محمد مرسي.. 30 يوما في القصر

الشارع ونشطاء الإنترنت تناولوا أداءه بعين التقييم والنقد

محمد مرسي
TT

«رغم أنني أختلف مع الرئيس، فإنني لن أصدر حكمي عليه بعد 30 يوما، سأؤجل رأيي لحين قيامه بوعوده للإصلاح والنهوض بمصر، فأمامه مشكلات كثيرة لا تكفي سنوات عدة لحلها».. بهذه الكلمات عبر الأربعيني مصطفى عمر على فترة الثلاثين يوما التي مرت على الرئيس المصري محمد مرسي في قصر الرئاسة. وهي الأيام التي ينظر إليها المصريون في الشارع وفي الواقع الافتراضي بعين التقييم والنقد، للوقوف على إنجازات رئيسهم خلالها، وما تحقق من وعود قطعها على نفسه في أول مائة يوم له في سدة الحكم.

وبرأي مصطفى، الذي يعمل محاسبا، فهناك مشكلات تحتاج لحلول عاجلة وفورية من الرئيس؛ أبرزها انقطاع الكهرباء والمياه المتكرر، ونقص الوقود وأسطوانات الغاز وتوفير رغيف الخبز، متسائلا عن سبب تأجيل الكشف عن اسم رئيس الحكومة ولماذا لم يتم تشكيلها حتى الآن، مختتما: «هل ننتظر 30 يوما أخرى لنعرف أعضاء حكومتنا؟».

أما شادية عبد المنعم، ربة منزل، فتوضح أنها لم تلمس أي تغيير في مصر؛ فالغلاء سيد الموقف خاصة في شهر رمضان، والزحام المروري كما هو ويزداد سواء. بينما ترى أن الشيء الإيجابي خلال 30 يوما هو أنها أيقنت أن رئيس البلاد «رجل بتاع ربنا.. يحرص على أداء صلاتي التراويح والجمعة ويخالط شعبه فيهما»؛ بمعنى أنها لا تستطيع تكذيبه في وعوده، لذا ليس أمامها سوى الانتظار.

في الواقع الافتراضي، رأى نشطاء أن الوعد الذي تحقق كان في النظافة، وهو ما أشار إليه الموقع الإلكتروني «مرسي ميتر - morsimeter»، الذي يعد مشروعا لمراقبة وتوثيق أداء الرئيس وما تم إنجازه في برنامجه الانتخابي في أول مائة يوم من توليه الرئاسة، حيث رأى الأعضاء المشاركون في التقييم أن هناك وعدا وحيدا تحقق خلال الثلاثين يوما الأولى: «حملات توعية إعلامية وخطب جمعة بالنظافة»، وهو واحد من بين 64 وعدا انتخابيا تعهد بها مرسي في أول مائة يوم في 5 مجالات مختلفة، هي: الخبز، والمرور، والأمن، والنظافة، والوقود.

ويحمل الموقع على صفحته الرئيسية مؤشرين رقميين، أحدهما لحساب المائة يوم، والثاني لحساب الوعود التي يتم تنفيذها، وبحسب التقييم فالرئيس ما زال لديه 63 وعدا بعد انقضاء 30 يوما.

ويأتي تحقيق هذا الوعد على خلفية حملة «وطن نظيف ليس فيه قمامة» التي دعا إليها الرئيس المصري يومي 27 و28 يوليو (تموز) الماضي، وهي الحملة التي تم خلالها رفع 203 آلاف طن من مخلفات البناء، وأكثر من 120 ألف طن من القمامة، وشارك بها 107 آلاف متطوع، واعتبرتها رئاسة الجمهورية ناجحة بنسبة تزيد على 60 في المائة مما كان مستهدفا، وأنها نجحت أيضا في إحداث نقلة نوعية في إزالة تراكمات من المخلفات مضى عليها سنوات، وإعادة ملف النظافة إلى أولويات الجهاز الإداري للدولة.

ونشرت الصفحة الرسمية للدكتور محمد مرسي على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي تقريرا مفصلا عن نشاطه خلال الشهر الأول منذ أدائه اليمين الدستورية في 30 يونيو (حزيران) الماضي، شمل بيان إنجازات الرئيس في 9 مجالات هي حقوق الإنسان والشهداء، وبرنامج المائة يوم، والائتلاف الوطني، وتخفيف الأعباء، والاقتصاد، والبحث العلمي، والسياسة الداخلية، والعلاقات الخارجية، والقضايا الخاصة. وهي الإنجازات التي استقبلها أعضاء الصفحة (نحو نصف مليون شخص) بردود فعل مختلفة؛ ترجمت في التعليقات التي تقدر بالمئات، فقال علي الميمي: «صدقوني الراجل ده مش هيعرف يكمل، صعب جدا، بقاله 30 يوم وفاضل 70 يوم على كلامه»، فيما رأى عادل رمضان أن «بيان وإظهار إنجازات الرئيس شهريا للرأي العام فكرة ممتازة وضرورية خاصة في الفترة الراهنة.. فترة الشائعات الكاذبة»، وكتب عصام القبيسي رسالة إلى رئيس الجمهورية تقول: «أنتم في مرحلة جس النبض فتوخوا الحذر في أفعالكم وأقوالكم».. بينما انصبت غالبية التعليقات على بيان أبرز المشكلات التي يجب على الرئيس مرسي الالتفات إليها ويكون لها صدى شعبي، وأبرزها تحقيق الأمن ورفع مستوى المعيشة والقضاء على البلطجة وحل مشكلة البطالة.