دول العالم تحتفل مع لندن بإطلاق أولمبياد 2012

الملكة إليزابيث أقامت حفل استقبال على شرف الملوك والرؤساء

TT

أطلقت بريطانيا أمس احتفالاتها باحتضان الدورة الأولمبية بقرع الأجراس صباحا انطلاقا من ساعة بيغ بين تيمنا بإشراق شمس أولمبياد لندن 2012، كما واصلت الشعلة الأولمبية جولتها الأخيرة عبر رحلة نهرية على نهر التيمس على متن البارجة الملكية غلوريانا من قصر هامبتون كورت إلى جسر لندن حيث تم التقاطها من قبل حاملي الشعلة في طريقها إلى الاستاد.

ومع فتح أبواب الحديقة الأولمبية استعدادا لاستقبال حاملي التذاكر تعالت الصيحات والصفير من الجماهير المنتظرة. وقالت إحدى العاملات بالحديقة لـ«بي بي سي» «الجو هنا مشحون.. الكل يحمل أعلاما ويلتقطون الصور ويتعاملون بطريقة ودودة للغاية».

ولا يخفي عمدة لندن بوريس جونسون فرحته وسعادته لانتهاء مرحلة التحضيرات فهو قد سعى كثيرا للترويج للمدينة التي ستصبح أول مدينة تستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية ثلاث مرات ولما تبناه من مشروعات أقيمت بسبب الأولمبياد وقال معلقا أمس من خلال حفل أقيم في مانشون هاوس حضره رئيس الوزراء ديفيد كاميرون: «هذه لحظة كلها توتر لكني حتى الآن أشعر بتفاؤل حذر».

وأضاف جونسون الذي يعرف بالجانب المرح في شخصيته «أشعر فقط بالقلق بأنه لا شيء لدي لأشعر بالقلق في هذه اللحظة».

أما كاميرون فقال إن بلاده مستعدة لاستضافة «أعظم عرض على الأرض» بافتتاح أولمبياد لندن 2012.

وأضاف للصحافيين «أعتقد أن هناك شعورا هائلا بالإثارة والترقب نظرا لأن بريطانيا مستعدة لاستضافة العرض الأكبر على الأرض. ستكون الأسابيع القليلة المقبلة رائعة لبلادنا».

التفاؤل من جانب السياسيين يبدو أنه انتقل إلى الشعب وهو ما لاحظه جونسون وقال «أشعر أن التفاؤل ينتقل من شخص لآخر، الإحساس العام رائع».

وساهمت الأجواء المعتدلة التي تمتعت بها لندن خلال الأيام القليلة الماضية في بث جو من المرح في سكان العاصمة وزوارها من جميع أنحاء العالم فالطرقات ممتلئة بالمارة والأسواق الشهيرة تموج بالزوار وأيضا المعالم الرئيسية للعاصمة حصدت نصيبها من الزوار الذين قدموا من جميع أنحاء العالم لمتابعة الدورة.

واستقبلت العاصمة وفودا رسمية وملوكا وأمراء ورؤساء حكومات قدموا لحضور الحفل الافتتاحي ولتشجيع رياضيي بلدانهم فقامت السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما بلقاء الفريق الأميركي في حفل استقبال صباح أمس وشاركت في يوم رياضي الطابع مع مواطنيها في حديقة منزل السفير الأميركي حضره نجم الكرة ديفيد بيكام وبطلة الجمباز في الثمانينات ناديا كومانشي. كما قامت الملكة صوفيا ملكة إسبانيا بلقاء لاعبي منتخب بلدها في حفل أقامته السفارة الإسبانية بمقرها، وكذلك فعلت رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي التقطت الصور التذكارية مع منتخب بلادها أما ولي عهد بلجيكا وقرينته فقد اصطحبا أطفالهما في جولة في لندن للتعرف على معالم المدينة وقام ملك اليونان السابق كوناستين وزوجته بالتجول في الحديقة الأولمبية.وقبل ساعات قليلة من حفل الافتتاح أقامت الملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب حفل استقبال في قصر باكنغهام للملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات.

وحافظ المخرج داني بويل على سرية الحفل الذي بلغت تكلفته نحو 27 مليون جنيه استرليني لآخر لحظة وإن كان لم ينج من بعض التسريبات التي وضعت على موقع «يوتيوب» ثم ما لبثت أن أزيلت بناء على طلب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روج.

وأمس تابعت وسائل النقل العامة تحذيراتها لأهل العاصمة من تجنب المناطق المزدحمة في وسط المدينة وتابعتها بالتحذيرات من التوجه إلى مكان الحديقة الأوليمبية في ستراتفورد وأشارت إلى أنه لغير حاملي التذاكر لحضور حفل الافتتاح سيكون الأمر صعبا للغاية خاصة أن الإجراءات الأمنية مكثفة في تلك المنطقة وشبه البعض تلك الإجراءات بإجراءات الأمن في المطارات. كما أشارت الجهات المسؤولة إلى أن حاضري حفل الافتتاح سيواجهون بعض المصاعب في الوصول إلى الاستاد الأوليمبي وتوقعوا أعدادا ضخمة في محطة ستراتفورد وهي الأقرب للحديقة الأولمبية ولكنهم أشاروا أيضا إلى أن وسائل النقل ستظل مفتوحة لوقت متأخر بعد منتصف الليل وذلك لإتاحة الفرصة لأفراد الجمهور للعودة لمنازلهم. وأظهرت البروفة النهائية التي أجريت لحفل الافتتاح يوم الأربعاء وحضرها الآلاف من أفراد الجمهور أن التزاحم أمر وارد وكذلك الاصطفاف لساعات.

ومن جانب آخر تسابق الكثيرون لوضع صور وتعليقات حول مرور الشعلة بوسط لندن أمس على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن موقع تويتر تعطل لأكثر من ساعة ولكن الموقع الذي عاد للعمل بعد ذلك ويمكن لمستخدميه من الاستفادة من الاتفاقية التي عقدها «تويتر» مع محطة «إن بي سي» الأميركية التي يصبح بموجبها تويتر «الراوي الرسمي» للألعاب. وسيخصص «تويتر» زاوية خاصة لنشر تغريدات الرياضيين المشاركين في الأولمبياد وعائلاتهم والمعلقين في «إن بي سي».

كما قامت أمس مجموعة من سائقي تاكسي لندن الشهير بتنظيم احتجاجا اصطفت فيه عربات التاكسي الأسود في منطقة الهايد بارك وذلك احتجاجا على تخصيص مسارات للحافلات التابعة للألعاب الأوليمبية على الطرقات ووضع غرامات على من يستخدمها غيرهم.