دمشق تنشر بطاريات صواريخ قرب الحدود مع لبنان

خبير استراتيجي لـ «الشرق الأوسط»: رسائل للخارج وتحذير من عمليات جوية قد تستهدف النظام

TT

أثارت تقارير صحافية وميدانية تحدثت عن فرض النظام السوري تعزيزات عسكرية نوعية غير مسبوقة على طول خط الحدود مع لبنان، اهتمام المراقبين والخبراء العسكريين، لا سيما مسألة نشر بطاريات صواريخ أرض - جو جديدة قرب الحدود اللبنانية، وإبلاغ الجانب اللبناني ببعض تفاصيلها الميدانية، ونشر بطاريات مدفعية ثقيلة، والهدف الرئيسي من هذه التعزيزات في هذه المرحلة بالذات.

وفي هذا الإطار، لفت مصدر عسكري لبناني إلى أنه «ليس هناك معلومات مؤكدة عن نشر بطاريات صواريخ أرض جو بالقرب من الحدود اللبنانية». وأوضح المصدر أن «التعزيزات العسكرية هي إجراءات روتينية واحترازية يلجأ إليها الجيش السوري لمنع تسلل مسلحين من الأراضي اللبنانية إلى الداخل السوري من خلال المعابر غير الشرعية، وهذه مسألة ليست بجديدة». مؤكدا أنه «ليس هناك من حالة عدائية بين لبنان وسوريا لنشر بطاريات صواريخ مضادة للطيران على حدود البلدين». وردا على سؤال عمّا إذا كان الجيش السوري يتخذ احتياطات تخوفا من هجوم معادي على سوريا، قال المصدر «إن نشر هذا النوع من الصواريخ يجري وفق خطة دفاع جوي محكمة ومتناسقة، وعلى فرض أن القوات السورية تتخوف من هجوم الحلف الأطلسي عليها، فإن مثل هذا الهجوم لن يكون من لبنان والدولة اللبنانية لا تسمح بهكذا عمل معادٍ ضد سوريا من أرضها أو مجالها الجوي».واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد نزار عبد القادر، أن «التعزيزات العسكرية السورية، هي نوع من الرسائل الموجهة إلى الخارج، للقول إن النظام (السوري) يحذر القوى الخارجية من إمكانية أي تدخل عسكري يستهدف النظام». وأكد عبد القادر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «نشر بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، يأتي من باب التحوط من عمليات جوية قد تستهدف مؤسسات النظام السوري، وخصوصا المؤسسة العسكرية والمواقع الاستراتيجية، وهي لا تحتمل أكثر من هذه التفسيرات». ورأى أن «هذه التعزيزات مشابهة تماما للتعزيزات التي فرضتها سوريا عند حدودها مع تركيا، وعلى حدودها مع دول أخرى». وردا على سؤال أبدى الخبير الاستراتيجي اعتقاده، بأن «هذه الإجراءات لا تؤشر إلى إمكان تدخل عسكري سوري في لبنان، لأن الموقف السياسي العام في لبنان لا يشكل خطرا على سوريا، وليس ثمة خشية لدى سوريا بأن يكون لبنان مصدر تهديد للأمن السوري». وقال «النظام السوري يدرك أن الحكومة اللبنانية الحالية هي حكومة حلفاء سوريا في لبنان، وهي ترتبط ارتباطا عضويا بالنظام السوري، وبالتالي أي سيناريو للقول إن هذه الإجراءات السورية مرتبطة بعملية عسكرية في لبنان لا تنطبق على المقاييس التحليلية الصحيحة ولا على الواقع السياسي القائم الآن بين لبنان وسوريا، إنما هي موجهة إلى القوى الغربية القادرة على القيام بعمل عسكري ضدّ مواقع ضدّ النظام السوري، في ظلّ التلويح باللجوء إلى خيارات من خارج مجلس الأمن الدولي».