رفض مختطف الأميركيين بسيناء، ويدعى جيرمي أبو مسموح، إطلاقهما، مهددا بتنفيذ مزيد من عمليات الاختطاف والاحتجاز للسياح في شبه الجزيرة المصرية الواقعة شمال شرقي القاهرة. وفي وقت تزور فيه وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مصر في جولة بالبلاد مقررة لها سلفا، قالت مصادر أمنية إنها تستبعد التدخل المسلح للإفراج عن المخطوفين الأميركيين ومرافقهما المصري، في حين طلب «أبو مسموح» الإفراج عن عم له أولا، حيث قالت المصادر إن عم الخاطف محتجز في شمال غربي القاهرة على ذمة قضية مخدرات.
وأوضحت مصادر أمنية بشمال سيناء أن السائحين اللذين اختطفا مع مرافقهما، هما ميشال لويس البالغ من العمر 50 عاما، وليزا ألفونس وتبلغ من العمر 40 عاما، والمرشد السياحي المصري هيثم رجب البالغ من العمر 35 عاما.
وقالت المصادر الأمنية إن أزمة احتجاز السائحين الاثنين ومرافقهما ما زالت مستمرة لليوم الثاني على التوالي وإن أجهزة الأمن فشلت حتى الآن في تحديد مكان احتجازهم على يد الخاطف الذي يطالب بإطلاق سراح عمه المحتجز لدى الشرطة المصرية بعد ضبطه في قضية مخدرات قبل الدخول في أي مفاوضات.
وقالت المصادر إن جهود مشايخ القبائل، خاصة القبيلة التي ينتمي إليها الخاطف، ما زالت مستمرة من أجل إقناعه بإطلاق سراح المختطفين الثلاثة، إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن، مضيفة أنه ليس لديها أي موعد محدد لإطلاق سراح الأميركيين ومرشدهما السياحي المختطفين منذ ظهر أول من أمس في منطقة جبلية مجهولة بالقطاع الأوسط من سيناء وهي منطقة نفوذ لقبيلة الخاطف.
ومن جانبه أعلن أبو مسموح الذي نفذ عملية الاختطاف في اتصال هاتفي، بقوله: «لن يتم الإفراج عن الرهائن قبل إطلاق سراح عمي من مكان احتجازه في محافظة الإسكندرية (شمال غربي القاهرة) بعد تلفيق الشرطة قضية مخدرات له في حين أنه كان في زيارة خاصة لأحد أقربائه بمنطقة برج العرب (بجوار الإسكندرية).
وأضاف أبو مسموح أنه قد يلجأ إلى التصعيد في حالة استمرار عدم الاستجابة إلى مطالبه عن طريق خطف مزيد من السياح وأنه لا يعتزم إطلاق سراح الأميركيين إلا بعد إطلاق سراح عمه، مشيرا إلى أن المخطوفين الثلاثة بصحة جيدة وأنه يعاملهم معاملة حسنة ولا يتعرضون لأي تهديد.
وقالت المصادر الأمنية إن الجهود والمفاوضات ما زالت مستمرة مع الخاطف وإن عملية الإفراج عنهم قد تتم في أي لحظة، واستبعدت أن يتم تنفيذ هجوم مسلح لتحرير المخطوفين في حالة تحديد مكان احتجازهم حرصا على حياتهم مع إعطاء فرصة أكبر للمفاوضات لإنهاء الأزمة.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية قال مدير أمن شمال سيناء، اللواء أحمد بكر، إنه يجري التنسيق مع مشايخ قبلية في سيناء للإفراج عن المختطفين، قائلا إنهم لم يتعرضوا لأي أذى، وإنهم بصحة جيدة وجاءت واقعة اختطاف الأميركيين الاثنين بالتزامن مع زيارة كلينتون التي التقت أمس مع كبار المسؤولين المصريين. وقال مسؤول مصري مطلع إن كلينتون ربما تكون قد تطرقت مع الجانب المصري إلى تطورات واقعة اختطاف اثنين من رعايا بلدها، لكن المصادر نفسها أشارت إلى قيام السفارة الأميركية بالقاهرة بإلغاء زيارة كان يعتزم فريق من السفارة القيام بها إلى سيناء لمتابعة الحادث عن قرب، وذلك انتظارا لحل المشكلة في أقرب وقت ممكن.