متحدث باسم جامعة الخرطوم ينفي لـ «الشرق الأوسط» اعتقال مديرها

السودانيون ينفذون جمعتهم الرابعة التي خصصت للنساء والاعتقالات والاستخدام المفرط للقوة

متظاهرون سودانيون في العاصمة الخرطوم حيث استخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع واحتجزت اكثر من 30 شخصاً (أ ف ب)
TT

خرج المئات من المساجد وأحياء مختلفة من مدن السودان، منها العاصمة الخرطوم، أمس، فيما عرف بجمعة «الكنداكة» التي دعا لها ناشطون في مواقع التواصل على الإنترنت، وكان أعنفها في مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي في ودنوباوي بأم درمان التابع لهيئة شؤون الأنصار المؤيدين لحزب الأمة المعارض. واعتقلت السلطات المئات من المتظاهرين، وقال الناشطون إن طائرات حربية حلقت حول عدد من مناطق العاصمة، لكن لم يتسن التأكد من هذه المعلومة من مصدر مستقل.

وقال أحد الناشطين من أمام ساحة مسجد الأنصار في ودنوباوي لـ«الشرق الأوسط»، حيث كانت تسمع أصوات إطلاق الغاز المسيل للدموع وزغاريد النساء وهتافات المتظاهرين التي كانت تطالب بإسقاط النظام، إن الشرطة جاءت بأعداد غير مسبوقة وتعاملت بقسوة مع المتظاهرين، وإنها استخدمت نوعا غريبا من الغازات وهي حارقة وتلسع الجسم وتجعله يتصبب ماء. وأضاف أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع بمجرد خروج المصلين الذين تظاهروا في مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي في ودنوباوي، وقال «بعد تفريق المتظاهرين من أمام ساحة المسجد أطلقت الشرطة الغاز في المنازل المجاورة ومن ضمنها منزل القيادي التاريخي في حزب الأمة الأمير عبد الرحمن نقد الله وهو مريض ومقعد»، وتوعد الأنصار برد على ما وصفوه بالاعتداء السافر على منزل نقد الله وهو رجل مريض منذ سنوات طويلة ولا يتحرك. وأضاف أن شيوخا ونساء وأطفالا عانوا من الغاز الكثيف داخل منازلهم، مشيرا إلى وجود حالات إغماء في أوساط كبار السن من الرجال والنساء.

وقال الناشطون إن حملة اعتقالات واسعة شملت عددا من النساء اللائي خصصت مظاهرات الأمس لهن باسم «جمعة الكنداكة»، والتي تعني المرأة القوية، وأطلقت على إحدى ملكات مملكة النوبة القديمة قبل الميلاد. وأضاف الناشطون، أن أسرتين تم اعتقالهما من سيدات وبنات، وقالوا إن قوات الأمن تعاملت بعنف مفرط مع المتظاهرين في الأحياء والمدن المختلفة منها (الأبيض وأم روابة في ولاية شمال كردفان غرب السودان، وكسلا في شرق البلاد، والحاج يوسف شرق الخرطوم ومدينة ودنوباوي في أم درمان، وأحياء حمد، وخوجلي وشمبات في بحري شرق العاصمة).

وقال الناشطون إن مظاهرات أمس رغم اتساع نطاقها وانتشارها في أحياء ومدن مختلفة، لكن ينقصها التنسيق بين الجهات التي تنشط بين المتظاهرين إلى جانب ابتعاد بعض القادة السياسيين منها. وأضاف عدد منهم استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، أن تداول المعلومات بين الأحياء السكنية وبين الناشطين متذبذبة. هناك تنسيق في أحياء وفي أخرى لا يوجد. وقال أحدهم، إن حملة الأجهزة الأمنية قامت بمداهمة المنازل بشكل غير مسبوق واعتقال كل من يجدونه في المنزل. وأضاف «شاهدت ذلك في حي ودنوباوي، حيث دخل رجال الأمن عددا من المنازل واقتادوا شبابا ونساء بصورة مذلة، حيث تعرضوا للضرب أمام منازلهم».

من جانبه، نفى السر أحمد عمر، وهو متحدث باسم الشرطة لـ«رويترز» وقوع أي مواجهات بين الشرطة ومصلين في أم درمان، وقال «لم يحدث شيء اليوم (أمس).. لم تحدث اشتباكات.. لم يحدث شيء»، ولكنه رفض الإدلاء بمزيد من التصريحات.

إلى ذلك، نفت جامعة الخرطوم اعتقال مديرها البروفسور صديق مصطفى حياتي أو أنه قد تقدم باستقالته منها، وأكدت أن إغلاق الجامعة تم من أقسام الكليات المختلفة التي انتهى جدولها الأكاديمي. وشددت على أنها ترفض دخول الشرطة وقوات الأمن إلى حرمها وداخليات الطلاب.

وقال مدير الإعلام والعلاقات عبد الملك النعيم لـ«الشرق الأوسط» إنه كان مع مدير الجامعة البروفسور صديق مصطفى حياتي حتى مساء أمس. وأضاف «مدير الجامعة لم يتم اعتقاله ولم يدخل في مشادة، كل ما قيل ونقل في وسائل إعلامية مختلفة عار عن الصحة تماما»، نافيا اعتقال أي أستاذ من الجامعة، وأن أحدهم تم توقيفه عن طريق الخطأ، واستطاع مدير الحرس الجامعي التدخل وتوضيح أنه أستاذ وليس طالبا، مشيرا إلى أن إدارة الجامعة ترفض بشكل واضح دخول الشرطة أو أي جهات أمنية إلى حرمها. وقال «أصلا غير مسموح للشرطة أو أي جهة بدخول حرم الجامعة وإدارة الجامعة أصدرت بيانا في هذا الشأن بشكل واضح وطلبت من رئاسة الشرطة أن تبقي منسوبيها في خارج أسوار الجامعة لحفظ الأمن». وأضاف أن الجامعة تدخلت وأطلقت سراح عدد من الطلاب وما زالت جهودها مستمرة مع الجهات الأمنية لإطلاق البقية. وقال النعيم إن الجامعة لم تعلن عن إغلاق أبوابها، وإن الدراسة في عدد من الكليات قد انتهى جدولها الأكاديمي، وإن الامتحانات في مواعيدها بعد عيد الفطر. وأضاف «هناك كليات انتهى جدولها الأكاديمي مثل الآداب، وهناك كليات أخرى انتهت قبل أسبوع مثل القانون، والدراسة في كليات الطب والبيطرة ما زالت مستمرة وستنتهي الأسبوع المقبل». وتابع «لم تعلن الجامعة إطلاقا إغلاق أبوابها، لكن جدولنا الأكاديمي أصلا تنتهي فيه الدراسة مع قدوم شهر رمضان المعظم وتبدأ الامتحانات بعد عيد الفطر». وقال «إذن هي قرارات أكاديمية خاصة بالكليات. صحيح أن عمداءها طالبوا الأساتذة بتكملة المقررات بعد أن حدثت المظاهرات».