مسؤول إيراني: الأوضاع لا تسمح بإقامة علاقات دبلوماسية مع مصر في الوقت الراهن

قيادي معارض لـ «الشرق الأوسط» : الملالي يسعون لاختراق نسيج المجتمعات العربية.. وتأييدهم لنظام «الأسد» فضحهم

TT

استبعد ممثل الولي الفقيه في مؤسسة «الشهيد» الإيرانية إقامة علاقات بين بلاده ومصر في الوقت الراهن. وقال حجة الإسلام محمد حسن رحيميان في تصريح لوكالة «مهر» للأنباء نشرته أمس، إن أوضاع مصر الراهنة لا تسمح بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية وسريعة، ولكن «نحن على يقين بأن فوز محمد مرسي (بمنصب الرئيس في مصر) سوف يساعد على تعزيز هذه العلاقات في المستقبل القريب».

وأضاف رحيميان أن فوز مرسي يدفع البلدين للتقارب مع بعضهما لأن إيران ومصر لهما مكانة بالغة الأهمية في العالم الإسلامي.

وأضاف ممثل ولي الفقيه في مؤسسة «الشهيد» أنه «نظرا لما حققته الثورة الإسلامية في إيران من إنجازات فإن أعداء الإسلام لا يسمحون بأن تتم مثل هذه الثورات في العالم الإسلامي وتصل إلى مبتغاها، وهذا ما نراه الآن في مصر من التفافات وتآمرات على الثورة المصرية».

وأشار رحيميان إلى إيجابية الصحوات الإسلامية قائلا: «إن الصحوة الإسلامية لم تأخذ مكانتها الكاملة بعد، وخاصة مع وجود العديد من المشاكل والمعضلات، ولكنها في تطور ملحوظ نحو الأمام، كما أنها سوف تأخذ تلك المكانة المطلوبة في المستقبل بعون الله تعالى».

وفي تعليق له على الخبر قال محمود الأحوازي المنسق العام للجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «الحقيقة أن علاقات إيران مع الإخوان المسلمين قبل الربيع العربي كانت أفضل بكثير مما هي عليه الآن بعد ثورات هذا الربيع»، وأضاف الأحوازي «من المستبعد أن تتطور العلاقات السياسية بين إيران ومصر في الوقت الراهن، لأن هناك عددا من العوامل الكابحة لمثل هذا التطور مثل وجود الأزهر الذي يعد حامي التوجه السني في مصر، وكذلك لوجود الأقباط الذين يخشون من (الأسلمة) السياسية على الطريقة الإيرانية، وكذا وجود العسكر الذين لا يبدو أنهم يكنون لإيران الود، ثم السبب الأقوى أن الإخوان المسلمين يرون أن إيران هي الداعم الأقوى لنظام بشار الأسد في جرائمه ضد الشعب السوري، وهو الأمر الذي فضح حقيقة النيات الإيرانية تجاه ثورات الربيع العربي»، وذكر الأحوازي أن «تجربة المصريين مع إيران لا تشجع على إقامة علاقات جيدة مع نظام الملالي، فقد تم اكتشاف شبكات من الجواسيس الإيرانيين، وتم طرد بعض الدبلوماسيين الإيرانيين من مصر، وتم رصد عدد من الأنشطة الإيرانية المشبوهة داخل مصر، وهذا يؤشر إلى حقيقة نيات إيران من سعيها لإقامة علاقات مع مصر، وفوق هذا فإن موقف نظام الملالي من الثورة السورية جعل الإخوان وكثيرا من الثوار العرب يراجعون مواقفهم تجاه إيران».

وفي رده على سؤال: لماذا تحرص إيران على إقامة علاقات قوية مع مصر؟ قال الأحوازي «قيام علاقات قوية مع مصر يمكن الإيرانيين من إقامة علاقات متينة مع بقية الدول العربية الأخرى، ويسهل مهمة الاختراق الشيعي الإيراني لنسيج المجتمع المصري والمجتمعات العربية خدمة للمصالح الإيرانية»، وأضاف «تسعى إيران من خلال إقامة علاقات قوية مع الإخوان في مصر إلى تحجيم دور الوجود السلفي في مصر والوطن العربي، والقوى السلفية معروف عنها عداؤها الشديد لتوجهات إيران في المنطقة العربية».

وكانت مصادر إعلامية في الرئاسة المصرية قد نفت الأسبوع الماضي أن يكون الرئيس المنتخب محمد مرسي قد أجرى مقابلة مع وكالة أنباء فارس الإيرانية قال فيها إن تعزيز العلاقات مع إيران سيحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

وشدد مرسي في التصريحات التي نسبتها له وكالة «فارس» على ضرورة استعادة العلاقات الطبيعية مع إيران على أساس المصالح المشتركة للدولتين وتطوير مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي.