السهام تنهال على رومني من كل مكان بعد هفوته في لندن

«الغارديان» قالت إنه «قدم هدية لا تقدر بثمن إلى أوباما».. وسيناتور بارز: أحرج نفسه وبلده

تجنبا للازدحام المروري، سار رومني (وسط) مشيا باتجاه سفارة آيرلندا في لندن للقاء رئيس وزرائها أمس (أ.ب)
TT

اتسعت رقعة التعليقات والانتقادات الموجهة إلى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني، بعد زيارته إلى لندن الخميس وإهانة ضيوفه بتصريحات أكد فيها أن لندن لم تستعد بشكل كاف لدورة الألعاب الأولمبية، رغم أنه حاول التراجع لاحقا وسعى للحد من الخسائر التي تطاله في هذه الفترة الحساسة من الحملة الانتخابية الأميركية.

ففي الولايات المتحدة، اعتبر رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاريد ريد أن الحاكم السابق لولاية ماساشوستس أحرج بلده ونفسه، عندما توجه إلى لندن وأهان ضيوفه بعدم الاستعداد لتنظيم الألعاب الأولمبية. وقال ريد «هذا ليس جيدا بالنسبة لنا كبلد، وليس جيدا بالنسبة له». وأضاف ريد في تصريح لصحيفة «هافينغتون بوست» أنه لم يفهم كيف وقع رومني في هذا الخطأ الفادح.

وفتحت الصحافة البريطانية النار بدورها على رومني، إذ عنونت صحيفة «الصن» أمس «ميت الأخرق» في إشارة إلى «الإهانة» التي أطلقها بشأن تنظيم دورة الألعاب الأولمبية، في حين تحدثت «الإندبندنت» عن «رومني الكارثة». أما «الغارديان» (يسار وسط) فذكرت أن «ميت رومني قدم لباراك أوباما هدية لا تقدر بثمن خلال حملة الانتخابات الرئاسية».

ولدى بدء زيارته للندن أهان رومني ضيوفه بتصريحات تلفزيونية، أكد فيها أن لندن لم تستعد كفاية لدورة الألعاب الأولمبية، ثم حاول التراجع عن تصريحاته من خلال الإشادة بـ«التقدم الكبير» في عملية التنظيم بعد لقاء مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. لكن هذه التصريحات أثارت استياء داونينغ ستريت، ورد كاميرون عليها بازدارء. وكان رومني اضطلع بدور أساسي في تنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي في عام 2002. وقال كاميرون «ننظم الألعاب الأولمبية في إحدى المدن الأكثر ازدحاما وإقبالا في العالم. بالتأكيد سيكون من الأسهل تنظيمها في منطقة نائية».

وكان رومني محط تهكم وسخرية 60 ألف شخص تجمعوا مساء الخميس للمشاركة في حفلة موسيقية في هايد بارك عندما قال رئيس بلدية لندن بوريس جونسون من على المنصة «هناك شخص يدعى ميت رومني يريد أن يعرف ما إذا كنا مستعدين للألعاب الأولمبية أم لا.. فهل نحن مستعدون؟». ورد جونسون وسط تأييد الحشود «نعم إننا مستعدون!».

واستعادت صحيفة «ذي تايمز» عبارة رئيس الوزراء البريطاني بالقول إن «رومني الذي أتى من منطقة نائية يضيع بهفواته عن تنظيم الألعاب الأولمبية». ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية لم يكشف عنها أن المرشح الجمهوري «أسوأ من سارة بالين لجهة أبسط مبادئ الدبلوماسية»، في إشارة إلى المرشحة الجمهورية السابقة المعروفة بزلات لسانها وهفواتها. كما انتقد رومني لأنه يبدو أنه نسي اسم زعيم المعارضة العمالية إد ميليباند الذي دعاه أمام الصحافيين «السيد الزعيم» قبل أن يجتمع معه. وحاول رومني تصحيح الوضع. وقال أمس إنه شعر بالقلق بعد المشاكل التي واجهتها منظمة الألعاب الأولمبية، قبل أن يضيف «لكن بعد يومين هنا، تبدو لي لندن مستعدة». وكان مفترضا أن يلتقي رومني أمس رئيس الوزراء الآيرلندي اندا كيني، ورياضيين أميركيين، قبل أن يحضر مساء حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية حيث تقود السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما الوفد الأميركي. وتعد بريطانيا المحطة الأولى في جولة رومني التي ستقوده أيضا إلى إسرائيل وبولندا اللتين تعدان من البلدان المهمة من الناحية الانتخابية لرومني. لكن هذه الجولة التي يفترض أن تعزز موقع رومني في السباق إلى البيت الأبيض أثارت جدلا قبل أن تبدأ حتى.

والأربعاء، صرح أحد مستشاري المرشح الجمهوري لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية المحافظة «نتقاسم الإرث الأنغلوساكسوني نفسه وهو (رومني).. يعتقد أن العلاقة المميزة أمر خاص». وهذه التصريحات يمكن أن تفهم على أنها تلميح مبطن لأصول أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة والمولود لأب كيني، حسب الصحيفة نفسها. واضطر الناطق باسم رومني إلى نفي هذه التصريحات.