مقتل 3 من المحتجزين الإيرانيين في قصف.. وطهران تنفي كونهم عناصر في الحرس الثوري

إيران تدعو دولا ذات «مواقف واقعية» لاجتماع حول سوريا.. وجنبلاط يهاجم زيارة جليلي لبيروت

سعيد جليلي خلال زيارته إلى مقبرة قتلى حزب الله اللبناني وبينهم القيادي عماد مغنية في ضاحية بيروت الجنوبية أمس (رويترز)
TT

بينما أعلن مقاتلو المعارضة السورية عن مقتل 3 إيرانيين، من مجموع 48 إيرانيا تم اختطافهم السبت الماضي في سوريا، وذلك إثر قصف حكومي في محافظة دمشق أمس وهددوا بقتل بقية المحتجزين خلال ساعة ما لم يوقف جيش الرئيس السوري بشار الأسد القصف، نفى مسؤول إيراني بارز أن يكون هؤلاء الإيرانيون المختطفون من العسكريين كما أعلن عن نية بلاده استضافة اجتماع لدول من المنطقة ودول أخرى لها «مواقف واقعية» بشأن سوريا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإيجاد سبل لحل أزمة البلاد.

وأعلن عناصر من المعارضة السورية مقتل 3 من المحتجزين الإيرانيين خلال هجوم جوي للقوات الحكومية في دمشق وهددوا «بقتل الرهائن الباقين إذا لم يوقف الجيش هجومه».

وقال معتصم الأحمد المتحدث باسم المجموعة لوكالة رويترز إن الرهائن قتلوا عندما انهار عليهم منزل في الهجوم الجوي، وتابع أن مجموعته ستقتل بقية الرهائن إذا لم يوقف الجيش القصف مشيرا إلى أن أمامه مهلة مدتها ساعة واحدة.

وبينما لم يتضح مصير هؤلاء الإيرانيين المحتجزين حتى ساعة إعداد هذا التقرير، نفى نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن يكون الإيرانيون الـ48 من العسكريين، وقال عبد اللهيان لقناة «العالم» الإيرانية: «إننا ننفي بشكل قاطع معلومات ذكرتها وسائل إعلام تؤكد أن زوارنا المخطوفين عناصر في الحرس الثوري». وأضاف «جميع المخطوفين زوار ذهبوا إلى دمشق لزيارة الأماكن المقدسة فيها»، وتابع «هذه العملية مخطط لها مسبقا ومنفذوها يريدون الضغط على إيران كي توقف دعم الشعب السوري».

وكانت قناة «العربية» قد عرضت أول من أمس شريطا مصورا يظهر الإيرانيين المختطفين في سوريا في قبضة الجيش السوري الحر الذي أكد أن الرهائن «شبيحة» وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني مظهرا بطاقات عسكرية لعدد كبير من المختطفين.

كما أعلن عبد اللهيان نية بلاده استضافة اجتماع لدول من المنطقة ودول أخرى لها «مواقف واقعية» بشأن سوريا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإيجاد سبل لحل أزمة البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (أرنا) عنه قوله «سيعقد اجتماع تشاوري بشأن سوريا في طهران يوم الخميس بمشاركة الدول التي تتبنى مواقف واقعية بشأن هذا البلد»، وأضاف أن هدف الاجتماع هو إيجاد «سبل للخروج من الأزمة الحالية وعودة الاستقرار والهدوء لهذا البلد وأيضا دعم كل الجهود الإقليمية والدولية البناءة»، غير أن المسؤول الإيراني لم يشر إلى الدول التي دعيت للاجتماع.

وفي غضون ذلك، وصل أمس أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلى بيروت في زيارة والتقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، كما من المتوقع أن يلتقي لاحقا برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور لبحث العلاقات الثنائية والأوضاع في لبنان والمنطقة لا سيما تطورات الأحداث في سوريا.

ووصف جليلي خطف الزوار الإيرانيين الـ48 في دمشق «بالعمل المشين الذي لا يمكن لأي عاقل في الدنيا أن يؤيده»، مبديا «أسفه لرؤية الأمور قد توترت إلى الحد الذي لم يعد يسمح حتى للمدنيين الأبرياء العزل بزيارة العتبات المقدسة والمقامات الدينية». وطالب «الدول والأطراف التي تدعم مثل هذه الأعمال المشبوهة بأن يبيضوا صفحتهم أمام العالم بأسره».

وردا على سؤال عن رأيه في حزب الله والمقاومة اللبنانية، رأى جليلي أن «جميع أحرار العالم يرفعون رؤوسهم بالمقاومة اللبنانية البطلة التي تحولت إلى نموذج يحتذى في العالم»، لافتا إلى «أن الشعب اللبناني العزيز والحكومة اللبنانية يعرفان أكثر من أي طرف آخر كيف لهم أن يحتفظوا بهذه الجوهرة الناصعة».

وبينما دعا جليلي لترسيخ أركان الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع المنطقة، نبّه لمن سماهم «أعداء للأمة الإسلامية وأعداء يتربصون الشرور لهذه المنطقة».

بالمقابل، شنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هجوما عنيفا على جليلي داعيا إياه للاهتمام بشؤون بلاده بدل توزيع الترسانات العسكرية، وقال: «وإذ يستقبل لبنان ضيفا جليلا هو السيد سعيد جليلي، فقد يكون من المناسب إعادة التذكير بهذه المسلمات والثوابت السياسية»، مضيفا «وإذ نأخذ بالاعتبار اهتماماته وانشغالاته الأمنية والاستراتيجية الكبرى، ولكن حبذا لو أن السيد جليلي اهتم بالشؤون الداخلية لبلده التي شهدت بعض مناطقه انتفاضة شعبية عُرفت بانتفاضة الدجاج قياسا لما تعانيه الشرائح الاجتماعية الفقيرة بدل توزيع الترسانات العسكرية هنا وهناك، وقد أصبح سعر الدجاج في طهران أغلى من سعر الصواريخ».

إلى ذلك، حذّر رئيس مجلس أمناء الثورة السورية هيثم المالح من أن «أي إيراني يدخل إلى سوريا هو هدف مشروع للثورة والثوار»، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «سوريا أغلقت أبوابها أمام الإيرانيين بعدما قرر النظام هناك الوقوف إلى جانب العصابة الحاكمة في سوريا وقتل الشعب السوري وممارسة أبشع الجرائم بحقه».

وإذ أكّد المالح أن الإيرانيين الذين اختطفوا هم من الحرس الثوري، أشار إلى أنه «وبالقرب من منطقة عدرا في سوريا مركز تدريب للحرس الثوري الإيراني وهو ليس بجديد»، وأضاف: «وبالتالي يكفي كذبا علينا فأكاذيبهم لن تمر بعد الآن». وعن مصير المختطفين اللبنانيين والإيرانيين، شدد على أن «الثورة ستقرر مصيرهم كما أنه يعود إلى قيادة الثورة بالداخل تقرير ما إذا كانت ستفاوض عليهم أم لا».