اليمن: وزارة الداخلية في قبضة «مسلحين»

خطف إيطالي يعمل في سفارة بلاده.. ومنظمة حقوقية: الحوثيون نفذوا «تعذيبا وحشيا» بحق معتقلين

عناصر من قوات الأمن اليمنية تقف خارج مقر وزارة الدفاع في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

سيطر أمس مسلحون قبليون يطالبون بتوظيفهم في شرطة النجدة على مبنى وزارة الداخلية اليمنية وسط العاصمة صنعاء، وخطف إيطالي يعمل في أمن السفارة الإيطالية في صنعاء. إلى ذلك اتهمت منظمة حقوقية الحوثيين بتعذيب معتقلين لديهم لأسباب طائفية.

وقال مصدر يمني رسمي، رفض الكشف عن اسمه، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «دخلت أعداد من المسلحين، وأحكموا السيطرة على مبنى وزارة الداخلية بالكامل». وأضاف: «دخلوا إلى مكتب وزير الداخلية نفسه». وأضاف المصدر أن «المسلحين عناصر قبلية وعدهم بالتجنيد قائد شرطة النجدة السابق، محمد عبد الله القوسي، ويبدو أنهم اقتحموا مبنى الوزارة للضغط من أجل تجنيدهم، وهم في حدود مائة مسلح»، وحمل المصدر قوات الأمن المسؤولية عن ذلك قائلا إنه «في أكثر فترات الدولة ضعفا، لم يكن أحد يحلم بأن يقتحم قسم شرطة، ناهيك بوزارة الداخلية ومكتب الوزير».

وكان مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية قد أكد أن أفراد القبائل الذين سيطروا على المبنى «احتجزوا بعض الموظفين رهائن لفترة قصيرة قبل الإفراج عنهم بعد ساعات، لكنهم ما زالوا يحتلون المبنى»، وأنهم «يرفضون الرحيل إلى أن تلبى مطالبهم».

وحارب أفراد قبائل جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية في هجوم مدعوم من الولايات المتحدة ضد متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة، أدى إلى إخراج المسلحين من عدد من البلدات في جنوب البلاد الشهر الماضي. وانحاز أيضا عدد من المقاتلين القبليين إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي أطيح به في انتفاضة شعبية.

وذكر موقع «مأرب برس» الإخباري أن «الجنود سيطروا بالكامل على المبنى وتمركزوا في أعلاه وعلى البوابة الرئيسية, وقطعوا بعض الشوارع القريبة من الوزارة, فيما أطلقت أعيرة نارية في الهواء». ويتبوأ منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الإصلاحي عبد القادر محمد قحطان. ونقل الموقع عن مصادر خاصة أن اقتحام الداخلية تم عبر الأبواب الواقعة ما بين مبنى الأخيرة ومقر قيادة النجدة, وقال: «كان الجنود يهتفون بشعارات».

ويبرز هذا الحادث استمرار الفوضى في اليمن على الرغم من اتفاق تنحي صالح لوضع حد للاحتجاجات المناهضة له، وتولي نائبه عبد ربه منصور هادي في فبراير (شباط) مقاليد الحكم. كما يمثل تحديا مباشرا لسلطة هادي الذي يحاول إعادة هيكلة القوات المسلحة وتحقيق الاستقرار في البلاد.

وفي السياق ذاته أفادت أجهزة الأمن اليمنية ومصدر دبلوماسي غربي بأن عنصرا أمنيا يعمل في السفارة الإيطالية في صنعاء تعرض للخطف أمس على أيدي مسلحين. وأوضحت هذه المصادر أن مسلحين خطفوا العنصر الأمني الإيطالي بينما كان على مقربة من مقر السفارة في جنوب غربي العاصمة اليمنية. وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن رجل الأمن الإيطالي «اقتيد إلى جهة غير معروفة»، مضيفا أن تحقيقا فتح لمحاولة معرفة هوية الخاطفين وتحديد مكان المخطوف. وتكثر في اليمن عمليات خطف الأجانب من قبل القبائل المدججة بالسلاح التي تستخدم عمليات الخطف هذه كوسيلة ضغط لإرغام السلطات على الاستجابة لمطالبها. وخطف أكثر من 200 شخص في اليمن في السنوات الـ15 الأخيرة، وأفرج عن القسم الأكبر منهم سالمين. وآخر هؤلاء فرنسي يعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطلق سراحه في منتصف يوليو (تموز) الحالي بعد خطفه في أبريل (نيسان) الماضي في غرب اليمن. ولا تزال معلمة سويسرية ودبلوماسي سعودي خطفا في مارس (آذار) الماضي بين أيدي خاطفيهما.

إلى ذلك أدانت منظمة «رقيب لحقوق الإنسان» ما تعرض له أربعة شبان من تعذيب وحشي، قالت إنه وقع على أيدي الحوثيين في محافظة صعدة شمال البلاد. وقالت المنظمة في بيان لها فجر أمس, إن فريقها رصد «انتهاكات ممنهجة على أساس طائفي, وسيكشف عنها في وقت لاحق, وإن الكثير من الانتهاكات يسكت عنها خوفا من الانتقام». وأضافت «رقيب» أن ملامح تعذيب وحشي ظهرت على أربعة من أبناء صعدة استطاعوا الوصول إلى صنعاء, وأكدت «أن هذه ليست الحالة الأولى من الانتهاكات التي يتعرض لها شباب الثورة والمواطنون من أبناء صعدة». ويعاني اليمن من الاضطرابات الأمنية التي أعقبت ما بات يعرف باسم «ثورة الشباب في اليمن»، حيث تركت الاضطرابات فراغا أمنيا مكن تنظيم القاعدة من السيطرة على أجزاء من محافظات في الجنوب قبل أن يتم دحره على يد القوات الحكومية ومسلحين قبليين.