مقتل دركي وجرح آخرين في هجوم انتحاري جنوب الجزائر

المهاجمون نفذوه بسيارة مفخخة

TT

أفادت وزارة الدفاع الجزائرية بأن مبنى للدرك يقع في منطقة غنية بالنفط، تعرض أمس لهجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة. وخلف الانفجار الذي وقع فجر أمس، مقتل ضابط دركي وجرح ثلاثة آخرين. وتحمل العملية بصمات تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».

وذكر بيان لوزارة الدفاع، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن مقر القيادة الجهوية الرابعة الواقع بمدينة ورقلة (900 كلم جنوب العاصمة)، «تعرض صباح الجمعة إلى عملية إرهابية تم تنفيذها بواسطة سيارة مفخخة». وأضاف أن سائقها «حاول اقتحام المدخل الرئيسي للمبنى. وأمام الرد السريع لرجال الدرك، اصطدمت مركبة الإرهابي بالحواجز الموضوعة في المدخل ثم انفجرت، مما أسفر عن مقتل دركي وجرح ثلاثة آخرين، إضافة إلى أضرار مادية بمركز المراقبة عند المدخل».

وأعلن البيان عن فتح تحقيق لـ«كشف ملابسات هذه الجريمة»، وتنقّل قائد جهاز الدرك اللواء أحمد بوصطيلة من العاصمة إلى مكان الحادث، والتقى مسؤولي الدرك المحليين. وعبر السكان القريبون من الانفجار، عن ذهولهم لقوته.

ولا تذكر وزارة الدفاع أي شيء عن منفذ الهجوم الانتحاري، ولا الجهة التي تقف وراءه، بينما كل الدلائل تشير إلى أن العملية تحمل بصمات تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». ويرجح أن الفرع الصحراوي للتنظيم، هو من خطط ودبر للعملية التي تعتبر الثانية من نوعها في ظرف ثلاثة أشهر. ففي مارس (آذار) الماضي، أصيب 40 دركيا بجروح متفاوتة وخطيرة في هجوم انتحاري على مبنى للدرك في تمنراست (1900 كلم جنوب). يشار إلى أن عشرات المدنيين قتلوا في تفجيرات انتحارية خلال عامي 2007 و2008. وكان أشهرها تفجير قصر الحكومة ومبنى الأمم المتحدة.

وعززت السلطات من الإجراءات الأمنية بمواقع النفط المنتشرة بولاية ورقلة، عقب عملية أمس، خاصة منطقة حاسي مسعود الغنية بآبار ومنشآت البترول.

وفي الغالب تعلن «القاعدة» مسؤوليتها عن عملياتها (تفجير أو اغتيال أو اختطاف أبناء أثرياء وأجانب)، في غضون أيام قليلة بعد وقوعها. وفي الغالب أيضا تقدم حصيلة أثقل من تلك التي تقدمها الجهات الرسمية.

وتحمل العملية الانتحارية التي وقعت أمس، رسائل محددة بحسب متخصصين. فقد جاءت بمثابة رد على تصريحات مسؤولين بارزين في مؤسسة الجيش والشرطة، مفادها أن الدولة قهرت الإرهاب. وقال الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش، الأربعاء الماضي، إن الجيش «سيواصل مطاردة بقايا الجماعات الإرهابية والتضييق عليها». أما مدير عام جهاز الشرطة اللواء عبد الغني هامل، فقال إن «المدن أصبحت بمنأى عن الإرهاب».