صحيفة سورية تدعي وجود مئات «الإرهابيين العرب والأجانب» في عكار اللبنانية

مصدر أمني ينفي لـ «الشرق الأوسط» الرواية السورية.. ويسأل: هل الأمور سائبة إلى هذا الحد؟

TT

نفى مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» ما أعلنته صحيفة «الوطن» السورية من أن هناك تجمعات كثيرة لإرهابيين ومسلحين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية يتمركزون في منطقة عكار اللبنانية أمام الشريط الحدودي في مواجهة مواقع سورية، وتقوم بإطلاق النيران والقذائف الصاروخية باتجاهها.

وقالت الصحيفة إن «الشريط الحدودي مع لبنان يشهد توترا روتينيا وتتكرر المحاولات اليومية لتسلل إرهابيين وتهريب السلاح عبر الحدود في عدة مواقع»، ونقلت عمّا أسمتها مصادر خاصة أن «هناك تجمعات كثيرة لإرهابيين ومسلحين من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية، سلفيين ومتطرفين يتمركزون في منطقة عكار اللبنانية وما حولها أمام الشريط الحدودي في مواجهة مواقع سوريا، ابتداء من جسر العريضة وحتى جسر قيمار بمنطقة البقيعة السورية مرورا بقرى العرموطة والمشيرفة وشهيرة المتحدة وحالات وإدلين».

وأشارت الصحيفة السورية إلى أن «عدد هؤلاء الإرهابيين أمام كل موقع ونقطة يفوق الـ150 مسلحا، حيث تقوم تلك العناصر المسلحة بإطلاق النيران والقذائف الصاروخية باتجاه نقاط حرس الحدود على الجانب السوري». ولفتت إلى أن «الوضع الميداني بأحياء مدينة حمص أفضل بكثير مما كانت عليه سابقا، في حين ما زال ريف المدينة ملتهبا ويشهد يوميا اشتباكات، خاصة في مناطق القصير، الرستن، تلبيسة».

ونفى مصدر أمني لبناني رفيع المستوى نفيا قاطعا صحّة هذه المعلومات، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش اللبناني ينتشر بشكل واسع في مقابل المناطق والبلدات المشار إليها، وهو لم يلحظ وجود هكذا تجمعات أو ما يسمّى مجموعات إرهابية على الإطلاق».

وقال المصدر «لا شكّ أنه يحصل من حين لآخر محاولات تهريب سلاح بشكل محدود، وسرعان ما يتولى الجيش اللبناني مكافحتها، وهذا هو السبب الرئيسي لانتشار الجيش في المنطقة الحدودية سواء في عكار أو البقاع، إلا أن مسألة تجمعات لمسلحين من جنسيات عربية وأجنبية بهذا الكم الهائل ومقابل المراكز السورية، فهذه مجرّد روايات بعيدة تماما عن الصحة وعن الواقع والمنطق». وسأل «هل يعتقد البعض أن الأمور سائبة إلى هذا الحد؟، هذا غير معقول».

وردا على سؤال عن خلفيات هكذا معلومات أجاب المصدر الأمني «ليس من مسؤوليتنا تفسير الخلفيات والأهداف، لكن المؤكد أن الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملا في عملية ضبط الحدود وتسلل المسلحين والسلاح في الاتجاهين، ولذلك نقول إن هذه المعلومات عارية من الصحة».

أما عضو كتلة «المستقبل» والنائب عن منطقة عكار خالد ضاهر، فوصف معلومات الصحيفة السورية بـ«الأكاذيب»، ورأى فيها «محاولة فاشلة من النظام السوري لإيهام الرأي العام العربي والدولي بأنه يحارب إرهابيين ولا يواجه ثورة شعبية». وقال ضاهر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا الجيش اللبناني ولا الأجهزة الأمنية ولا الشعب اللبناني يقبلون بوجود تجمعات لمسلحين عند الحدود، كما أن انتشار لواء من الجيش وأكثر من 25 مركزا للقوات المشتركة اللبنانية وأجهزة مخابرات لا تسمح بوجود مسلحين على الحدود اللبنانية». ورأى أن «هذه الأكاذيب هي محاولة من النظام السوري لتبرير اعتداءاته على لبنان وإطلاق النار والقذائف الثقيلة على المناطق والبلدات اللبنانية الآمنة لقتل المزيد من المدنيين الأبرياء»، معتبرا أن «نشر هكذا روايات باطلة يسيء إلى لبنان وحكومته وأجهزته العسكرية والأمنية، ومحاولة لتغطية عجز النظام عن مواجهة الثورة السورية التي وضعته على حافة الانهيار». إلى ذلك اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة، أن «السبب الذي لأجله اتخذت الحكومة قرار نشر الجيش قرب الحدود، لحماية الحزب الفارسي (حزب الله)، وانسحاب فلول الأسد إلى لبنان، فيما يتهمون غيرهم بالتدخل في الشأن السوري». وقال «إن حكومة ميقاتي أمرت الجيش بحماية الحدود، أو لعلها لم تأمره بالحماية، بل حددت مهمته بالانتشار قرب الحدود فقط»، وأضاف: «لذلك نرى الجيش لا يحمي أحدا ولا يذود عن الحدود واقتصرت مهمة الجيش إلى مستوى مواكبة اللبنانيين المتضررين لتفقد منازلهم الواقعة تحت مرمى نيران كتائب الأسد، ومواكبة المواطنين اللبنانيين لإخلاء متاعهم من منازلهم المهددة بنيران الأسد والتي لا يدافع عنها الجيش، لأنه لم يؤمر بالدفاع، بل فقط بالانتشار».