إجراءات أمنية مشددة في بغداد تحسبا لاندلاع احتجاجات شعبية

عضو بلجنة الطاقة لـ«الشرق الأوسط»: لا صيف باردا مع وزارة الكهرباء

TT

في الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات الجماهيرية في محافظة البصرة جنوب العراق احتجاجا على سوء الخدمات وعدم قدرة الحكومة ممثلة بوزارة الكهرباء على الإيفاء بتعهداتها بأن يكون صيف العام الماضي آخر صيف حار في العراق فقد اتخذت القوات الأمنية في بغداد إجراءات أمنية مشددة تحسبا لمظاهرات في ساحة التحرير للمطالبة بتحسين الخدمات لا سيما الكهرباء ومياه الشرب. ورغم حرارة الجو بالإضافة إلى كون يوم الجمعة عطلة رسمية في العراق وقلة الحركة في الشوارع فإن القوات الأمنية التي انتشرت بكثافة غير معهودة في ساحة التحرير وسط بغداد منعت المواطنين من الوجود في المناطق القريبة من نصب الحرية بعد ورود معلومات عن التخطيط لتنظيم مظاهرات للمطالبة بتحسين الخدمات لا سيما بعد فشل وزارة الكهرباء في توفير الطاقة الكهربائية للموطنين وانقطاع مياه الشرب عن العاصمة خلال الأيام الماضية.

وطبقا لمصدر أمني فإن القوات الأمنية «قامت بتفتيش عدد كبير من المواطنين المارين بالقرب من ساحة التحرير وحاولوا منع عدد آخر منهم من التوجه إلى الساحة لمنع حدوث تجمعات قد تتحول إلى مظاهرات تطالب بتحسين الخدمات للمواطنين».

وتأتي المخاوف من احتمال وقوع احتجاجات في بغداد عقب احتجاجات البصرة ومن بعدها محافظة الديوانية التي أسفرت عن سقوط ضحايا في الأسبوع الماضي عقب موجة التفجيرات التي ضربت نحو 18 مدينة في العراق من بينها الديوانية.

من جانبها أعلنت لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي رسميا أول من أمس عن فشل وزارة الكهرباء في الإيفاء بالوعود التي كانت قد قطعتها بأن تحصل تحسينات كبيرة على واقع الكهرباء بدءا من هذا الصيف وذلك من خلال التقرير الذي عرضته أمام البرلمان.

وفي هذا السياق أكد عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري وعضو لجنة النفط والطاقة في البرلمان عدي عواد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «لجنة النفط والطاقة في البرلمان أعدت صيغة قرار يمكن أن يؤدي في النهاية إلى مشروع قانون يعرض للتصويت داخل البرلمان لغرض خصخصة قطاع الكهرباء في العراق بعد أن ثبت عمليا فشل وزارات الكهرباء في حسم هذا الملف إيجابيا منذ 9 سنوات على حصول التغيير».

وأضاف عواد أن «هناك من حاول أن يعرقل تمشية الصيغة التي تم التوصل إليها لأهداف معروفة وهي أن هناك جهات مستفيدة من بقاء الحال على ما هو عليه بالإضافة إلى أنه إحدى بوابات الفساد والابتزاز» مشيرا إلى أنه «تم التوصل إلى صيغة بالاتفاق مع اللجنة القانونية داخل البرلمان على إعادة صياغة القرار الذي سوف يعرض للتصويت داخل البرلمان منتصف الأسبوع المقبل».

وأوضح عواد أن «الوعود التي قطعتها وزارات الكهرباء منذ عام 2007 بأن يكون هذا الصيف (صيف 2007 ومن ثم 2008 وحتى الصيف الحالي) هو آخر صيف حار.. تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس هناك صيف بارد في العراق مع وزارات الكهرباء». وأكد أن «لجنة النفط والطاقة اجتمعت مع وزير الكهرباء الحالي (عبد الكريم عفتان) الذي أكد لنا أن مجموع إنتاج الطاقة سيزداد هذا الصيف إلى نحو 9000 ميغاواط بينما واقع الحال يشير إلى عكس ذلك وهو ما يعني أن هناك خللا بنيويا لا يمكن معالجته إلا بدخول منافس حقيقي وهو القطاع الخاص في مجال استثمار قطاع الكهرباء».