المختطفون اللبنانيون في سوريا يحملون نصر الله المسؤولية.. ويشيدون بـ«مضيفهم»

الحلبي لـ «الشرق الأوسط»: المفاوضات ستقود إلى إطلاق سراح 6 قريبا واستمرار احتجاز 5 آخرين

TT

لم يلغِ اتصال أحد المخطوفين اللبنانيين في سوريا بـ«المؤسسة اللبنانية للإرسال»، أمس، أسئلة أهلهم الملحة عن موعد الإفراج عنهم، كما لم يلغ تصريح ثلاثة منهم - وحديث المسؤول عن اختطافهم لصحيفة «نيو يوركر» الأميركية - القلق المرتبط بالمماطلة في تحقيق خطوة إيجابية في هذا الملف.. وسط غياب معلومات واضحة عن العملية التفاوضية، والأسباب التي تحول دون إطلاق سراحهم إلى الآن.

وحمّل المختطفون مسؤولية التأخير في إطلاق سراحهم «لمن رفض الاعتذار للشعب السوري»، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأثنوا على إنسانية مضيفهم وكرمه، وأعلنوا عن تعاطفهم مع الثورة السورية وتأييدهم الجيش السوري الحر، بينما ذم أحدهم «نصر الله».

وأكد المختطف علي عباس في اتصال مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» أن مسؤولية التأخير في إطلاق سراحهم تقع على عاتق «من رفض الاعتذار للشعب السوري»، مشددا على أن هذا كلام كل المختطفين وليس كلامه هو فقط.

وأكد عباس «إننا ضيوف في سوريا ولسنا مخطوفين»، مشيرا إلى أننا «ضحية ناس فاشلين يجلسون على الكراسي، والحمد الله نحن ضيوف في سوريا، ونحمّل مسؤولية ما يجري لنا لمن رفض أن يعتذر»، وأكد «نحن في سوريا وجميعنا بخير، وموجودون في مدينة أعزاز في حلب ومنطقة نائية محررة من أي عمليات قصف وهي على الحدود التركية».

بدوره، تمنى المخطوف علي حسن زغيب من المسؤولين اللبنانيين الاستماع إلى مضيفيهم، داعيا إياهم ليتعلموا أصول التفاوض. وأوضح أن «عتبنا ولومنا على من أعطانا جنسية وكتب عليها (لبناني)، ولكن الظاهر أننا مجرد أرقام».

من جهته، أكد المختطف عباس شعيب أنه بخير، معربا عن أمنيته في ظهور له على قناة «الميادين»، أن يكون محررا قبل حلول عيد الفطر، كما وجه تحية إلى عائلته في لبنان.

في المقابل، أمل المسؤول عن عملية خطف الزوار اللبنانيين في سوريا «أبو إبراهيم»، في تصريح لقناة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، أن تصل الأمور إلى خواتيمها قريبا في هذه القضية، مشيرا إلى «أننا من الشعب السوري، والموجودون لدينا أكثر من إخوة». وأكد أن «الإخوة اللبنانيين ضيوف عندنا، وإن شاء الله يكونون بين أهلهم قريبا بعد أن نؤمن لهم الطريق الآمن». وأشار إلى أن «الكلام الذي تم تناقله عن أن المخطوفين سيطلق سراحهم في شهر رمضان عار عن الصحة، ولم يطلق سراح المخطوفين لأسباب أمنية».

وفي حديث أدلى به لقناة «الميادين»، أكد أبو إبراهيم أن «مواقف حزب الله أخرت الإفراج عن المخطوفين»، مشددا على أن «المخطوفين الآن موجودون في مدينة محررة من الجيش السوري في الأراضي السورية، ولم يدخلوا إلى الأراضي التركية».

وردا على سؤال حول فشل المفاوضات في إطلاق سراح المختطفين، لفت إلى أنه والجهة الخاطفة لم يفاوض بشكل مباشر مع أي جهة رسمية، مشددا على أنه لم يطلب أي مبلغ مالي كفدية، معتبرا أن الأفراد الذين تدخلوا لإطلاق سراح المخطوفين «تدخلوا كي يأخذوا المال».

وأشار إلى أنه رفض تدخل الجانب التركي في المفاوضات، «لأن الأتراك لا دخل لهم في هذه القضية»، مشددا على أنه مدني وليس عسكريا أو ضابطا منشقا من الجيش السوري، ونفى كذلك أن يكون من عناصر الجيش السوري الحر.

وشهد يوم أمس ظهورين لبعض المختطفين اللبنانيين الذين اختطفوا في ريف حلب قبل نحو شهرين أثناء عودتهم من زيارة دينية إلى إيران، الأول في تقرير نقلته جريدة «نيويوركر» الأميركية، والثاني في اتصال مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بعد الظهر، بينما ظهر المسؤول عن خطفهم ويدعى «أبو إبراهيم» ثلاث مرات، واحدة في الصحيفة الأميركية، ومرة في اتصال مع قناة «إل بي سي» والثالثة في ظهور مع قناة «الميادين».

وإذ حركت تلك التطورات القضية الراكدة، قال أحد أعضاء لجنة متابعة قضية المختطفين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الظهور غير كاف، علما أنه مطمئن، ونطالب بخطوات عملانية وإثبات حسن النية بإطلاق سراحهم»، معربا عن تخوفه من إطلاق سراحهم «على دفعات».

في هذا الإطار، أكد مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان، نبيل الحلبي، أن «الضرورات الأمنية حالت دون الإفراج عن اثنين منهم»، كاشفا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن الوسطاء الذين فاوضوا على إطلاق سراح المختطفين «نقلوا عن الخاطفين إصرارهم على الإفراج عن ستة فقط على دفعات، والإبقاء على خمسة مختطفين ريثما تنتهي الإجراءات الأمنية التي تتخذها مجموعات معارضة سورية معهم، وسط شبهة تدور حول علاقتهم المحتملة بحزب الله».

ومن خلال متابعته الحثيثة لتفاصيل التفاوض بهذه القضية، أشار الحلبي إلى أنه «حسب معلوماتي، فإن الأحداث الأمنية التي حصلت في أعزاز، حالت دون الإفراج عن المختطفين الاثنين»، مشككا في الوقت نفسه أن يكون المختطفون في مدينة أعزاز، كما صرح أحدهم في الشريط التلفزيوني، وكما صرح المسؤول عن اختطافهم، معربا عن اعتقاده أنه «تم نقلهم من أعزاز قبل فترة بسيطة، بعد أن دمرت المدينة خلال الأحداث الأخيرة». وكشف الحلبي أن ناشطا حقوقيا في المعارضة السورية «دخل على الخط أخيرا بغية المساهمة في إطلاق سراحهم، حيث يتوسط مع الخاطفين»، مشددا على أن «الوسيط الجديد سيتوصل إلى نتيجة إيجابية قريبا جدا»، مشيرا إلى أن المفاوضات «تتم على ستة مخطوفين، بينما يبقى التفاوض على الخمسة الباقين على حدة»، معربا عن اعتقاده أن «معطيات الخاطفين الذين قدموا معلومات مغلوطة عن امتلاك اللبنانيين مناظير وغيرها، معطيات غير دقيقة وأدت إلى فصل قضيتهم عن قضية الستة الآخرين».

وكان «أبو إبراهيم»، أحد خاطفي الزوار اللبنانيين، أكد في حديثه إلى «نيويوركر» أن «الخاطفين أرادوا إرسال رسالة إلى الشيعة بأن يدعموا الشعب السوري وليس النظام»، معربا عن «استعداده لإجراء مفاوضات في شأنهم».

من جهتهم، قدم ثلاثة من المخطوفين لمراسل الصحيفة الأميركية شهادة «رنانة» عن إنسانية مضيفهم وكرمه، معربين عن «الأمل بأن ينتصر الجيش السوري الحر قريبا على نظام الأسد الشرير». ونقل المراسل عن عباس قوله بحماسة: «أولا، أريد أن أقول إننا لسنا رهائن، بل ضيوف رجل عظيم حقا، اسمه الحاج أبو إبراهيم».

أما عواد، فقال بحسب الصحيفة: «يشهد الله وأكرر بالثلاثة أني لم أر رجلا مثل هذا الرجل، وأن هذه التجربة فتحت عيني على الثورة في سوريا. وحين أعود أريد أن أساعد في دعم ثورتها». ثم راح يذم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وعندما جاء دور عباس في الكلام، كما ذكرت الصحيفة، قال إنه «تأثر كثيرا بالحفاوة التي لاقاها ولا يأمل أكثر من العودة إلى أعزاز ذات يوم مع زوجته وأطفاله». وعرض خدماته قائلا: «أنا سأكون صوت الجيش السوري الحر في لبنان».