لبنان: مؤيد ومعارض للنظام السوري يتنافسان على مقعد الكورة الانتخابي اليوم

عدوان لـ «الشرق الأوسط» : معركة على خيار الدولة التي تؤمن الحريات

TT

يدلي الناخبون في منطقة الكورة في شمال لبنان بأصواتهم اليوم، لانتخاب نائب عن المقعد الشاغر الذي كان يشغله عضو القوات اللبنانية النائب الراحل فريد حبيب، وسط جو محموم، وتصريحات سياسية ربطت هذه الانتخابات الفرعية بالأزمة السورية حينا، وبالانتخابات التشريعية المقبلة التي تجري في لبنان العام المقبل حينا آخر.

وجاء الربط بين الأزمة السورية وهذه الانتخابات، انطلاقا من أن مرشح حزب القوات اللبنانية الدكتور فادي كرم هو مرشح فريق 14 آذار المؤيد للشعب السوري، بينما يعد منافسه مرشح الحزب القومي السوري الاجتماعي وليد عازار مرشح فريق 8 آذار المؤيد للنظام السوري. كما تكتسب هذه الانتخابات أهميتها كونها الانتخابات التي تسبق الانتخابات التشريعية العامة المزمع إجراؤها في عام 2013، وسط الانقسام السياسي البارز بين الفريقين السياسيين على الخيارات الكبرى مثل خيار سلاح حزب الله وموقف الدولة اللبنانية من الأحداث السورية.

ووصف نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» وعضو كتلتها النيابية النائب جورج عدوان هذه الانتخابات بأنها «مؤشر لمعرفة خيار الناس في ظل الانقسام السياسي الموجود على الساحة اللبنانية بين فريقي 8 و14 آذار على الخيارات الوطنية المتعلقة بقضية السلاح خارج إطار الدولة»، مؤكدا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «مؤشرات هذه الانتخابات سنتوقف عندها لمعرفة خيارات اللبنانيين قبل الانتخابات التشريعية المقبلة».

وشدد عدوان على أن «خيارنا كفريق 14 آذار الثابت، هو التمسك بمشروع الدولة، إذ نرى أنه لا دولة في ظل وجود السلاح ووجود فريق أقوى منها يعتبر بعض المواطنين فوق القانون»، مؤكدا أن «الدولة لا تقوم إلا بسيطرتها على كامل ترابها، وهذا هو أساس مشاركتنا في هذه الانتخابات وغيرها»، معتبرا أن هذه المعركة «هي معركة خيارات».

وإذ شدد على أن خيار الدولة «هو ممارسة وليس شعارا»، رأى أن «مفهوم الدولة الذي نريده كقوى 14 آذار هو الدولة الباسطة سلطتها على حدودها، ولا تتجزأ سيادتها في مكانين مختلفين، وتعتبر أن اختراق حدودها وخطف مواطنيها وعناصر من جهاز أمني فيها هو الأمن العام، انتهاك للسيادة الوطنية»، وأضاف: «تعويلنا على هذه الانتخابات هو للتأكيد أننا نريد دولة تؤمن الحريات لكل لاجئ ومظلوم، وتمنع استخدام أراضيها للتدخل في شؤون الآخرين، وتعتبر حياة المواطنين مهمة».

وفي حين أكد عدوان قائلا: «إننا مطمئنون لمسار المعركة الانتخابية وجهوزيتنا وحسن تنظيمنا الدقيق»، لم يتوقف عند تعليق رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على الانتخابات الفرعية في الكورة، مكتفيا بالقول إن «كل فريق يضفي شعارا معينا على معركته الانتخابية».

وكان عون أعلن تأييده لمرشح الحزب القومي السوري الاجتماعي وليد العازار. وقال: «عكار ليست بعيدة عن الكورة، وما يحصل هناك شيء خطير جدا، لذلك ليفكروا بعقلهم ويختاروا. ليست هناك اليوم خيارات عاطفية، يجب أن يفكروا بالخطوط السياسية فالخطوط السياسية التي تهدد لبنان يجب أن تقف في الكورة والكورة لديها الدليل القاطع على ما يجري من حولها».

في هذا الإطار، دعا وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي إلى «الوقوف إلى جانب مرشح الحزب القومي». واعتبر أن التأييد لعازار ينطلق من أنه «لا مكان لقتلة رشيد كرامي في الكورة الخضراء، وإن فرضتهم قوى التزوير بالمال والعصبيات فسنطردهم بقوة الحق وقوة التضامن وقوة التاريخ والجغرافيا».

في المقابل، أكد عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو أن «المواطنين الكورانيين مدعوون للاختيار بين مشروع غير قابل للتطبيق ومشروع هو جزء من مسيرة مستقبلية تمثله 14 آذار».

ولفت إلى أنه «متأكد أن أبناء الكورة سيختارون الأرزة اللبنانية ولبنان أولا، وليس سواد سوريا وأحمر الدم الذي يسيل في شوارع دمشق».