فيدرر في أفضل حالاته لإحراز الذهبية.. وديوكوفيتش وموراي يقفان له بالمرصاد

لا يزال يبحث عن ميداليته الأولى في منافسات الفردي

TT

تأتي منافسات أولمبياد لندن 2012 في وقت مثالي بالنسبة إلى نجم التنس روجيه فيدرر العائد بقوة إلى صدارة التصنيف العالمي ومحطم الأرقام القياسية، إذ يبدو أقرب من أي وقت مضى لإحراز ذهبيته الأولى في الألعاب الأولمبية (في منافسات الفردي)، وسيكون الصربي نوفاك ديوكوفيتش له بالمرصاد خصوصا بعد انسحاب الإسباني رافايل نادال بطل النسخة الماضية.

وتقام منافسات التنس ابتداء من اليوم وحتى 5 أغسطس (آب)، ويشارك فيها 64 لاعبا بينهم عربي واحد هو التونسي مالك الجزيري. ووضع معظم اللاعبين المنافسات الأولمبية هدفا أساسيا في الموسم إذ إنها من المرات القليلة جدا التي تحظى فيها مسابقة التنس في الأولمبياد بهذه الأهمية من قبل المصنفين في المراكز الأولى عالميا. ويكفي العودة إلى سجل الفائزين بالذهبية للتأكد من عدم اهتمام اللاعبين البارزين في العالم بالألعاب الأولمبية (باستثناء بعض الدورات منها النسخة الماضية في بكين 2008)، وعلى سبيل المثال فقد فاز بالذهبية لاعبون عاديون أمثال التشيكي ميروسلاف ميسير عام 1988 والسويسري مارك روسيه في 1992 والتشيلي نيكولاس ماسو في 2004. يذكر أن لعبة التنس غابت عن الألعاب الأولمبية لمدة 64 عاما وتحديدا منذ دورة 1924 بسبب خلاف مع اللجنة الأولمبية الدولية حول مشاركة اللاعبين المحترفين، ولم تلتحق بالألعاب مجددا إلا في أولمبياد سيول 1988.

وذاق فيدرر طعم التتويج على الصعيد الأولمبي حين نال مع زميله ستانيسلاس فافرينكا ذهبية الزوجي قبل أربعة أعوام في بكين، ويحلم بذهبية الفردي هذه المرة التي ستعزز رصيده الزاخر. فبعد أكثر من عامين بعيدا عن الألقاب في بطولات الغراند سلام، ها هو فيدرر الذي يبلغ الحادية والثلاثين في الثامن من أغسطس يرتقي إلى مستوياته الكبيرة ويحصد بطولة ويمبلدون الإنجليزية العريقة للمرة السابعة في تاريخه معادلا بذلك رقم الأسطورة الأميركية بيت سامبراس.

وتشاء الصدفة أن تستضيف ملاعب ويمبلدون في نادي «أول إنغلند كلوب» (عموم انجلترا) منافسات التنس في الألعاب الأولمبية للمرة الثانية في تاريخها بعد أولمبياد 1908، وهي المكان المفضل لفيدرر الذي يعشق اللعب على العشب. وعلق فيدرر على ذلك قائلا «إنه أمر رائع أن تقام مباريات الألعاب الأولمبية في ويمبلدون، فقد يحصل اللاعب على هذه الفرصة مرة واحد فقط». وشهدت ويمبلدون استعادة فيدرر المبادرة، فقد عاد إلى صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين للمرة الأولى منذ أكثر من 3 أعوام، منذ أن انتزعها منه الإسباني رافايل نادال، ثم خلفه الصربي نوفاك ديوكوفيتش. ليس هذا فقط، بل إن السويسري كسر الرقم القياسي لأطول فترة كمصنف أول في العالم بفارق أسبوعين حاليا عن سامبراس (288 أسبوعا) والرقم مرشح للصعود. وحمل اللقب الأخير لفيدرر في ويمبلدون الرقم 75 في مسيرة فيدرر حتى الآن، و17 في الغراند سلام وهي ويمبلدون (أعوام 2003 و2004 و2005 و2006 و2007 و2009 و2012) وملبورن الاسترالية (2004 و2006 و2007 و2010) وفلاشينغ ميدوز الأميركية (2004 و2005 و2006 و2007 و2008) ورولان غاروس الفرنسية (2009). لكنه ما يزال يبحث عن ميداليته الذهبية الأولى في منافسات الفردي في الألعاب الأولمبية، وستكون فرصته في لندن الأخيرة لتحقيق حلمه لأنه كان لمح في مرة سابقة إلى «الاعتزال بعد أولمبياد لندن» وإلى أنه «يريد إنهاء مسيرته بإحراز اللقب الأولمبي»، كما أنه وضع الألعاب الأولمبية «هدفا رئيسيا له في عام 2012». ويضيف البطل السويسري «إنه هدف كبير لي ولا شك في ذلك. إنها مشاركتي الرابعة في الأولمبياد ولا أظن أن هناك أحدا من اللاعبين الذين خاضوا 4 دورات في منافسات الفردي ولذلك أنا سعيد لتحقيق ذلك». وسيواجه فيدرر المتوج بأربعة ألقاب هذا العام وصاحب العروض القوية والخبرة الكبيرة خصوصا في التعامل مع المباريات الصعبة وتوزيع الجهد فيها كما فعل مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني آندي موراي في نصف نهائي ونهائي ويمبلدون على التوالي منافسة شرسة على اللقب الأولمبي من لاعبين أصغر سنا في مقدمتهم ديوكوفيتش وموراي.

وكان نادال، ملك الملاعب الترابية والمتوج قبل نحو شهرين بلقبه السابع في رولان غاروس الفرنسية، يحلم بالاحتفاظ بالذهبية الأولمبية لبلسمة جراحه بعد خروجه المبكر وغير المتوقع في ويمبلدون وتحديدا في الدور الثاني أمام التشيكي لوكاس روسول، لكنه أعلن قبل أيام قليلة أنه لن يتمكن من المشاركة في لندن. وقال نادال (26 عاما و50 لقبا) في بيان «لست في حالة بدنية جيدة تسمح لي بالمشاركة»، معتبرا أنها «اللحظة الأكثر حزنا في مسيرتي». وكان نادال توج بذهبية أولمبياد بكين 2008 بفوزه في النهائي على التشيلي فرناندو غونزاليس. وسيحل الإسباني الآخر فيليسيانو لوبيز مكان نادال في منافسات الفردي.

وأمضى الصربي نوفاك ديوكوفيتش عاما كاملا في صدارة التصنيف العالمي بفضل أداء «أسطوري» في عام 2011 توج فيه بطلا في 10 دورات منها ملبورن وويمبلدون وفلاشينغ ميدوز، وأدهش العالم بأدائه القتالي الرائع والمستوى الثابت واللياقة البدنية العالية. ويأمل ديوكوفيتش (25 عاما) بدوره بنيل الذهب الأولمبي بعد أن اكتفى بالبرونزية في بكين، وقد فقد لقبه في ويمبلدون بخسارته أمام فيدرر في نصف النهائي، ويتضمن سجله 5 ألقاب في بطولات الغراند سلام في ملبورن (2008 و2011 و2012) وويمبلدون (2011) وفلاشينغ ميدوز (2011).

ويخوض الفارس البريطاني اندي موراي المصنف رابعا عالميا المنافسات على أرضه التي كادت تحقق الفارق في ويمبلدون لولا خبرة فيدرر في النهائي، وأثبت أنه بات على مستوى عال جدا بإشراف الأسطورة الأميركية ايفان لندل. وعادل موراي (25 عاما) إنجازا صامدا منذ عام 1938 بأنه أصبح أول بريطاني يخوض نهائي ويمبلدون منذ باني أوستن، لكنه فشل في خلافة فريد بيري في أن يكون أول بريطاني يفوز باللقب من 1936. وانسحب الفرنسي غايل مونفيس أيضا لعدم تعافيه من إصابة في ركبته تبعده من مايو (أيار) الماضي، وسيحل مواطنه جوليان بينيتو بدلا منه. وتتسع دائرة اللاعبين المرشحين للعب دور بارز في المنافسات الأولمبية بدءا بالأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو إلى الفرنسي جو ويلفريد تسونغا والإسباني نيكولاس الماغرو وغيرهم.