الغواصون السعوديون يمارسون هوايتهم برخص الصيد

في الوقت الذي دمرت فيه الرماح الشعب المرجانية

أحد الغواصين يمارس هوايته بالقرب من الأسماك
TT

لم يجد بعض الغواصين السعوديين حلا لممارسة هوايتهم بالغوص في عمق البحار إلا باستخراج رخصة للصيد من وزارة الزراعة لتكون بمثابة رخصتهم لممارسة هوايتهم، في الوقت الذي تعد فيه بطاقة الترخيص الدولي لممارس الغوص، غير معتمدة رسميا في السعودية ويقبل بها المسؤولون على أمن السواحل تجاوزا، رغم التشديد على ضرورة استخراج الإثبات الرسمي من وزارة الزراعة التي تتولى الإشراف على جميع أعمال الصيد والغوص وتنظيمها. وتساوي الإثباتات الرسمية قانونيا بين الصياد والغواص في التراخيص الممنوحة رغم اختلاف صفتيهما، حيث يحظر هذا الترخيص على الصيادين التصوير في أعماق البحر، رغم أن هواية الغوص تلحق غالبا بالتصوير لتوثيق الرحلات.

وطالب الغواص السعودي سعد العفالق، بتكثيف رحلات الغوص بالسعودية، لا سيما السياحية منها، مطالبا في الوقت ذاته بإيجاد إجراءات تنظيمية واضحة وتسهيلات للغواصين الهواة على السواحل السعودية.

وعن الإجراءات التي يقوم بها الغواص في السعودية، يقول سعد العفالق: «أعطي مكتب حرس الحدود بطاقة الهوية الوطنية وبطاقة تثبت بأني غواص متمكن، وتسليم كافة البيانات وأعتقد أنه إجراء مهم جدا للحفاظ على سلامة الغواص».

وأكد العفالق أن «الغوص الفردي محظور دوليا، لخطورته على حياة الغواص من تعطل جهاز التنفس، أو التعثر بالشعب المرجانية وغيرها»، مشيرا إلى أن الغواصين بشكل عام يخرجون في مجموعات يكون فيها كل الغواصين يتحملان مسؤولية بعضهما بالتفاهم في عمق الماء، بإشارات متعارف عليها دوليا بين الغواصين، كالإشارة بالإبهام، ورفع الثلاث أصابع (إشارة أوكي) لتوضيح أن الأمور تحت السيطرة.

وطالب العفالق بالتشديد على منع الصيد أثناء الغوص كما هو محظور دوليا على الغواص الصيد باستخدام الرمح وتسمح للصياد فقط، حيث ذكر الغواص العفالق أن السلوك المنتشر بين الغواصين، لا سيما الجدد، هو الصيد ببندقيات تحت البحر، الأمر الذي دمر حزام الشعاب المرجانية على بعض السواحل السعودية مثلما حدث في جزيرة جريد (شرق السعودية) عندما بدأ الغوص فيها ببداية التسعينات.

ويشير العفالق إلى افتقار بعض السواحل المميزة لأبسط الخدمات والبنية التحتية للغوص، والتي أصبح يمارس فيها بجهود فردية نتيجة لندرة الرحلات المنظمة للغوص، حيث ذكر أن شواطئ الخليج العربي (شرق السعودية) تحتاج لتسهيلات حكومية للمتنزهين والغواصين السائحين كشواطئ البحر الأحمر (غرب السعودية)، بوضع إجراءات واضحة ومنتظمة للراغبين في ممارسة هواية الغوص والمرخص لهم بتمكنهم منها، فضلا عن قلة زوارق الرحلات المنظمة وعدم تغطيتها لتكاليف الرحلات إلا باكتمال عدد معين من الراغبين بالغوص وإلغائها في حال عدم اكتمالهم. وعلى الرغم من كثرة الزوارق على شواطئ البحر الأحمر (الساحل الغربي بالسعودية) إلا أنها ما زالت لا تغطي الطلب المتزايد على الرحلات الأسبوعية.

ويعد سعد العفالق من رواد المصورين السعوديين للحياة البحرية تحت الماء، منذ بدأ الغوص قبل تسع سنوات، حيث جذبته شواطئ العالم لالتقاط أجمل الصور للأسماك والرخويات والكائنات الصغيرة بعدسة (الماكرو). ويرى العفالق أنه لا توجد صعوبة للتصوير تحت الماء ما دام المصور متمكنا ومحافظا على تحركاته تحت الماء، ويجزم بأن التصوير تحت الماء يعد متعة في تعدد خيارات زوايا التقاط الصورة وثبات الكاميرا لبطء الحركة تحت الماء، في حال عدم وجود تيارات قوية.

ويكلف التصوير تحت الماء بالكاميرات المدمجة التوثيقية ما يقارب الـ750 ريالا، بينما تبلغ تكلفة التصوير الفوتوغرافي الاحترافي عدة متكاملة تتكون من (الكاميرا وغطائها وفلاش ضوئي وعدسات) ما بين 15000 - 18000 ريال كتكلفة متوسطة، وقد تصل إلى مائة ألف ريال. وتكون العناية بالكاميرات عن طريق دهنها بالسليكون لإغلاقها وضمان عدم تسرب الماء في داخلها، ثم تنظيفها بعد الخروج على السطح. ويرى العفالق أن شواطئ الخليج العربي تعد فرصة للتأمل في الحياة البحرية التي نمت فيها خلال فترة قياسية، رغم ضحالة المياه والتقلبات المناخية الحادة، فضلا عن تسرب البترول والظروف الصعبة التي مرت عليه.

وتعد محمية الليث الوطنية (غرب السعودية) واحدة من أجمل رحلات الغوص التي نزل فيها سعد العفالق ومجموعته لأعماق البحر الأحمر لاستكشاف أحياء بحرية وتضاريس جعلت فيها كثافة سمكية عالية وأسماك مميزة كـ«Arabian Angel Fish».

وأشار سعد العفالق إلى أن هواية الغوص يمكن أن يمارسها أي شخص، فتوجد دورات منظمة على مستوى دولي تتبع لمنظمات عالمية كمنظمة «بادي»، (اتحاد مدربي الغوص المحترفين) في الولايات المتحدة، يتم فيها تأهيل مدربي الغوص بعد عدة دورات يأخذها وينال على أساسها بطاقة معتمدة دوليا عن تلقيه تدريبات مكثفة على الغوص، في نواح تطبيقية وعملية، وتلقى العفالق تدريبا على دورتين وثالثة في الإنقاذ ولم يكمل بعدها مرحلة الاحترافية والتدريب التي تتعارض مع رؤيته حول الغوص كهواية.

وأول ما يتعلمه الغواص هو التأهيل النفسي فهي الناحية الأساسية والأهم في التخلص من مشاكل الخوف من الأماكن المغلقة أو المظلمة، ومحترفو الغوص دائما ما ينصحون الغواص بألا يفقد إدراكه أثناء مرحلة التدريب. ويتاح في بعض الدول لذوي الاحتياجات الخاصة من المصابين بإعاقات حركية بالغوص عن طريق أدوات خاصة بواسطة السباحة والتجديف بالأيدي بزعانف خاصة تصنع لهم عوضا عن استخدام الأرجل في التحرك تحت الماء.