قاعة احتفالات جامعة القاهرة.. «ملتقى زعماء العالم»

شهدت الكثير من الأحداث السياسية والفنية في تاريخ مصر الحديث

ناشطون مصريون بينهم وائل غنيم خلال إلقاء الرئيس المصري محمد مرسي خطابه في جامعة القاهرة أمس (أ.ب)
TT

كما كانت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة محط أنظار الملايين حول العالم قبل 3 سنوات، عندما اختارها الرئيس الأميركي باراك أوباما منبرا يخاطب من خلاله العالمين العربي والإسلامي بعد توليه منصبه بشهور، كانت بالأمس أيضا منبرا تحدث من خلاله الرئيس المصري الجديد محمد مرسي عن ملامح بداية عهد الجمهورية الثانية في مصر وسط اهتمام إعلامي عالمي.

عاد مرسي، الأستاذ الجامعي، بالأمس إلى جامعته التي درس ودرّس بها.. قائلا في مستهل خطابه: «نحن في جامعة القاهرة، الجامعة الأم التي كانت أولى خطواتي بها.. التي أشرف بالانتماء إليها طالبا ومعيدا ومدرسا مساعدا وبعد ذلك رحلة الدراسات العليا.. فأنا أشرف بانتمائي لجامعة القاهرة».

لكن قاعة الاحتفالات، لم تقتصر على الكلمة التاريخية واليمين الدستورية والاحتفال بالتنصيب، فكانت بمثابة «برومو» قصير لأحداث عام ونصف شهدتها مصر منذ قيام الثورة، فقد اجتمعت بها فئات عدة ظهرت في بؤرة المشهد السياسي المصري منذ ذلك التاريخ.. أعضاء المجلس العسكري، أهالي ضحايا الثورة، نواب مجلسي الشعب والشورى، مرشحو الرئاسة الخاسرون، الأحزاب والتيارات والقوى السياسية، الأزهر والكنيسة.

وشيدت قاعة الاحتفالات عام 1935، على مساحة 3160 مترا، تعلوها قبة على شكل نصف كرة ارتفاعها 52 مترا والتي تعد رمز الجامعة. بينما تم افتتاح جامعة القاهرة كجامعة أهلية في 21 من ديسمبر (كانون الأول) 1908 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، بينما كان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفي السيد.

وتعد القاعة شاهدا على الكثير من الأحداث السياسية والفنية المهمة في تاريخ مصر الحديث، فقد كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يلقي من منصة القاعة خطابا سياسيا سنويا بمناسبة «عيد العلم» الذي ما زالت مصر تحتفل به كل عام في 21 ديسمبر، وهو تاريخ افتتاح جامعة القاهرة عام 1908.

ويحمل سجل زيارات قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة تاريخا طويلا، حيث شهدت القاعة حضور الكثير من رؤساء الدول والشخصيات البارزة، وعقد بها مؤتمر عدم الانحياز، كما ألقى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بها محاضرة على هامش افتتاح مستشفى قصر العيني الفرنساوي. كما كرم بها الكثير من الشخصيات العالمية البارزة بحصولهم على الدكتوراه الفخرية من الجامعة من داخل هذه القاعة، كان أولهم الملك فاروق الأول عام 1939، والدكتور محمد مصدق رئيس وزراء إيران في عام 1951، وكوامي أنكروما رئيس جمهورية غانا عام 1957، والأمير نردوم سيهانوك في 1959، والرئيس الفريق إبراهيم عبود رئيس السودان عام 1959، بالإضافة إلى الملك محمد الخامس ملك المغرب عام 1960، ومحمد ظاهر شاه ملك أفغانستان في 1960، والمارشال محمد أبوب خان رئيس جمهورية باكستان الإسلامية في نفس العام، والزعيم نيلسون مانديلا عام 1990 الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا، وعبده ضيوف الرئيس السابق للسنغال. كما شهدت القاعة حضور ساندو برينتي رئيس وزراء إيطاليا السابق، ووزيرة الدفاع اليابانية.

كما شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى الكثير من الأحداث الفنية، أبرزها «لقاء السحاب» الذي جمع لأول مرة صوت أم كلثوم مع ألحان عبد الوهاب من خلال أغنية «أنت عمري» التي شدت بها كوكب الشرق عام 1964 داخل هذه القاعة.

وسيذكر التاريخ أن القاعة بالأمس كانت هي المكان الذي حدد فيه أول رئيس منتخب في مصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 أبعاد المشهد السياسي والتحديات المستقبلية في الجمهورية الثانية‏.