السوريون. وشدد زعماء أوروبا على ضرورة إجراء تحقيقات دولية، مستقلة وشفافة، في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة. وعبر القادة عن دعمهم للجهود الدبلوماسية التي يبذلها كوفي أنان، لدى الأطراف الدولية الفاعلة، من أجل السماح بالشروع في عملية سياسية في هذا البلد.

وجدد الاتحاد دعمه لخطة أنان بكل بنودها، وبعد أن طلب القادة من مجلس الأمن الدولي تبني إجراءات مشددة وعقوبات ضد سوريا، رحب زعماء أوروبا بما تم إقراره من عقوبات أوروبية سابقة على سوريا، وأكدوا أن هذه العقوبات «ستبقى خاضعة للمراجعة والتقييم بشكل دائم»، وحث الزعماء الأوروبيون كل أطراف ومجموعات المعارضة السورية على التوافق على وثيقة مبادئ شاملة ومنظمة من أجل تأمين مرحلة انتقالية سلمية في سوريا. وبعد أن شدد زعماء أوروبا على ضرورة وقف العنف من قبل كل الأطراف، أكدوا على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.

إلى ذلك, عادت موسكو إلى تأكيد تمسكها بالحوار سبيلا رئيسيا إلى التوصل إلى تسوية سياسية للأوضاع الراهنة في سوريا. وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس حول لقاء ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية مع ليهو إي سفير الصين في العاصمة موسكو إلى أن الجانبين تبادلا الآراء حول جدول أعمال مؤتمر جنيف الذي يبدأ أعماله اليوم لبحث الأزمة السورية، فيما خلصا إلى التأكيد على «تطابق الآراء في مواقف موسكو وبكين من ممارسة الإملاءات الخارجية في الشؤون السورية، والتشديد على ضرورة تحويل الأحداث في سوريا من مجرى المواجهة إلى الحوار الوطني والعملية السياسية». وكانت موسكو أعلنت أن جدول أعمال لقاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون يتضمن نفس الموضوعات إلى جانب المسائل المتعلقة بملف البرنامج النووي الإيراني والعلاقات الثنائية من منظور الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما على هامش قمة «العشرين» في منتجع «لوس كابوس» المكسيكي في منتصف يونيو (حزيران) الجاري.