جواهر الآزوري الثمينة تعطل «الماكينات» وتسطع في سماء أوروبا

بالوتيللي «المثير للجدل» أهدى إيطاليا بطاقة الصعود لنهائي «يورو 2012»

TT

قاد المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيللي منتخب بلاده للفوز على نظيره الألماني 2/ 1 في اللقاء الذي جمع بينهما أول من أمس (الخميس) في نصف نهائي يورو 2012، والصعود لملاقاة منتخب إسبانيا في المباراة النهائية للبطولة. كان الشوط الأول قد انتهى بتقدم الآزوري بثنائية سجلها اللاعب «المثير للجدل» ماريو بالوتيللي في الدقيقتين 20 و36 على التوالي. وفي الدقيقة 47 من الشوط الثاني، سجل الألماني مسعود أوزيل هدف حفظ ماء الوجه لفريقه من ضربة جزاء. شهدت المباراة تألقا جماعيا لعناصر المنتخب الإيطالي بدءا من بالوتيللي، صاحب الهدفين، مرورا ببوفون الذي كان حاسما ودي روسي الذي بدا بطلا في المعاناة، وكاسانو الذي ظهر بأفضل أداء له خلال مشواره الكروي، وصولا إلى الهائل اندريا بيرلو. بدأ اللقاء بهجوم من جانب منتخب الماكينات الألمانية الذي كاد يحرز هدفا في أول ربع ساعة من المباراة غير أن المخضرم بيرلو استطاع إنقاذ كرة مات هاملز من أمام مرمى بوفون. ثم تبدل الحال وأخذ الآزوري في شن غاراته الهجومية على مرمى الألماني نوير، حتى تمكن بالوتيللي من اغتنام عرضية كاسانو على حدود منطقة الجزاء ليسجل منها الهدف الأول لمنتخب بلاده، وبعدها وللمرة الثانية نجح ماريو في الإفلات مجددا من الرقابة الألمانية، واستفاد من تمريرة ريكاردو مونتوليفو ليحرز الهدف الثاني للآزوري. لقد ظهر ماريو لاعبا كبيرا ليس من أجل الثنائية فحسب، ولكن لأنه استطاع أخيرا أن يلعب كجزء من فريق، دافع في كثير من الكرات وركض داخل الملعب ونجح في كسب ود رفقائه، كل ذلك في ليلة واحدة. كانت إيطاليا تهاجم منطقة جزاء ألمانيا بخمسة لاعبين، حتى عندما كانت النتيجة لصالح الآزوري بفارق هدفين، وكانت الجماهير الموجودة في الاستاد تحيي بالتصفيق الكرات الإيطالية الملعوبة بشكل جيد، وكأنها أمام فيلم لم تشاهده من قبل. فيما بدت الدهشة أيضا على وجه اللاعبين الألمان، الذين كانوا يجلسون في الصف الأول من المدرجات، وهم يتابعون كرة القدم الجديدة التي يقدمها الإيطاليون. وفي الشوط الثاني نجح الآزوري، كذلك في حماية مرماه والدفاع بنفس الشكل الرائع الذي اعتادته إيطاليا منذ قرون. والفضل في ذلك كله يرجع إلى المدرب تشيزاري برانديللي: لقد استطاع استكمال الجانب التراثي في المنتخب بالمعارف الجديدة والشجاعة. وأخيرا استطاع برانديللي أن يفتح الباب نحو الابتسامة، وصرح عقب انتهاء المباراة قائلا: «تفتح عينيك وترى أنك ما زالت تعيش الحلم: رؤية الناس وهم سعداء هي سعادتي الأكبر. ولكن إذا أردت أن تحلم عليك أن تحلم بشيء كبير: فوزنا هو فحسب بداية الحلم». وبعد أقل من ثلاثة أيام سيتعين على تشيزاري مواجهة إسبانيا للبحث عن تحقيق حلم جديد»، وتابع مدرب الآزورى: «لقد قدمنا نموذجا في التماسك والارتباط بقميص منتخب بلادنا، عندما يتم الحديث عن إيطاليا ينبغي التركيز جيدا».

وأضاف برانديللي: «خلال هذه الأيام شغلني كثيرا لقاء ألمانيا، لأنني لم أكن أود أن أصبح أول مدرب للمنتخب الإيطالي يخسر أمامهم. لقد قمنا بالأشياء التي كنا نعرف أن بإمكانها وضع ألمانيا في صعوبة. لم نقم بتوسيع اللعب لأنهم بارعون على الأجناب، واعتمدنا على العبور عن طريق الممرات، وخاطرنا بالتمرير في وسط الملعب، وبحثنا دائما عن جودة اللعب، أي ريكاردو مونتوليفو ورقابة الرجل لرجل مع كاسانو ثمن العمق الهجومي لماريو بالوتيللي. في آخر 10 إلى 15 دقيقة من المباراة كنا مجهدين للغاية، هذا أيضا بسبب أرضية الملعب، ولكننا أهدرنا ثلاث أو أربع فرص لإحراز هدف نتيجة 3/ 0 ومن أجل ذلك شعر بوفون بالغضب: فهو يعرف أن السيطرة على المباراة لا يعني الفوز بها، فقد يصل اللقاء إلى الوقت الإضافي وحينها ربما تخسر 5/ 2. ولكن كان هناك لاعبون بين صفوفنا لم يعد لديهم طاقة: على أي حال لقد كانت مباراة غير عادية».

كاسانو: ليلة غير عادية مثل بالوتيللي، وأردف تشيزاري: «مباراة التحول بالنسبة لماريو؟ ولكن مسيرة ماريو بدأت للتو فحسب.. في كرة القدم يلزم أن تكون هناك فكرة أساسية وبالوتيللي كان داخل هذه الفكرة اليوم، داخل المباراة، وتركيزه كبير، فقد منح الفريق العمق المطلوب والمرجعية عندما كان يتعين علينا الانطلاق، وكان بارعا أيضا في الاستعداد دائما والمقاومة. وقد قمت بتغيره لأنني رأيته يلمس العضلة القابضة ومباراة النهائي الأحد، لحسن الحظ كان مجرد شد عضلي». كانت ليلة غير عادية، مثل «مباراة بيرلو التي لا تصدق»، ومثل كاسانو: «إنها أفضل مباراة قدمها أنطونيو من حيث الكثافة وتوقيت اللعب، فقد ركض وقاتل وحتى إذا كان لديهم 50 في المائة، فحسب من طاقة الأقدام، فهي 50 في المائة بمستوى عال للغاية».

وحول مباراة إسبانيا في النهائي قال تشيزاري: «هم أيضا بذلوا الكثير من الطاقة خلال مباراة البرتغال، فلديهم الخبرة، وخلفهم عمل سنوات، ودائما ما سيطروا على هذه البطولة. ولكني الآن أرغب في الاستمتاع بتلك الليلة أيضا».

واختتم برانديللي تصريحاته: «مباراتنا أمام ألمانيا كانت الأجمل خلال حقبتي حتى الآن مع الآزوري، ليس فحسب بسبب النتيجة المهمة التي حققناها، ولكن لأننا قدمنا على مدار معظم اللقاء كرة قدم كبيرة. وأخيرا أهدي هذا الفوز إلى كل من تمنى لنا الخير ووقف إلى جانبنا، وهم يعرفون من أقصد بذلك».