النظام مستمر في ارتكاب المجازر عشية جمعة «دير الزور النصر القادم من الشرق»

مداهمات في حي المهاجرين بالقرب من القصر الجمهوري.. ومجزرة في «جديدة عرطوز»

عناصر من جماعة التوحيد بريف حلب تستعد لمواجهة قوات الجيش النظامي السوري أمس بحلب (أ.ف.ب)
TT

استفاق السوريون يوم أمس على نبأ مقتل أكثر من 43 شخصا في عملية عسكرية نفذتها قوات الجيش النظامي في مدينة جديدة عرطوز في ريف دمشق يوم أول من أمس الأربعاء، قضى بعضهم في إطلاق نار وآخرون في «إعدامات ميدانية»، بحسب ما ذكره ناشطون، في وقت اشتد فيه القصف على حي التضامن جنوب شرقي العاصمة باستخدام الطيران المروحي والهاون، مما أسفر عن تدمير عدد كبير من المنازل، بالتزامن مع قصف عنيف على الغوطة الشرقية، لا سيما عين ترما وزملكا وجوبر، وسمع دوي التفجيرات والقصف على تلك المناطق في أرجاء دمشق.

وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت في حي التضامن في العاصمة، بين الجيش النظامي والجيش الحر، لافتا إلى تعرض الحي لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تستخدم الحوامات وقذائف الهاون في القصف، كما دارت اشتباكات عنيفة أيضا في «دف الشوك» وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة. وهذا ما أكده الناشط وسام نور من دمشق لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن الاشتباكات بدأت ليل أول من أمس واستمرت حتى ظهر أمس، وأسفرت عن وقوع عدد من الإصابات. وأشار نور إلى أن الجيش النظامي غادر منطقة «يلدا» في جنوب دمشق، التي كان قد دخلها أول من أمس فيما سجل سقوط 6 قتلى بينهم 3 من الجيش الحر، مؤكدا أن لواء كاملا من قوات النظام نفذ حملة مداهمات واسعة في «مخيم اليرموك»، حيث قام باعتقال عدد من الناشطين.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أنه تم استهداف حي التضامن من المدافع المتمركزة على جبل قاسيون، وسماع دوي الانفجارات في معظم أحياء دمشق، كما نفذت قوات النظام حملات دهم واعتقال في حي الزهور وفي شارع سكندرون، وقامت بتكسير ونهب المحلات والبيوت.

وفي القابون، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام شنت حملة دهم واسعة على القابون.

كما تحدث ناشطون سوريون عن ارتكاب القوات السورية مجزرة جديدة في ضاحية «جديدة عرطوز» في ريف دمشق، ذهب ضحيتها نحو 35 شخصا. ووفقا لإفادات الشهود فإن دبابات الجيش غادرت المنطقة بعد ظهر الأربعاء، وعندما اطمأن الأهالي ونزلوا للشوارع اكتشفوا وجود 35 جثة لرجال قتل معظمهم بطلقات في الوجه والرأس والرقبة في منازل وحدائق وأقبية. وقال شاهد عيان إن الأهالي جمعوا الجثث في مسجد عمر بن الخطاب ودفنوها بمقبرة جماعية بمزرعة مجاورة، فيما أشار مصدر في المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 26 من الجثث تم التعرف عليها، وأن الغالبية العظمى من الضحايا مدنيون. وقالت لجان التنسيق إن اشتباكات دارت في عين ترما بين الجيش الحر والجيش النظامي وسط قصف عنيف استهدف البلدة بمشاركة الطيران العامودي والأسلحة الثقيلة. وفي دير الزور، تتعرض الميادين للقصف المتقطع منذ ثلاثة أيام وسط انقطاع تام لكل وسائل الاتصالات الأرضية والجوالة والإنترنت، بالإضافة لانقطاع المياه عن المدينة وأنباء عن محاصرة المدينة من قبل جيش النظام، بحسب لجان التنسيق المحلية. كما سجل تحليق للطيران المروحي في سماء البوكمال. وفي تطور لافت، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الأردني والسوري بمناطق حدودية، كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مخفر المملحة الواقع على الحدود مع العراق، بينما لم تحاول القوات النظامية الاقتراب من المخفر أو شن أي هجوم لمحاولة استعادته.

كذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت في حماه، وتحديدا في حيي طريق حلب والأربعين. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن جيش النظام قام بإطلاق النار على الفلاحين لمنعهم من قطف محاصيل الأشجار.

كما سمعت في إدلب أصوات إطلاق نار كثيف في بلدات حاس وكفرنبل وبسقلا في الريف، بينما سقطت عدة قذائف على بلدة معرة مصرين.

وفي درعا حيث سقط عدد من القتلى والجرحى خلال العملية العسكرية التي نفذتها قوات النظام في المدينة، دارت اشتباكات أسفرت عن تدمير وإعطاب 3 آليات للقوات النظامية التي قتل 4 من عناصرها على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء بمدينة درعا وأسفرت عن اعتقال أكثر من 20 مواطنا، كما تعرضت بلدات معربة، صماد وبصرى الشام وتسيل وسحم الجولان وبصر الجرير وقرية حيط، للقصف.

وفي حمص استمر القصف على بعض المناطق، لا سيما القصير وحمص، حيث سقط أكثر من ثلاثة عشر شخصا بينهم امرأة وطفلها، كما عثر على ثلاث جثث لناشطين قضوا تحت التعذيب، حيث كانوا قد اعتقلوا منذ فترة قريبة. واشتد القصف على مدينة القصير على الرغم من عدم توقفه منذ نحو شهرين، على خلفية مهاجمة كتائب الجيش الحر لحافلتين تقلان نحو 80 مقاتلا وخبيرا من حزب الله اللبناني كانوا يعبرون المنطقة باتجاه الحدود السورية - اللبنانية، يوم الثلاثاء، وأسفر الهجوم عن مقتل غالبية ركاب الحافلتين، إلا أن أحدا لم يؤكد هذه المعلومات سوى أهالي المنطقة.

كما أعلن عن سقوط نحو تسعة سوريين برصاص الجيش السوري في كل من حمص والقصير التي قتل فيها ثلاثة سوريين، وجد الأهالي جثامينهم بالقرب من المستشفى الأهلي بعد أن أعدموا ميدانيا.

إلى ذلك قام الجيش التركي أمس بمناورات عسكرية شاركت فيها دبابات قرب الحدود مع سوريا، هي الثانية في 24 ساعة، فيما اتهمت أنقرة النظام السوري بتسهيل تمركز متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن مناورات الخميس جرت قرب قرية سوروتش في محافظة سنليورفا (جنوب شرقي) المجاورة للحدود السورية.

وأضافت الوكالة أن 25 آلية شاركت في تلك المناورات، بينها دبابات وناقلات جند مصفحة ومصفحات مزودة بقاذفات صواريخ أرض - جو انتشرت مؤخرا في المنطقة. وأوضحت أن المناورات هدفت إلى اختبار سرعة الآليات وهامش المناورة لديها وقضت بتنفيذ هجوم افتراضي من هضبة. وكانت مناورات مماثلة جرت الأربعاء في نصيبين بمحافظة ماردين على بعد نحو 250 كلم شرق سوروتش على طول الحدود السورية. وعززت تركيا انتشارها العسكري على الحدود بعدما أسقطت الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية من طراز «إف 4» قبالة سواحلها في 22 يونيو (حزيران).

مناورات جديدة للجيش التركي قرب الحدود السورية * الجيش الحر يسيطر على مخفر المملحة على حدود العراق

* ودانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكل المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها، إعدام شبيحة في حلب، واصفة إياه بـ«التصرفات اللامسؤولة»، وقالت: «ليست لدينا تأكيدات أن ذلك حدث، ونؤكد إدانتنا وشجبنا واستنكارنا بقوة وبشدة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، وندعو جميع قوى الثورة والكتائب الموجودة على الأرض إلى إدانة هذه الأعمال، ونعتبر ذلك عملا مرفوضا وفرديا وخارج إطار القانون ولا نتحمل أي مسؤولية عنه»، لافتة إلى أن هذه التصرفات ليست من أخلاقيات الجيش السوري أو الثورة السورية، مؤكدة التزامها بالقوانين والاتفاقيات الدولية، وبشكل خاص اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بالأسرى، ومطالبة بإجراء تحقيق شفاف حول الحادثة الشنيعة لمحاسبة الفاعلين وفقا للقانون، ومؤكدة أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الشبيحة قاموا بتوجيه طعنة في الظهر وقتلوا 15 جنديا من الجيش الحر.