انتشار التنظيمات المسلحة في شبه جزيرة سيناء

TT

ينتشر في شبه جزيرة سيناء عدد من التنظيمات الجهادية المسلحة، أبرزها جماعة «التوحيد والجهاد»، التي دعت لإقامة إمارة إسلامية في سيناء. ومنذ الإطاحة بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي، قامت مجموعات من الإسلاميين المتشددين بمهاجمة مراكز للشرطة وخط أنابيب لتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل.

واتهمت تل أبيب القاهرة مرارا بأنها فقدت سيطرتها على صحراء سيناء بعد ثورة 25 يناير، وقالت إن هناك ميليشيات فلسطينية في غزة تعمل على نشاط مسلح لتشكيل تنظيمات جهادية في سيناء.

ومن أشهر التنظيمات هناك تنظيم التوحيد والجهاد، وهي جماعة سلفية مرتبطة بتنظيم القاعدة وتتواصل مع «جيش الإسلام الفلسطيني» الموجود في غزة، الذي اتهمه وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بالوقوف وراء حادث كنيسة القديسين في الإسكندرية مطلع العام الماضي.

وينسب إلى هذا التنظيم، الذي تم الكشف عنه عام 2004، الكثير من التفجيرات الإرهابية في مصر، منها تفجيرات طابا 2004، وشرم الشيخ 2005، ودهب 2006، والحسين 2009. وألقى الأمن المصري القبض على العشرات من عناصر التنظيم وحكم على عدد منهم بالإعدام.

وبعد ثورة 25 يناير العام الماضي، عادت عناصر التنظيم مرة أخرى، من خلال عدة عمليات، منها في يناير (كانون الثاني) الماضي، حين قاموا بخطف 25 خبيرا صينيا بوسط سيناء، على خلفية احتجاجات تتعلق بالمطالبة بالإفراج عن خمسة متهمين منهم.

ويحاكم حاليا 25 عضوا من أعضاء التنظيم بتهم إنشاء وإدارة الجماعة التي تدعو لتكفير الحاكم وإباحة الخروج عليه والاعتداء على القوات المسلحة، وقتل 7 في هجمات مسلحة بالعريش الصيف الماضي.

وفي أغسطس (آب) من العام الماضي، توعدت الجماعة بتحويل سيناء لـ«أرض للصراع مع إسرائيل». وقالت الجماعة، في بيان لها على الإنترنت، «إن أرض الكنانة وجبل الطور قد دخلت مرحلة جديدة ستكون من خلالها عنوانا بإذن الله الواحد الأحد في المرحلة القادمة من الصراع مع أعداء الله اليهود وذيولهم».

وفي 16 سبتمبر (أيلول) 2011، كشف الأمن المصري عن منشورات توزع في سيناء باسم «الجماعات الجهادية» تحت عنوان «الإنذار الأول والأخير»، حيث قامت بإلقائه في مدينتي رفح والشيخ زويد.

وجاء في المنشور أن الجماعات التكفيرية والجهادية بسيناء تعلن «سيناء إمارة إسلامية لها عادات وتقاليد مستمدة من الشريعة الإسلامية.. ولا داعي لوجود قوات الجيش والشرطة في سيناء».

تنظيم آخر، يتخذ من سيناء مقرا له، يدعى «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس»، الذي أعلن عن وجوده داخل سيناء في يوليو (تموز) الماضي، في تسجيل تم بثه على موقع «يوتيوب» على الإنترنت، بهدف خوض «حرب استشهادية ضد العدو الصهيوني وفتح جبهات جهادية جديدة ضده تنطلق من سيناء».

وقبل أيام من ورود اسم هذا التنظيم، تبنى تنظيم يسمى «أنصار بيت المقدس»، إحدى عمليات تفجير أنبوب الغاز المصري المؤدي إلى إسرائيل. وكشف شريط فيديو للتنظيم المراحل الكاملة لتنفيذ العملية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، بثت جماعة إسلامية تتخذ من سيناء مقرا لها تسجيلا مصورا على الإنترنت تعلن فيه المسؤولية عن هجوم عبر الحدود أسفر عن مقتل إسرائيلي في موقع بناء حاجز حدودي.

وظهر في التسجيل المصور الذي بث على الإنترنت أعضاء في جماعة جديدة تسمى «مجلس شورى المجاهدين» يرتدون ملابس عسكرية ويختارون ما بدا أنه دورية أمنية إسرائيلية وبلدة حدودية هدفا لهم.