واشنطن عاتبت الرباط على قرارها سحب الثقة من المبعوث الأممي

العثماني: قرارنا كان سياديا.. وتأخرنا في الموافقة على تعيين رئيس جديد للمينورسو

وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني لدى مقابلة مع الآسوشيتد برس في الرباط (أ.ب)
TT

قال سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، إن الولايات المتحدة الأميركية عاتبت الرباط لعدم إجراء مشاورات معها قبل اتخاذ قرار سحب الثقة من كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى الصحراء، وإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، به، مشيرا إلى أن القرار الذي اتخذه المغرب بهذا الشأن كان قرارا سياديا.

يشار إلى أن المغرب كان أعلن في مايو (أيار) الماضي سحب ثقته من روس، وقال إنه لم يعد وسيطا نزيها، لكن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في وقت لاحق أنها تدعم مواصلة روس، وهو في الأصل دبلوماسي أميركي، لمواصلة مساعيه لإيجاد تسوية لنزاع الصحراء عبر المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو.

وأوضح العثماني، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني في البرلمان المغربي، التي استدعته لتقديم إيضاحات حول جديد نزاع الصحراء بعد تجديد الثقة في روس من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى قضايا أخرى، أن «بعض القرارات تتطلب التكتم وعدم إثارة ضجة قبل اتخاذها»، مشيرا إلى أن «القرارات الدبلوماسية مثل الحرب، تتطلب استراتيجية وإعدادا وتفكيرا وتحسب ردود فعل الأطراف المهمة، وهذا ما قمنا به».

وقال العثماني إن التطورات الأخيرة في ملف الصحراء لم تؤثر على موقف المغرب القوي في هذا النزاع؛ «لأنه موجود على أرضه، ناهيك بالتطورات السياسية التي تعرفها البلاد، والوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي الذي يحظى به»، على حد اعتقاده.

وبخصوص تعيين الألماني فولف غانغ فيسبرود رئيسا جديدا لبعثة المينورسو في الصحراء، خلفا للمصري هاني عبد العزيز، قال العثماني إن سبب تأخير تعيين رئيس جديد للمينورسو كان مرده إلى أن المغرب تأخر في منح موافقته على التعيين الأممي.

ونفى العثماني التقارير الصحافية التي تحدثت عن زيارة فيسبرود مخيمات تندوف كمحطة أولى في جولته للمنطقة، التي فسرها البعض بأنها انحياز للبوليساريو، وقال إن كل ما كتب غير صحيح، وأكد أن فيسبرود بدأ جولته من الرباط؛ حيث التقى العثماني والشرقي الضريس، الوزير في وزارة الداخلية، وذهب إلى العيون وأمضى فيها عدة أيام التقى خلالها ممثلي السلطات المحلية وعددا من شيوخ القبائل الصحراوية وجمعيات مدنية، وبعدها ذهب إلى تندوف. وأوضح العثماني أن التقارير تشير إلى أن مواقفه إيجابية.

وبخصوص ما تم تداوله عن عزم رئيس بعثة المينورسو إزالة الأعلام المغربية من محيط مقر البعثة في العيون، كبرى مدن الصحراء، واستبدال أرقام لوحات أممية بأرقام لوحات سيارات المينورسو التي تحمل أرقام البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى المغرب، إلى جانب الاستغناء عن العمال المغاربة المتعاقدين مع المينورسو، قال العثماني إن كل هذه الأمور تضمنها التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة عن الصحراء، بيد أنه «لحد الساعة لم يطلب منا أحد أي شيء»، على حد قوله.

وبشأن الوضع في مالي وتداعياته السياسية والأمنية على المنطقة، قال العثماني إن ما يحدث في مالي ليس له تأثير مباشر على المغرب.