جمعيات خيرية تونسية تنشط خلال شهر رمضان المبارك

تعنى بالنظافة ورعاية الأيتام والأرامل وكبار السن والمتفوقين وتساهم في التنمية

منية الساكت رئيسة جمعية «تكافل» الخيرية التونسية («الشرق الأوسط»)
TT

عرفت تونس بعد الثورة عددا كبيرا من الجمعيات الخيرية التي لم يكن يسمح لها بالنشاط في العهد السابق، زاد عددها على 100 جمعية خيرية، وجميعها تسعى لمحاولة ملء الفراغ الاجتماعي الذي أحدثه وتسبب فيه النظام السابق على مدى ما يزيد على 50 سنة، حيث كان 80 في المائة من ميزانية الدولة ومشاريع التنمية تصب في منطقة «الرئيس»، و20 في المائة فقط في بقية المناطق، مما جعل تونس بلدين وليست بلدا واحدا.. جهة نامية وجهة تحت خط الفقر. وبعد الثورة تأسس عدد من الجمعيات الخيرية التي تنشط في المجال الاجتماعي، ولا سيما في شهر رمضان المبارك.

وقالت منية الساكت رئيسة جمعية «تكافل» لـ«الشرق الأوسط»: «نقدم في رمضان سلة رمضان أو قفة رمضان كما نطلق عليها في تونس، وقد وزعنا في بداية رمضان مساعدات غذائية على 160 أسرة في عدد من المعتمديات والعمادات، وإن شاء الله نصل إلى رقم 1250 أسرة في نهاية رمضان».

وإلى جانب جمع التبرعات مباشرة من المحسنين تقوم جمعية الساكت بتوظيف المسرح لهذا الغرض، والمعارض وغيرها بأسعار خيرية: «نقوم ببيع منتجات الأسر الفقيرة من الصناعات التقليدية والحلويات التي تصنعها النساء الفقيرات وغيرها، وكذلك الملابس المستعملة التي نجمعها بأسعار خيرية، حيث نقوم بتوفير السدو والمواد الخاصة به للمنتفعين، ثم نبيع منتوجاتهم لصالحهم».

جمعية «البر والتعاون الخيرية» بالباطن من ولاية القيروان، من الجمعيات الفتية التي تأسست قبل بضعة أشهر من العام الحالي، وقد نظمت حتى الآن ثلاث حملات مهمة. وقال السيد الفطناسي مسؤول الشؤون الاجتماعية في هذه الجمعية: «الجمعية نظمت 3 حملات حتى الآن، أولها حملة نظافة عامة، ثم تكريم الـ83 طالبا وطالبة الأوائل في المنطقة، ثم حملة رمضان التي شملت أكثر من 55 عائلة». وعن المواد الغذائية التي تم توزيعها قال: «ربما قفة رمضان التي وزعتها الجمعية من أغنى السلال التي تقدم، ففيها كل ما تحتاجه الأسرة طيلة شهر رمضان، بما في ذلك اللحوم».

ومن الجمعيات العاملة بنشاط في تونس جمعية «تونس الخيرية»، التي يرأسها عبد المنعم الدائمي، يقول عنها: «جمعية (تونس الخيرية) تأسست في عام 2011 ونشاطها شامل، حيث تمكنا في ظرف عام ونصف العام من إنجاز مشاريع في 24 ولاية في مختلف المجالات، سواء المجال التربوي أو الصحي أو الاجتماعي». وتابع: «في المجال التربوي قمنا بأعمال صيانة في عدد من المراكز التربوية، وأدخلنا الماء الصالح للشراب في مدرسة بمارث، تأسست عام 1960 ولم يدخلها الماء سوى قبل عام، كما وفرنا مكتبات لعدد من المدارس، وزعنا 10 آلاف حقيبة مدرسية مهداة من مؤسسات قطرية، وقد وزعت الحقائب على 26 مدرسة في 24 ولاية، وذلك بالاشتراك مع وزارة التربية.. وفي المجال الصحي قمنا بقوافل صحية للمناطق الريفية، وزيارات ميدانية لعيادات خاصة، ونعمل لإعداد مشاريع لتوزيعها على الهيئات المختلفة، ومن ذلك توفير سيارات إسعاف وتوزيعها على المراكز الطبية».

وفي المجال الإغاثي: «ساهمنا مساهمة فعالة في الثورة الليبية من خلال استقبال اللاجئين، وقد رابطنا ثلاثة أشهر في رأس جدير، على الحدود الليبية - التونسية، وكفلنا 500 عائلة ليبية ووفرنا لهم الملبس والمشرب والعيادات الطبية المجانية، والحمد لله تمرسنا في هذه المهمة وكسبنا صداقات كثيرة، ونأمل في المستقبل الانتقال من الإغاثي إلى التنموي». وأشار إلى تقديم مؤسسته مساعدات لـ3 آلاف عائلة تونسية، على حد تعبيره.

أما مشاريع رمضان فهي «اجتماعية وتربوية توعوية، منها توزيع مساعدات رمضانية على 1600 عائلة العام الماضي، وفي هذا العام وزعنا مساعدات على 3 آلاف عائلة ونظمنا مسابقة في حفظ القرآن والأذان».

ومن الجمعيات أيضا جمعية «نسمات الخير» بمكثر، التي قال رئيسها مقداد رجب: «تعنى بفاقدي السند، الأيتام والمعاقين والمسنين والأرامل، ولكنها تهتم بالقضايا الاجتماعية.. قفة رمضان، موائد الإفطار، وقد نظمنا 30 إفطارا في أحد المطاعم لمن لا سند لهم، وبالنسبة للأسر الفقيرة في الريف قدمنا لهم قفة رمضان، حسب إمكانيات الجمعية؛ إذ إن الحاجة أكبر مما هو متوفر. وكنا قد قدمنا جوائز خاصة للمتفوقين من الطلبة. الإمكانيات قليلة والحاجيات كبيرة ونرغب في زيارة موقعنا على الإنترنت».

وإذا كانت نسبة الفقر في تونس ككل تصل إلى 25 في المائة، فهي في المناطق الداخلية تصل إلى 50 في المائة.

أيمن الغضبان نائب أمين مال جمعية «المشكاة» بسوسة، تحدث عن دور جمعيته في رمضان قائلا: «جمعيتنا فتية تأسست منذ عامين.. بالنسبة للمشاريع التي قمنا بها نكفل حاليا 200 عائلة نقدم لكل أسرة 150 دينارا شهريا. في عيد الأضحى الماضي ذبحنا 8 خرفان ووزعنا اللحوم على الفقراء وقمنا بحملة لجمع التبرعات للاجئين من ليبيا، ومساعدات لضحايا الثلوج في الشتاء الماضي، ونظمنا دورة في الرقية الشرعية قام بها الشيخ خالد الحبشي، وشارك فيها 100 طالب وطالبة. أما برنامجنا في رمضان فهو تقديم مساعدات لـ150 أسرة ضمن برنامج قفة رمضان، ونقيم دورة في حفظ القرآن. كما نساعد جمعية تحفيظ القرآن بتقديم جوائز الفائزين. وفي رمضان نوزع اللحم على الفقراء أربع مرات».