عزيزي أليغري.. فلتركز على أسلوب اللعب إذا رحل إبرا وتياغو

أريغو ساكي

TT

من الممكن أن يتنازل نادي الميلان عن خدمات السويدي إبراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا. وتشعر الجماهير بالقلق وبعضهم غاضبون. ومن الصعب مقاومة عرض مغرٍ مثل هذا (حيث يقدر البيع بنحو 62 مليون يورو ويتم توفير 40 مليون يورو من الرواتب السنوية). واستمتعت دائما بتقدير جماهير الميلان ولذلك أسمح لنفسي أن أقول لهم بأنهم هادئون ويمكن الوثوق فيهم وطالما سيوجد برلسكوني وغالياني، سيكون الميلان بطلا. ومن جانب آخر، إن منح هذه الرواتب المكلفة للغاية في فترات صعبة على هذا النحو وفي ظل سياسة اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي الحالي أمر جنوني. ومن الممكن أن يتم سد فجوة الرحيل الحالي لبطلين بصعوبة مع وصول لاعبين مساويين في القيمة. ويعتبر إبراهيموفيتش موهبة فريدة من نوعها وعازفا منفردا لكن بقيود ذات طابع خاص وصعوبة معينة في التحرك بشكل متناغم مع الزملاء وطريقة اللعب.

ربما هذا هو السبب الذي من أجله لا يتمكن لاعب يتمتع بهذه المهارات الفردية المذهلة هكذا من التعبير عن كامل قوته الضخمة. وسيخسر الميلان لاعبا يمكن أن ينهي أحيانا مباراة بمفرده (خاصة في إيطاليا) ولكن من أجل التعويض عن هذا الرحيل، من الممكن أن يساعد اللعب الأفضل والأكثر تكاملا وراتب لاعب رياضي يندمج في المشروع الفني في عدم إحساسنا بالفجوة التي سيتركها اللاعب السويدي. ومن خلال العمل الجماعي فقط من الممكن الحصول على نتائج دون الغرق في الديون. وإذا كان زلاتان يمتلك بعض التناقضات الخططية والحرفية، هكذا لا يمكن الحديث عن تياغو سيلفا، اللاعب الشاب الذي يتمتع بنضوج فني وخططي عظيم وفقدانه مسألة خطيرة للغاية، لكن في هذه الحالة يمكن أن تساهم الدوافع المذهلة لدى الجميع وطريقة اللعب الحديثة والبارزة في سد فجوة رحيله. وإذا كان أليغري مدرب الميلان قد أثبت بشكل أساسي أنه مدرب بارع للغاية، فباتت صورته الآن حاسمة لخلق فريق حديث منسجم مع أوقات المباراة. ومن المفترض أن يكون الهدف هو تقديم كرة قدم بمشاركة الـ11 لاعبا في العمل (أي إبراز العمل الجماعي) والآن هي ليست حاجة بل ضرورة. وسيثبت فريق برشلونة، بطل أوروبا في كل الأعمار (منتخب الكبار وتحت 21 عاما وتحت 19 عاما..) أن القائد ينبغي عليه أن يقود الفريق ويكون أسلوب اللعب، وليس لاعبا فرديا. ويعتبر غالياني نائب رئيس الميلان أفضل مدير ذي مستوى دولي ويساعده برايدا، شخصية متخصصة وجادة. ولا يمكن الاستهانة بذكائهما وقدرتهما الكروية في ظل شراء لاعبين بشكل أساسي متقدمين في العمر أو على وشك انتهاء عقودهم مع أنديتهم. فيقومان بشراء لاعبين مثل فيراتي في شهر ديسمبر (كانون الأول) بأقل كثيرا من سعره اليوم، ويتقاضيان راتبا بسيطا كثيرا ويواصلان الاستثمار أكثر في قطاعات الشباب (مثل الأكاديمية). وبالتأكيد، في غضون بضعة أعوام سيكون هناك فريق آخر عظيم للغاية وسيتمتع بلعب أفضل من الحالي. وعندما وصلتُ إلى الميلان، كان هناك العديد من اللاعبين الذين يأتون من قطاعات الشباب (باريزي ومالديني وكوستاكورتا وإيفاني وألبيرتيني وفيليبو غالي...الخ) وفريق يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 25 عاما ونصفا. وهكذا، أعتقد أننا يمكن أن نعاود الكره وفزنا ببطولة دوري دون خدمات فان باستن (فقط ثلاث مباريات داخلية) وأعتقد أن الميلان يمكنه الفوز أيضا دون خدمات إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا.