أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يدعون إلى تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة في سوريا

الجيش الحر يؤكد لـ«الشرق الأوسط» عدم حصوله على أي سلاح من الخارج

TT

دعا ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي البارزين إلى تقديم المساعدة العسكرية المباشرة إلى المتمردين السوريين بما في ذلك استخدام القوة الجوية الأميركية لحماية المناطق التي يسيطر عليها المتمردون داخل سوريا. في الوقت الذي أكد فيه الجيش السوري الحر عدم حصوله وحتى اللحظة على أي سلاح من خارج سوريا.

وقال السيناتور جون ماكين والسيناتور جوزيف ليبرمان والسيناتور ليندسي غراهام في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أمس إنهم يدركون مخاطر زيادة التدخل الأميركي في النزاع في سوريا. إلا أنهم قالوا: إن «عدم التحرك يحمل مخاطر أكبر على الولايات المتحدة من حيث الخسائر في الأرواح وإضاعة الفرص الاستراتيجية والتفريط بالمبادئ».

وقال الثلاثة إنه ينبغي على الولايات المتحدة أن توفر المساعدة «بشكل مباشر ومفتوح» إلى المعارضة المسلحة، بما في ذلك تقديم الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب لها. وأضافوا: «مهما كانت المخاطر المترتبة على ذلك، فإنها أقل بكثير من مخاطر الجلوس دون حراك وتمني أن تسير الأمور على ما يرام».

وأضافوا أن «ذلك لا يتطلب نشر أي جنود أميركيين على الأرض، ولكن سيشمل استخداما محدودا لقواتنا الجوية وغيرها من القدرات التي تنفرد بها الولايات المتحدة»، إلا أنهم لم يكشفوا عن المقصود بتلك القدرات.

وحذروا من أن تردد الولايات المتحدة في تقديم المساعدة للمتمردين يجعل الكثير في الشرق الأوسط يعتقدون أنها توافق على ما يتعرض له المدنيون العرب والمسلمون من عمليات قتل. وتأتي تلك التصريحات الأميركية في الوقت الذي شهد إعلان عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني أن دولا عربية وأجنبية تزود المعارضة السورية بالأسلحة، وهو ما أثار جملة من ردود الفعل في الداخل السوري والخارج؛ في ظل تأكيد الجيش السوري الحر عدم حصوله «وحتى اللحظة» على أي سلاح من خارج سوريا.

وقالت قضماني، في تصريح لإذاعة «أوروبا الأولى» في باريس، إن دولا عربية وأجنبية تزود المعارضة السورية بالأسلحة، مشيرة إلى أن «الثوار على الأرض يبحثون جاهدين عن أسلحة من أي مكان»، وأضافت أنه «مع الحصول على بعض المبالغ ستسعى المعارضة المسلحة عبر السوق السوداء، بجميع الوسائل للتزود بما يمكنها، للعثور على السلاح»، معتبرة أن «انتظار الحل العسكري أمر كارثي اليوم».

بالمقابل، جزم عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أحمد رمضان أن عملية تسليح الجيش الحر تعتمد على مصادر داخلية؛ إن كان عبر الغنائم التي يسيطر عليها الثوار خلال معاركهم أو من خلال شراء أسلحة داخلية، كما عبر سيطرة عدد من الضباط المنشقين على مخازن للسلاح كانوا قيمين عليها قبل انشقاقهم، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن المجلس الوطني يقوم بالمساعدة من خلال إمداد لوجيستي للثوار عبر وسائل خاصة، وبحكم علاقاته ونشاطاته، وليس من خلال دول على صعيد رسمي».

وأشار رمضان إلى أن «ما يطلبه المجلس الوطني من الدول اليوم ليس تأمين السلاح، بل السماح بتمريره.. باعتبار أنه يمكن تأمينه من خلال شركات خاصة».

وبينما أكد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي عدم حصول الجيش الحر، وحتى اللحظة، على أي سلاح من خارج سوريا، أوضح أن «كل ما يصل عبارة عن هبات مالية من أشخاص خليجيين ومن سوريين مغتربين وليس على مستوى دولي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن من خلال هذه الأموال نشتري بعض الأسلحة المحدودة كما ونوعا من شبكات التهريب المنتشرة في كل دول العالم».

بدوره، أكد الرائد المنشق ماهر النعيمي أن دولا أوروبية عرضت مالا وسلاحا على الجيش الحر، لكن الجيش رفض لأنه لم يعد بحاجة. وأضاف: «فقد حصلنا على الدعم اللازم، وعليه ننتظر بشائر النصر في هذه الأيام المباركة.. وما تحرير معظم مناطق حلب إلا بشارة من بشائر النصر».