قصة مستوحاة من تفجيرات الدار البيضاء تمثل المغرب في مسابقة الفيلم الفرانكفوني

شارك في وضع السيناريو أحد قادة «السلفية الجهادية»

TT

بعد فوزه بجائزة فرنسوا شالي في «مهرجان كان» في مايو (أيار) الماضي، أعلن في بروكسل عن اختيار فيلم «خيل الله» للمخرج المغربي نبيل عيوش ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الفرانكفوني (نامور) الذي سينظم ما بين 28 سبتمبر (أيلول) و5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في بلجيكا.

ويحكي الفيلم، الذي يستلهم أحداثه من تفجيرات 16 مايو في الدار البيضاء، مسار عشر سنوات من حياة طفلين من «حي سيدي مومن» العشوائي في ضاحية الدار البيضاء، انطلاقا من أواسط التسعينات إلى غاية تنفيذ تفجيرات 2003. والتي كان وراءها شباب يتحدرون من حي سيدي مومن. ويغلب على فيلم «خيل الله» الطابع الوثائقي، بيد أن قصة الفيلم مقتبسة من رواية «نجوم سيدي مومن» للكاتب المغربي الماحي بنبين، إلا أن نبيل عيوش قام بعمل استقصائي، من خلال أبحاث ميدانية شملت عائلات انتحاريي 2003، كما شارك في وضع سيناريو ولوحات الفيلم محمد الفيزازي، وهو أحد قادة «السلفية الجهادية» الذين تم اعتقالهم عقب تفجيرات الدار البيضاء، والذي تم إطلاق سراحه في أبريل (نيسان) من السنة الماضية بعفو ملكي.

ويحاول الفيلم أن ينقل حياة أطفال حي سيدي مومن الهامشي خلال فترة نهاية التسعينات التي عرف خلالها المغرب تحولات سياسية مهمة، مع انتهاء فترة ما يسمى «سنوات الرصاص» وإطلاق إصلاحات سياسية أدت إلى مصالحة وطنية وإشراك المعارضة في السلطة في إطار سياسة التناوب التوافقي، مرورا بوفاة الملك الحسن الثاني وانتقال السلطة إلى الملك محمد السادس، وصولا إلى تداعيات تفجير برجي نيويورك ومبنى البنتاغون في 11 سبتمبر 2001. ثم تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو 2003.

ويندرج الفيلم ضمن اهتمام نبيل عيوش في مجموعة من أعماله السينمائية الأخيرة بأطفال الضواحي الفقيرة، أو «أحزمة البؤس» كما يطلق عليها أحيانا، التي تحيط بمدينة الدار البيضاء، كبرى حواضر المغرب وعاصمته الاقتصادية، من قبيل فيلم «علي زاوا» الذي سبق له أن نال جائزة أفضل ممثل في دورة سابقة لمهرجان نامور للفيلم الفرانكفوني.

غير أن الفيلم الجديد يضيف بعدا آخر، وهو محاولة فهم كيف يتم تجنيد هؤلاء الشباب ونقلهم من دوائر البؤس والجريمة والمخدرات إلى دائرة التطرف والإرهاب وتحويلهم إلى قنابل بشرية مستعدة لتفجر نفسها وقتل الآخرين. ويتضمن الفيلم عدة رسائل، منها مخاطر خلط سجناء الحق العام بسجناء القضايا الإرهابية، إذ تم تجنيد الشخصية الرئيسية في الفيلم من داخل السجن، والذي قام بعد إطلاق سراحه بتجنيد شباب آخرين ضمنهم أخوه. كما أشار الفيلم إلى دور التربة الخصبة التي تشكلها «أحزمة البؤس» حول المدن الكبرى، والمفارقات الاجتماعية الصارخة، إضافة إلى دور المال في استقطاب انتحاريين من أوساط فقيرة.