في جمعة «إسقاط أنان خادم الأسد وإيران» مظاهرات منددة بمجزرة «تريمسة»

اشتباكات وقصف.. وقتلى إثر إطلاق الرصاص على المتظاهرين

مظاهرة حاشدة في إدلب أمس طالب فيها المحتجون برحيل الأسد (أوغاريت)
TT

وصل عدد المظاهرات يوم أمس الجمعة والتي حملت عنوان «إسقاط أنان خادم الأسد وإيران» ونددت بمجزرة التريمسة في ريف حماه، إلى 490 مظاهرة في 315 نقطة في مختلف أنحاء سوريا، بحسب ما أفاد المركز السوري المستقل لإحصاء المظاهرات، فيما وصل عدد القتلى إلى 60 وفق الحصيلة الأولية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم ما لا يقل عن 24 قتيلا من القوات النظامية خلال اشتباكات بعد منتصف ليل الخميس والجمعة وصباح الجمعة في محافظات حلب وحمص ودرعا وإدلب.

وقد ذكر ناشطون في حماه أنّ المظاهرات عمّت أحياء غرب المشتل وجنوب الملعب وباب قبلي والعليلات وكازو والتعاونية والقصور والبياض والفيحاء وطريق حلب والشيخ عنبر والدباغة والصابونية كما وقعت إصابات في حي الحميدية إثر إطلاق قنبلة مسمارية على مظاهرة في الحي كما انتفضت بلدات وقرى كفرزيتا وخطاب واللطامنة وطيبة الإمام وقسطون وحمادي عمر وكرناز والعقيربات بريف حماه تنديدا بمجزرة تريمسة، كما قتلت طفلة برصاص قناص في حي الحميدية بمدينة حماه بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي حمص حيث خرجت مظاهرة أيضا نصرة لقتلى مجزرة تريمسة، ذكر المرصد أنّ خمسة مواطنين قتلوا بينهم طفل يبلغ من العمر 11 عاما اثر سقوط قذيفة على منزله في بلدة تلدهب بمنطقة الحولة وأربعة آخرين في أحياء عدّة في المدينة بينهم ثلاثة من الجيش الحر.

وفي محافظة دمشق وريفها، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ عبوة ناسفة انفجرت بسيارة في حي المزة بدمشق قرب مبنى السفارة الإيرانية الجديد لافتا إلى أنّ المعلومات الأولية أظهرت مقتل الأشخاص الذين كانوا في داخلها. وذكر المركز الإعلامي السوري عن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيشين الحرّ والنظامي في مخيم اليرموك بدمشق.

وأكّد أحد الناشطين في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» سقوط ثمانية قتلى والعديد من الجرحى جراء قصف القوات النظامية التي استخدمت فيها قذائف الهاون خلال استهداف مظاهرة مسائية في حي برزة بالعاصمة وأدّى أيضا إلى انهيار العديد من المنازل، لافتا أيضا إلى تعرّض منطقة البساتين في حي كفرسوسة قرب الطريق السريع جنوبي دمشق للقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية، الأمر الذي جعل الأهالي يتركون المنطقة وينزحون إلى مناطق مجاورة، أكثر أمنا. مشيرا أيضا إلى إطلاق قوات النظام الرصاص مباشرة على متظاهرين في حي المهاجرين قرب القصر الجمهوري وقامت بعدها بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة.

كذلك، قال ناشطون في كفر سوسة إن قوات النظام تطلق قذائف الهاون على حقول عند مشارف المدينة لإجبار مقاتلي الجيش الحر المختبئين هناك على الخروج، وأشار مجلس قيادة الثورة في دمشق إلى أن القوات النظامية اقتحمت الحي ونفذت فيه حملة مداهمات.

كما أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في حي الحجر الأسود بعد هجوم الأمن على مشيعين في الحي ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى، إضافة إلى اشتباكات مماثلة في حي القدم ترافقت مع قصف بالدبابات وانتشار أمني مكثف، وهو أمر تكرر أيضا في منطقة السيدة زينب بريف دمشق المتاخمة للعاصمة.

وقد خرجت مظاهرات بعد صلاة الجمعة من أربعة مساجد في حي المزة بمدينة دمشق فرقت قوات الأمن واحدة منها بإطلاق رصاص في الهواء ونفذت حملة اعتقالات. كما خرج أبناء أحياء كفرسوسة والميدان وقبر عاتكة والمزة والحجر الأسود ومشروع دمر ومخيم اليرموك والقدم وركن الدين ونهر عيشة وجورة الشريباتي والسيدة زينب في مظاهرات حاشدة نصرة لبلدة التريمسة وطالبت بإسقاط النظام، وتمكّنت مدن وبلدات دوما وعربين ومنين وبيبلا وسقبا ووادي بردى وداريا وجديدة عرطوز والمليحة بريف دمشق من المشاركة في مظاهرات يوم الجمعة رغم الحصار الأمني الذي تتعرض له المنطقة منذ فترة، كما قتل مواطن بعد إطلاق النار عليه إثر اعتقاله من قبل القوات النظامية في مدينة حرستا، ومواطنان أحدهما طفل إثر إطلاق رصاص في مخيم اليرموك بدمشق.

وفي اللاذقية خرجت كذلك، مظاهرات في مناطق وأحياء عدّة، فيما أشار المرصد إلى مقتل مواطن جراء القصف العنيف الذي تعرضت له بلدة دورين بريف اللاذقية.

أما في محافظة درعا التي شهدت فيها بلدة داعل اشتباكات ليل أمس، بين قوات النظام والجيش الحر، سقط قتيل و11 جريحا نتيجة القصف بالهاون من قبل قوات النظام على حي المخيم.

وتعرض، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، حي الحراك لقصف مدفعي من قبل قوات النظام، وسمعت أكثر من خمسة انفجارات، وقصفت المدينة من قبل الحواجز العسكرية التابعة للنظام بعد سماع تكبير الأهالي بسبب ما جرى في قرية التريمسة.

كما تم تفريق مظاهرة منددة بمجزرة التريمسة، في الشيخ مسكين بالرصاص من قبل قوات النظام. وخلال ساعات النهار، فقد انطلقت مظاهرات غاضبة في عدد من المدن والبلدات في ريف درعا نددت بالمجزرة الوحشية وشملت بلدات الحراك والمسيفرة والجيزة وتسيل صيدا وبصرى الحرير وعلما وناحتة وأم ولد وخربة عزالة والكتيبة والغارة الشرقية واليادودة وأحياء القصور ودرعا البلد في مدينة درعا.

وفي مدينة دير الزور، قتل مواطن إثر استهداف سيارته برصاص قناصة قرب حي الحويقة.

وفي إدلب أيضا، قتل 13 مواطنا أحدهم على الحدود السورية التركية وثمانية عند اقتحام قوات النظام قرية الرامي بريف إدلب واثنان آخران من بلدتي بينين قرية أورم جراء القصف المروحي الذي تعرضت له البلدتان. كما استمر القصف على قرى فركيا وشنان وكفرحايا وسرجة وارتفع، بحسب المرصد السوري، إلى خمسة عدد القتلى في قرية الرامي التي تستخدم فيها الطائرات الحوامة والدبابات الأمر الذي أدى إلى نزوح أبنائها، كما تشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الجيش الحر والقوات النظامية السورية التي تكبدت خسائر فادحة حيث دمرت وأعطبت 3 من آلياتها الثقيلة وقتل ما لا يقل عن سبعة من عناصرها.

وفي محافظة حلب حيث قتل 7 مواطنين، أحدهم طفل جراء القصف على بلدة تل رفعت بريف حلب ومقاتلان اثنان خلال اشتباكات وقعت مع القوات النظامية على أطراف بلدة أعزاز ومواطن آخر إثر استهداف سيارته من قبل قوات النظام في حي السكري كما قتلت سيدة وابنها إثر إطلاق الرصاص في حي السكري بمدينة حلب ومواطن مسن فارق الحياة إثر إصابته بنوبة قلبية خلال احتجازه بالسجن المركزي في المدينة.

وقال ناشطون إن رئيس محكمة محردة بريف حماه طلال حوشان المكلف من قبل النظام بالتحقيق في مجزرة القبير انشق وهو «الآن بتركيا ومعه أدلة تثبت أن نظام الأسد هو من ارتكب مجزرة القبير».

كما شهد مخيم اليرموك القريب من دمشق وأحد أكبر المخيمات الفلسطينية في البلاد، خرجت مظاهرات مناهضة للنظام غاضبة من عدة مساجد بعد صلاة الجمعة، وتجمعت قبل أن تجوب شوارع المخيم لأكثر من ثلاث ساعات، قبل أن تطلق قوات الأمن والشبيحة النار على المتظاهرين في شارع فلسطين، حيث أصيب العشرات وقتل نحو أربعة من المتظاهرين، بينهم طفل سقط برصاص قناص، ما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة، استمرت لعدة ساعات.