رفسنجاني يدعو حكومة أحمدي نجاد إلى تبني سياسة حكيمة مع الغرب

طهران تعرض «اعترافات» موقوفين يتهمون إسرائيل بقتل علماء نوويين

صور عرضها التلفزيون الإيراني أمس لمتهمين قالوا: إنهم تدربوا في إسرائيل لاغتيال علماء نوويين إيرانيين (أ.ف.ب)
TT

دعا الرئيس الإيراني الأسبق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى تبني سياسة حكيمة فيما يتعلق بالملف النووي للجمهورية الإسلامية، وحثها على تهدئة التوترات مع الغرب وتبني منهج تصالحي معه، وفي غضون ذلك عرض التلفزيون الإيراني «اعترافات» 13 إيرانيا قالوا: إنهم ينتمون إلى شبكات أقامتها ودربتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية واغتالت 4 علماء نوويين إيرانيين منذ عام 2010.

وتوترت الأوضاع بشدة في الآونة الأخيرة بين طهران والغرب على خلفية الملف النووي الإيراني الذي يعتبر الغرب أن أهدافه عسكرية بينما تؤكد طهران أنه لأغراض سلمية بحتة.

ونقلت مصادر إخبارية أمس عن رفسنجاني القول لدى لقائه بعدد من رجال الدين: «بإمكاننا تخطي هذا المنعطف الحرج إذا ما تصرفنا بحكمة، وهدأنا التوترات التي تشهد علاقاتنا مع الغرب». ويعد رفسنجاني من أبرز خصوم الرئيس محمود أحمدي نجاد، ويرى أن سياساته الراديكالية بما في ذلك موقفه المتشدد في النزاع النووي السبب الرئيسي للتوترات مع الغرب.

وكانت مجموعة العقوبات الجديدة التي فرضت مؤخرا على إيران بسبب برنامجها النووي، وخاصة حظر تصدير النفط، قد أدت إلى تراجع جديد لقيمة العملة المحلية (الريال) وارتفاع معدلات التضخم وأزمة اقتصادية. وقال رفسنجاني: «بعض السياسات (الحكومية) دفعتنا باتجاه هذه الأزمة الاقتصادية، ولكن من الضروري تبني سياسات جديدة»، مقترحا تبني نهج أكثر تصالحا.

وفي تلك الأثناء عرض التلفزيون الإيراني «اعترافات» 13 إيرانيا قالوا: إنهم ينتمون إلى شبكات أقامتها ودربتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية واغتالت أربعة علماء نووي إيرانيين منذ 2010.

وظهر في الشريط ثمانية رجال وخمس نساء أكدوا المشاركة في عمليات الاغتيال. ويبدو في الصور المتوافرة على موقع التلفزيون الإيراني مجيد جمالي فاشي الذي أعدم في مايو (أيار) بتهمة اغتيال عالم الفيزياء النووية الإيراني المهم مسعود علي محمدي في يناير (كانون الثاني) 2010. وأكد فاشي في التسجيل أنه تلقى تدريبا لدى الاستخبارات الإسرائيلية. وبدوره قال القضاء الإيراني إن المتهم تصرف «بإيعاز من الموساد الذي منحه 120 ألف دولار». وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية مؤخرا عن توقيف عدة شبكات مرتبطة بإسرائيل ترمي إلى اغتيال علماء نووي إيرانيين.

ومنذ 2010 قتل أربعة علماء نووي إيرانيين هم مسعود علي محمدي ومجيد شهرياري وداريوش رضائي - نجاد ومصطفى أحمدي روشان فيما نجا فريدون عباسي دواني من محاولة اغتيال وهو الآن رئيس البرنامج النووي الإيراني.

وتتهم إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية عن عمليات الاغتيال لعرقلة برنامجها النووي.

وقال إيراني آخر هو مزيار إبراهيمي في التسجيل إنه «أرسل إلى إسرائيل للتدرب على استخدام المتفجرات والأسلحة الحربية».

وأكد بهزاد عبدلي «ذهبنا إلى تركيا ومن هناك أخذنا سفينة (...) للذهاب إلى قبرص ثم إلى إسرائيل حيث ذهبنا إلى مدينة صغيرة قرب تل أبيب». وأضاف إيراني آخر في الفيديو اراش خيرادكيش «تلقينا تدريبا على زرع عبوات لاصقة موقوتة على سيارات والابتعاد سريعا على دراجة نارية»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

كما بث التلفزيون صور موقع أكد أنه «معسكر تدريب قرب تل أبيب»، بينما أكد بعض الموقوفين تلقي تدريب في كردستان العراق.

وتستند الاتهامات إلى هذه «الاعترافات» فحسب، من دون إثباتات أخرى. وسبق أن بث التلفزيون الإيراني «اعترافات» موقوفين وعلى الأخص اعترافات مراسل مجلة «نيوزويك» مزيار بهاري الذي أكد لاحقا في كتاب نشر في الخارج أنه أجبر على الاعتراف في أثناء اعتقاله عام 2009.