محادثات مغربية ـ ليبية حول إلغاء التأشيرات وأموال نظام القذافي

رئيس الحكومة الليبية يقود وفدا يضم 10 وزراء وقائد الجيش إلى الرباط

الناطق باسم المجلس الانتقالي الوطني الليبي صالح درهوب يتحدث عن الأوضاع الأمنية في مؤتمر صحافي بطرابلس أمس (إ.ب.أ)
TT

يبحث اليوم وفد رفيع المستوى يترأسه عبد الرحيم الكيب رئيس الوزراء الليبي ويضم عشرة من وزراء حكومته ومسؤولين عسكريين، عددا من القضايا العالقة بين البلدين من بينها مسألة إلغاء التأشيرات، وتقديم مساعدات مغربية للأجهزة الليبية في مجال الأمن والتدريب العسكري، وحصر أموال وعقارات نظام معمر القذافي في المغرب، وكذا بحث بعض القضايا الأمنية ومن بينها ما يقوله الليبيون حول وجود شخصيات من الصف الثاني والثالث من أنصار النظام السابق في المغرب.

وفي التفاصيل علمت «الشرق الأوسط» أن من الأمور التي سيتم مناقشتها إلغاء التأشيرات لحاملي الجوازات العادية بعد استقرار الأوضاع الأمنية في ليبيا، بعدما تم إلغاء التأشيرات للمغاربة الذين يحملون جوازات سفر دبلوماسية وجوازات الخدمة والجوازات الخاصة، إذ كان تنقل المغاربة والليبيين يعرف بعض الصعوبات والتعقيدات عقب انهيار نظام العقيد معمر القذافي.

كما أن الوفد الليبي، في زيارته غير المسبوقة، سيعقد محادثات موسعة يترأسها من الجانب المغربي عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة، سيطرح موضوع الاستثمارات والأموال الليبية في عهد معمر القذافي في المغرب وتشمل استثمارات في مجال السياحة خاصة العقارات، وكانت السلطات المغربية المعنية قد عممت على كل المؤسسات والجهات المغربية بعدم قانونية بيع أي ممتلكات أو استثمارات ليبية قبل الحصول على إذن من السلطات الليبية الجديدة.

وتقدر الاستثمارات الليبية في المغرب بمليارات الدولارات حيث تملك «الشركة العربية الليبية للاستثمارات الخارجية» 5.95 في المائة من مجموعة «أونا» أكبر مجموعة مغربية، كما أن شركة ليبيا للنفط القابضة تمتلك نصيبا كبيرا من سوق الطاقة المغربي و30 في المائة من شركة «بتروكاب» البحرية المغربية، وتملك كذلك وتدير 182 محطة للتزويد بالوقود منها ست محطات بالموانئ البحرية المغربية. بالإضافة إلى إدارة محطات لتزويد الطائرات بالوقود في عشرة مطارات مغربية ومصنع لتصنيع الزيوت.

ولم تقتصر الاستثمارات الليبية بالمغرب على الناحية النفطية والطاقة بل تعدتها لتصل إلى الجانب السياحي، حيث بادرت شركة «لافيكو» الليبية للاستثمارات الخارجية بافتتاح أول فندق في الدار البيضاء، تحت اسم «كنزي تاور هوتل»، ويضم 28 طابقا، وأغلب هذه الاستثمارات تعود لعائلة معمر القذافي وشخصيات كانت مقربة منه، وفي هذا السياق يشار إلى أن شركة «لافيكو» الليبية التي تملك سلسلة من الفنادق الفاخرة، و«شركة أويل ليبيا القابضة» بالإضافة إلى أراض وممتلكات مختلفة أغلبها ملك لابنه المعتصم الذي قتل مع والده، وسيف الإسلام القذافي المعتقل حاليا في ليبيا.

وطبقا للمصادر نفسها فإن عضوية اللواء يوسف المنقوش رئيس الأركان العامة للجيش الليبي (قائد الجيش) في الوفد المرافق لرئيس الحكومة الليبية، مردها إلى أن الوفد سيجري في الرباط محادثات ذات طابع أمني وعسكري، حيث يعتزم المغرب تقديم دعم في هذا المجال إلى ليبيا، خاصة في مجال التدريب، وبناء الأجهزة الأمنية.

وقالت مصادر ليبية وثيقة الاطلاع إن الوفد سيطرح خارج الاجتماعات الرسمية مسألة وجود بعض الشخصيات من الصف الثاني والثالث من أنصار القذافي في المغرب، ولم ترد أي إشارة في هذا الصدد من طرف السلطات المغربية، باستثناء ما كان قد ذكر في وقت سابق من أن عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية كان يوجد في الدار البيضاء قبل أن ينتقل إلى موريتانيا ويلقى عليه هناك القبض بتهمة دخول البلاد بجواز سفر مزور، لكن مصادر ليبية تعتقد أن بعض الشخصيات ما تزال موجودة في المغرب بأوراق وجوازات سفر مزورة، وكانت قد ترددت أنباء عن وجود الخويلدي الحميدي عضو مجلس القيادة الليبية والذي كان يعتبر من الشخصيات الأساسية في نظام العقيد معمر القذافي، بيد أن هذه المعلومات لم يتسن تأكيدها، خاصة أن معلومات أخرى أفادت من قبل بوجوده في دول عربية أخرى.

يشار إلى أن الوفد الليبي الذي سيصل اليوم إلى الرباط يضم وزراء العمل، والاقتصاد، والمالية، والزراعة، والكهرباء، والعدل، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، إلى جانب رئيس أركان الجيش الليبي ورئيس المؤسسة الليبية للاستثمارات الخارجية، ومستشاري رئيس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية ووكيل وزارة الداخلية. وستدوم الزيارة يومين سيستقبل خلالها الوفد من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ومن المرتقب أن يلتقي الوزراء العشرة في الحكومة الليبية يوم غد، نظراءهم في الحكومة المغربية لبحث العلاقات القطاعية بين المغرب وليبيا.