محاولات النظام السيطرة على حلب مستمرة.. والجيش الحر يستعد لمعركة العاصمة

مسؤول الإعلام في القيادة المشتركة لـ «الشرق الأوسط»: على داعمي النظام أن ينتظروا نبأ اغتيال الأسد

TT

سجل أمس خرق أمني هو الأبرز منذ انفجار مبنى الأمن القومي بدمشق في 18 يوليو (تموز) الماضي، في انفجار عبوة ناسفة في مبنى التلفزيون السوري المحصن، كما ارتكبت قوات النظام مجزرة في ريف حماه اعتبرها المجلس الوطني جزءا من حملة التهجير الطائفي. أتى ذلك، في موازاة العمليات العسكرية والاشتباكات في مختلف المناطق السورية واستمرار معركة حلب الحاسمة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 115 شخصا، بحسب لجان التنسيق المحلية، معظمهم في حلب ودير الزور.

وتأتي تلك الأحداث بينما أبدى رئيس بعثة المراقبين في سوريا الفريق بابكار جاي قلقه حول العنف المستمر في سوريا، وتحديدا تدهور الوضع بصورة كبيرة في حلب. وحث جاي الأطراف على حماية المدنيين واحترام الالتزامات التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني وعدم تعرض المدنيين إلى القصف أو الأسلحة الثقيلة، مطالبا إياهم باتخاذ الخطوات الضرورية من أجل فتح حوار للتخفيف من معاناة المدنيين وإنهاء هذا النزاع.

وعن تفجير مبنى التلفزيون، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي حدوث إصابات طفيفة في التفجير الذي وقع في الطابق الثالث من مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون بساحة الأمويين وسط دمشق. لكن وكالة «يو بي آي» نقلت عن عاملين أن الانفجار أسفر عن إصابة شخصين ووقوع أضرار كبيرة في المكاتب الإدارية وأستديوهات قناة «نور الشام» ومكاتب قناة «الإخبارية» التي كانت تعرضت لتفجير في الشهر الماضي. مع العلم أن دخول الأشخاص إلى مبنى التلفزيون السوري يخضع لإجراءات أمنية مشددة، ويضم المبنى المكون من خمسة طوابق، مكتب وزير الإعلام وأستديوهات البث الرئيسية والمكاتب الإدارية.

في هذا الإطار، أكد فهد المصري مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر بات يسيطر على معظم المناطق الحيوية في ريف حلب وعلى أكثر من 13 حيا في مدينة حلب، بعدما نجح مساء أول من أمس في السيطرة على أحد الحواجز الأمنية بعد اشتباكات استمرت 12 ساعة متواصلة، واستهداف مطار عسكري.

وأكد المصري أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، يدير العمليات في حلب، كما عمد إلى تعيين قائد جديد للعمليات في حمص وآخر في إدلب. وأشار المصري إلى أن النظام يستخدم في حلب أقسى أنواع العنف ويحاول الدخول بالمدرعات والدبابات إلى معقل الثوار في حلب، لكن مقاومتهم الشديدة تمنعه من التقدم.

بدوره صرح الرائد ماهر النعيمي، المتحدث الإعلامي للجيش الحر، عن تطورات كبيرة حدثت خلال الساعات الماضية. وأكد أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على مواقع حساسة وصواريخ متطورة، وأن خمس عشرة طائرة مروحية هي في خدمة الجيش الحر بعد انشقاق الطيارين. وكذلك أوضح أن سبعة آلاف عنصر من لواء حوران (درعا) أصبحوا الآن في قلب العاصمة دمشق للمساعدة في تحريرها، وأن انشقاق اللواء المدرع 18 كان له دور كبير في تحطيم قوة الفرقة الرابعة.

وهذا ما أشار إليه المصري، مؤكدا أن الإسناد العسكري من محافظة درعا وتعاون كبار ضباط النظام مع الثورة يشكلان دعما أساسيا واستراتيجيا في معركة تحرير دمشق، مضيفا أن، الخطط باتت جاهزة والثوار ينتظرون الأوامر للتحرك، وحذر المصري النظام السوري بالقول «المراكز السورية الحيوية هي الهدف الأساسي بالنسبة إلينا من الآن فصاعدا، والمفاجآت في الأيام المقبلة ستكون أكبر.. وعلى داعمي النظام أن ينتظروا نبأ اغتيال بشار الأسد».

من ناحيته، اتهم المجلس الوطني السوري نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب مجزرة أوقعت نحو أربعين قتيلا و120 جريحا في بلدة «حربنفسه» في ريف حماة، معتبرا أن ذلك يتم في إطار سياسة «تهجير طائفي واضحة المعالم». كما لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن بلدة «حربنفسه» تعرضت للقصف بالأسلحة الثقيلة قبل أن يتم اقتحامها، مؤكدا أن «شبيحة» من قرى مجاورة شاركوا الجيش في قتل السكان الفارين بالأسلحة النارية والبيضاء. وفي مجريات معركة حلب الحاسمة، واصل الجيش السوري قصف أحياء في حلب بينها صلاح الدين بالأسلحة الثقيلة، في محاولة لإجلاء مقاتلي الجيش الحر الذين واصلوا من جهتهم التصدي لمحاولات الاقتحام للأحياء التي تخضع لسيطرته.

ومن جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين قتلى أمس في حلب قائد كتيبة للثوار لقي حتفه في اشتباك بحي صلاح الدين الذي لا يزال تحت سيطرة الجيش الحر منذ بدء المعارك قبل أسبوعين.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن القصف في حلب أدى إلى تدمير بناء من ثلاثة طوابق ووفاة عائلتين بأكملهما في حي الصاخور، مع استمرار الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في ثكنة هنانو العسكرية في حي العرقوب. وتحدثت حكومة دمشق من جهتها عن مقتل واستسلام عشرات «الإرهابيين» في معارك حلب، التي تقول إنها حشدت لها أكثر من عشرين ألف جندي.

وفي غضون ذلك، تناقلت مصادر من المعارضة السورية نبأ تمكن عدد من الثوار من إسقاط مروحية عسكرية بالقرب من مطار عسكري في مدينة حلب شمال البلاد. وقال الناشط السوري أبو عمر الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية إن «الثوار أسقطوا مروحية تابعة للجيش النظامي كانت تحاول أن تقصف مناطق في ضواحي حلب».

وفي دمشق، نفذت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين، حيث يفرض حصارا على سكانه، بينما سمع أصوات إطلاق نار في منطقة الشعلان وقدوم تعزيزات إليها، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أنه قتل خمسة عناصر من الجيش الحر إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية قرب بلدة حران العواميد واختطفت جثامينهم بحسب نشطاء من المنطقة. بينما حاولت أعداد كبيرة من قوات الأمن والشبيحة اقتحام معضمية الشام، بالتزامن مع قصف عنيف بقذائف الهاون وتخوف الأهالي من ارتكاب مجازر جديدة في المدينة المنكوبة.

كذلك، أشار اتحاد التنسيقيات إلى قصف غير مسبوق تعرضت له مدينة الزبداني بمعدل 4 قذائف بالدقيقة الواحدة؛ حيث تغطت المدينة مع سهلها بسحابة دخان، وتزامن ذلك مع تحليق للطيران الحربي واستخدامه للرشاشات الثقيلة في استهداف أحياء الزبداني وأنباء عن سقوط عشرات الجرحى حتى الآن.

وفي دير الزور تعرض حي الجبيلة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بينما قتل ثلاثة مواطنين بينهم سيدتان جراء القصف على حي الصناعة كما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في شارع فؤاد وبالقرب من التموين. أما في حمص، فطال القصف بالهاون والقذائف الجزأين الغربي والجنوبي من حي دير بعلبة.