«الجسيس الصغير» يجتذب زوار الطائف بالألوان الحجازية المدهشة

أصغر فرقة شعبية من الأطفال تقدم المزمار والخبيتي والينبعاوي

TT

يقف بكل ثقة الجسيس مشعل جواهرجي ورفاقه الـ26 الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة, على مسارح مهرجانات الطائف والمنطقة الغربية, مقدمين لوحات فنية من فلكلور الحجاز، بداية من الزفة الحجازية وموالها الشهير, وصولا إلى ألوان المزمار والخبيتي, والينبعاوي, والمجرور.

وعبر السنوات تواصل ألوان الفنون الحجازية رحلة مقاومة الاندثار, وذلك بتأسيس الفرق الشعبية التي تنقل الموروثات الشعبية القديمة للأجيال الجديدة, حيث تشهد الطائف (غرب السعودية) هذه الأيام ولادة أول وأصغر فرقة تقدم ألوان التراث الحجازي الغنائي بشكل مدهش تبز فرق الكبار.

وذكر فواز جواهرجي، مؤسس فرقة الجواهر للفنون الشعبية, أنه عكف منذ عدة سنوات على إعداد أول فرقة من صغار السن, وأخذ على عاتقه تدريبهم وتجميع أفراد الفرقة من أبناء العوائل الحجازية المشهورة في هذه الفنون, مضيفا أنه شكل فرقته من عائلة الجواهرجي ومن أبناء بعض العوائل التي تهتم بهذا الفن.

وقال الجواهرجي إن الذي دعاه لتأسيس مثل هذه الفرقة, حبه الكبير لفنون الحجاز، وسعيه للمحافظة على مثل هذا الموروث الذي صال وجال على أنغامه الآباء والأجداد, وأشار إلى أن عدد أفراد الفرقة 26 طفلا أكبرهم الجسيس أو المنشد مشعل جواهرجي 12 عاما, وأصغرهم لا يتجاوز خمس سنوات. وعن تدريب أفراد فرقته قال مؤسس الفرقة بأن تدريبهم يأتي بمشاركتهم في الحفلات الخاصة, وكذلك تعليمهم بشكل خاص حتى أصبح أفراد الفرقة يطلبون في كثير من الحفلات الرسمية والخاصة, ومنها مشاركتهم في أوبريت حفل مشروع سقيا زمزم أمام خادم الحرمين الشريفين, وكذلك المشاركة في أكثر من 140 حفلا ومهرجانا رسميا في المنطقة الغربية.

وبين الجواهرجي أن الكثير من المهتمين بالفنون الشعبية الحجازية أشادوا بما تقدمه فرقة الصغار، حيث يقدمون الزفة الحجازية المعروفة بالموال الشهير, والمزمار, والخبيتي, والينبعاوي, والمجرور, مع التوجه لإدخال كل الألوان الشعبية الأخرى بالمملكة.

واعتبر فواز أن فرقة الجواهر ليست مجرد تجمع لأفراد يتشاركون الأداء، بل تضم أفرادا لكل منهم تخصص معين باحترافية دقيقة ومميزة على الرغم من صغر سنهم، وهذا من أسباب نجاحهم, إذ يلعب مشعل مثلا دور «الجسيس» أو المنشد, في حين يقوم شقيقه سلطان برد الصوت عليه إلى جانب مشاركة الأخ الثالث فيصل في الغناء والرد عليه, أما الأفراد الآخرون من الفرقة فيقومون بالأداء واللعب بعصي المزمار أو الخبيتي أو الينبعاوي كل حسب الفن المغنى. ويقول جسيس أو رئيس الفرقة مشعل جواهرجي إنه يأمل مستقبلا في المشاركة بالمحافل الدولية كممثل للسعودية، فطموحه وطموح أفراد الفرقة أن ينقلوا ألوان الفنون الحجازية للخارج ويثبتوا أن التراث السعودي أصيل ومتوارث ولن ينقطع.

وأضاف أنه لا يجد حرجا في الدخول للمواقع النسائية في قصور الأفراح أو الاحتفالات الكبيرة, حيث إن جميع أفراد الفرقة من صغار السن, وقد نجحت الفرقة في ذلك ولاقت رواجا كبيرا في الوسط النسائي، حيث بلغ عدد هذه الحفلات ما يقارب 45 حفلة نسائية.

وبالعودة لفواز جواهرجي، مؤسس الفرقة ووالد 10 أفراد منهم, أكد أنه يهتم بالجانب الديني والدراسي, وهواياتهم كأطفال, حيث بجانب تميزهم في الفنون الشعبية فجميعهم متفوقون دراسيا، ومنهم من حقق بطولات رياضية في ألعاب منها السباحة وكرة القدم ولعبة الاسكيت.