إسرائيل تتحسب من نشاط متصاعد لتنظيم القاعدة في سوريا يستهدف خطف جنود

إلقاء ألغام عبر الحدود باتجاه الجيش

TT

كشف العميد تمير هايمن، قائد قوات الجيش الإسرائيلي المرابطة في هضبة الجولان السوري المحتل، أن «سوريين وعناصر مسلحة ألقوا بعشرات الألغام على الطريق العسكري الذي تسلكه الدوريات العسكرية على حدود وقف إطلاق النار، وحاولوا مرة واحدة على الأقل اختراق الحدود». وحذر من أن تكون هذه مقدمة لـ«عمليات إرهاب تديرها عناصر عدائية تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا».

وقال هايمن إن اللواء الشمالي في الجيش يجري استعدادات ضخمة حاليا لاحتمالات الحرب، عقب تدهور الأوضاع في سوريا. ومع أنه امتنع عن القول إن مصلحة إسرائيل تقتضي أن يستمر نظام الحكم الحالي في دمشق، فإنه قال إن «سوريا ستشهد تغييرا متطرفا في القريب، يغيب فيه الاستقرار التقليدي وتسود فيه الفوضى العارمة، وهذه ستكون تربة خصبة لقوى الإرهاب للعمل ضد إسرائيل».

واعتبر هذا التطور «أخطر تهديد على المنطقة». وقال إن السوريين الذين يحاربون الأسد فقدوا حاجز الخوف ليس ضد النظام وقواته فحسب، بل أيضا ضد إسرائيل. وليس من المستبعد أن ينفذوا عمليات جريئة على نطاق واسع وبأهداف كبيرة. وضرب مثالا لذلك احتمال تنفيذ عمليات مزدوجة، كأن يتم تفجير موقع وإطلاق الصواريخ من وراء الحدود السورية، وفي الوقت نفسه يستغلون الفوضى لاختطاف جنود أو مواطنين إسرائيليين.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قد ظهرت أمس بعناوين صارخة تقول إن «الجيش الإسرائيلي يجري استعدادات كبيرة وبالغة الجدية لاحتمال أن تتحول الحدود مع سوريا إلى حدود متفجرة عند سقوط نظام الأسد. وإن قيادة الجيش باتت تتحدث علنا وصراحة أن (الجهاد العالمي) يخطط لعمليات إرهاب ضخمة ضد إسرائيل، كما حصل على الحدود مع مصر بعدما سقط الرئيس حسني مبارك».

وقالت الصحيفة إن الجيش يرصد تحركات مشبوهة جدا في الآونة الأخيرة تدل على إجراءات مراقبة من سوريا لأوضاع المستوطنات في الجولان ودوريات الجيش وتدريباته ومعسكراته في المنطقة. وأضافت أن هذه التحركات العدائية لا تتم بمشاركة أو تعاون سكان منطقتي الجولان أو حوران السوريتين، ولكن عناصر «الجهاد الإسلامي» تعرف كيف تعمل على الرغم من رفض السكان، كما لوحظ الأمر في عدة مناطق في شبه جزيرة سيناء المصرية.

وتطرق العميد هايمن إلى هذه التحذيرات، فقال إن قواته تبذل جهودا جبارة في الشهور الأخيرة وتقيم البنى التحتية اللازمة، وتنصب أجهزة إنذار متطورة وحساسة لرصد التحركات، وتقيم عوائق كثيرة على طول الحدود في الجولان (نحو 134 كيلومترا)، التي تعتبر حدودا صعبة يسهل على المسلحين الأفراد اختراقها. ووعد بإنهاء هذه العمليات مع نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال إن الجانب الإيجابي في الموضوع، هو أن الجيش لن يفاجأ في حال صدقت توقعاته: «فخلال تدريباتنا ودراساتنا للأوضاع، نأخذ بالاعتبار أن تكون الحرب المقبلة مع سوريا ليست حربا بين جيشين فقط، بل حرب ضد خلايا إرهاب منظمة». وقال إن هناك فرق كوماندوز مدربة خصيصا لمجابهة مثل هذه الخلايا.

يذكر أن هايمن دعا الصحافيين العسكريين لجولة في الجولان، أول من أمس، الأمر الذي جعلهم يتساءلون حول أهداف الجولة. فاعتبرها البعض تبريرا لتأييد نظام الأسد، ووقف الانتقادات عليه من بعض القادة الإسرائيليين، وهناك من اعتبرها ضجة إعلامية لتبرير طلب الجيش زيادة ميزانيته العسكرية.