هدوء حذر في قرية مصرية بعد اشتباكات طائفية راح ضحيتها شاب مسلم

النيابة توجه تهمة القتل العمد لثلاثة من قرية دهشور

TT

خيمت حالة من الهدوء الحذر على قرية دهشور بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) بعد أن كثفت قوات الأمن المصرية من انتشارها بالقرية لوقف الاشتباكات الطائفية التي اندلعت بين مسلمين ومسيحيين وأسفرت عن مصرع شخص وإصابة 4 آخرين.

وقامت قوات الأمن ليلة أول من أمس بتأمين جنازة الشاب معاذ محمد حسن (19 عاما) الذي توفي جراء سقوط زجاجة مولوتوف عليه، مما أدى إلى إصابته بحروق بلغت نسبتها 75%، في الاشتباكات التي اندلعت بسبب مشادة وقعت بين كل من «أحمد. ط»، كهربائى، مسلم (23 عاما)، و«سامح. س. ى»، مكوجى، مسيحي (30 سنة)، بسبب قيام الأخير بحرق قميص الأول. واستعان كل طرف منهما بأقاربه، حيث ألقى المكوجي المسيحي زجاجات المولوتوف على أقارب الكهربائي المسلم، الذين تجمعوا أمام منزله، مما أسفر عن وفاة «معاذ» الذي تصادف مروره في مكان الحادث.

وقال شهود عيان إن قوات الشرطة أخلت القرية من المواطنين المسيحيين لتجنب أية اشتباكات بين الطرفين، بعد أن استمرت تلك الاشتباكات يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وحالت الشرطة دون اقتحام متظاهرين مسلمين غاضبين كنيسة مار جرجس بالقرية، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حطموا بعض المحال التجارية المملوكة لمسيحيين في القرية، كما تجمع قرابة ألف مواطن من المسلمين أمام منازل المسيحيين بالقرية وأحرقوا منزل المكوجي.

من جانبها، أصدرت مطرانية الجيزة بيانا وقع عليه الأنبا ثيئودوسيوس، أسقف عام الجيزة، قالت فيه: «إنه لا يوجد أطراف مشتبكة في دهشور (مسلم ومسيحي)، ولكن يوجد طرف واحد مسلم متشدد حتى وقتنا هذا، وهم يقومون بأعمال سلب ونهب وحرق في وجود قوات الأمن، وفى وضح النهار»، إلا أن مصدرا أمنيا نفى ما جاء في البيان، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الاشتباكات كانت بين الطرفين، وقوات الشرطة تدخلت لوقف العنف، ولم تتخذ صف أي طرف ضد الآخر».

وأشار المصدر إلى أن القوات فرضت طوقا أمنيا على القرية ونشرت مدرعاتها على مداخل القرية، موضحا أن معظم المسيحيين الذين يقطنون القرية تركوها فور الإعلان عن وفاة الشاب المسلم، فيما تم إخلاء كنيسة مار جرجس من الموجودين بها حفاظا عليهم.

إلى ذلك، أصدر قاضي المعارضات قرارا بحبس ثلاثة متهمين في أحداث دهشور، كلهم من المسيحيين، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات. كما استبدلت النيابة التهمة الموجهة لهم من الشروع في القتل، إلى القتل العمد، وأمرت بسرعة ضبط وإحضار 5 آخرين من المسلمين واثنين آخرين من الأقباط اشتركوا في الاشتباكات، وكثف رجال الشرطة من وجودهم وحراستهم حول الكنيسة والقرية.